سؤال ربما يتبادر لبعض الأذهان! و نجاوب السائل
١ – هل يعسر علي الربِ أمراً ؟! ألا يستطيع الملك أن يسكن وسط عبيده؟! نعم انه قادر على كل شيء ولا يعسر عليه امر
٢ – هل يقبل ان يتجسد؟ نعم لانه كلى الصلاح، لقد أراد المسيح و فعل هذا لأجل محبته للجنس البشري .
سؤال ربما يتبادر لبعض الأذهان! و نجاوب السائل
١ – هل يعسر علي الربِ أمراً ؟! ألا يستطيع الملك أن يسكن وسط عبيده؟! نعم انه قادر على كل شيء ولا يعسر عليه امر
٢ – هل يقبل ان يتجسد؟ نعم لانه كلى الصلاح، لقد أراد المسيح و فعل هذا لأجل محبته للجنس البشري .
فهو الله كلي الصلاح و كلي القدرة الذي حينما وجد الإنسان الذي خلقه علي صورتهِ و مثالهِ و الذي دعاه من العدم إلي الوجود سيفني، تجسد ليعيد إليه الصورة الأصليه للقداسة و البر اللذان فقدهما الإنسان بتعديه علي الوصية و الإنحياز لغواية الحية. و في آدم سقط كل الجنس البشري من الحياة الأبدية و نُفينا من فردوس النعيم (القداس الباسيلي) و فسدت كل عجينة البشرية (ثيؤطوكية الخميس).
ربما يتبادر إلي الذهن سؤال آخر ، لماذا لم يكن ممكناً أن يتوب آدم و تنتهي المشكلة؟ و كي نجيب علي هذا التساؤل دعونا نتسائل، إذا شرب شخص سُمّ ثم قرر أنه يتوب و ألا يفعل ذلك مرة أخري، هل التوبة ستوقف مفعول السم في جسده؟ بالطبع لا! و هذا بالفعل ما فعله العصيان في طبيعة آدم، حيث سري الموت فيها وفسدت الطبيعة، و لم تكن التوبة تقوي علي إزالة تأثير الخطية ، لأن التوبه تُصلِح الآتي من الحياة، أما ما مضي فله نتائجه.
لقد حذر الله آدم و قال له “إنك موتاً تموت” لو أكلت من شجرة معرفة الخير و الشر. و لذا يقول القديس إثناسيوس في كتابه تجسد الكلمة إنه كان لابد أن تثبت كلمة الله و يموت آدم ككلمة الله له و بالفعل إنفصل آدم عن الحياة و أصبح الموت يسري فيه. لذلك كان لابد للمسيح أن يتجسد لأنه بتأنسة قدس الطبيعة الإنسانية، جددنا و ردنا إلي رتبتنا الأولي و بارك إنسانيتنا فيه و مات عنّا و أعطانا نعمة سكني روحه القدوس فينا لكي نحيا حياة عديمة فساد.
الله الذي قال عنه أشعياء أنه إله مُحتجب و قال علي لسان موسي “لا أحد يراني و يعيش” ظهر في الجسد صائراً مثلنا في كل شئً ما عدا الخطية وحدها، الذي شاهدناه و لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، و بعد ما كلم آبائنا قديماً بالأنبياء و بأنواع و طرق كثيرة، كلمنا في ملئ الزمان في إبنه، الذي هو رسم جوهر الآب و بهاء مجده ( عب ٣:١) وصورة الله غير المنظور (كو ١٥:١) الذي حل فيه كل ملئ اللاهوت جسدياً و لم يزل في حضن أبيه. لم يحده الجسد لأنه مالئ الكل بلاهوته. إتحد ببشريتنا بغير إنفصال عن أبيه و لا تغيير في طبيعته و لا إختلاط و لا إمتزاج ببشريتنا فهو في طبيعته الفريده، طبيعة من طبيعتين كما علمنا القديس كيرلس الكبير.
لم يكن ربنا يسوع المسيح محتاجاً إلي ذلك، إنما لأجلنا و لأجل خلاصنا فعل هذا لكيما يرتقي بأنسايتنا و يعطيها بهاءً لم يكن متاحاً لها قبل التجسد. أعطي الله لبشريتنا بإتحاده بها القدرة علي إظهار محبة و رعاية و عناية و غفران و قبول و بذل المسيح، و لهذا أعلن بولس الطوباوي أن المسيح أجلسنا معه في السماويات و ظهر أمام وجه الآب لأجلنا ليجعل لنا وجود و كينونة أبدية في الله. نحن الذين أتينا من العدم و كان لابد أن نؤول إلي العدم أصبح لنا نعمة الخلود في المسيح يسوع.
لقد وُلدَ الإنسان جديداً يوم ميلاد المسيح لميراث أبوي محفوظ له في السموات لفرح لن يُنزع منه و مجدٍ لا ينطق به.
دُعي ربنا يسوع المسيح آدم الأخير لأنه يغني طبيعتنا البشرية بكل ما يؤول إلي السعادة و المجد، كما أمدها آدم الأول بما يؤول إلي الفساد و العار.
صار إبن الله إبناً للإنسان كيما يحصل إبن الإنسان علي البنوة لله بالنعمة.
هو أخذ جسدنا، وأعطانا روحه القدوس، وجعلنا واحداً معه، من قِبَل صلاحه (ثيؤطوكية الجمعه) .
فليس علي الإنسان إلا أن يؤمن بالله الظاهر في الجسد و يثبت في المسيح و المسيح فيه بواسطة أسرار الكنيسة كيما ينال نعمة البنوة لله و التي بها يرث الميراث الأبدي الذي لا يفني و لا يضمحل و الذي وهبة الآب لإبنه و كل من يثبت في إبنه الوحيد.
مبارك هو الله أبو ربنا يسوع المسيح و مبارك هو إبنه الذي تأنس ليرفعنا إليه و مبارك هو الروح القدوس مقدسنا لله.
المزيد
1