و صحيت الصبح و أنا سعيدة و كل تفكيري إني أخر اليوم هركب الطيارة و هروح اقضي إجازة في المكسيك..
قمت فطرت و بعدين لبست استعدادا إني انزل اشتري شوية حاجات علشان السفر و دي عادتي من أيام دبي..
قابلني روميو على السلم و قالي:” مسافرة دلوقتي؟”
و صحيت الصبح و أنا سعيدة و كل تفكيري إني أخر اليوم هركب الطيارة و هروح اقضي إجازة في المكسيك..
قمت فطرت و بعدين لبست استعدادا إني انزل اشتري شوية حاجات علشان السفر و دي عادتي من أيام دبي..
قابلني روميو على السلم و قالي:” مسافرة دلوقتي؟”
قلت له:” لا لسه. أنا بس هروح اشتري شوية حاجات قبل السفر.”
قال لي:” خلاص لو مش هيضايقك أنا هاجي معاكي”
قلت له:” أكيد.. مفيش مشكلة”
و اتجهنا على محل (ثريفت ستور) و كنت كالعادة حاطة ميزانية صغيرة جدا إني أجيب ملابس للرحلة و كان نفسي أجيب ملابس للبحر تكون مريحة و مناسبة لواحدة حامل..
و فعلا جبت كذا حاجة بين لبس ينفع الصبح و لبس كمان ينفع بالليل .. و افتكر جبت 4 فساتين و كانوا حلوين جدا و دفعت فيهم 30 دولار كلهم..
و رجعت البيت و حضرت الشنطة و قبل ما ادخل اوضتي جالي روميو و قعد يعتذر لي تاني، بس أنا مكنش عندي لا طاقة و لا دماغ إني أصلا اسمعه و كنت بحاول اقفل معاه الكلام و قلت له:
“معلش أنا ورايا حاجات عايزة أخلصها قبل السفر”
قالي:” أنا حاسس انك مش مسمحاني المرة دي زي كل مرة”
و فعلا أنا كنت مجروحة منه جدا و من إهانته لي و مكنتش قادرة أصفى له و قلت له:
“ده حقيقي.. انت حسستني انك طمعان في و إني لا أعني شيء بالنسبة لك.. أما رميك للفلوس على الأرض و طلبك مني إني المها كسر حاجة كبيرة بينا”
كان حاسس شوية بغلطه و بصلي و قالي:” يعني مش هتنسي؟”
قلت له:” أنا عارفة إن النسيان ده نعمة بس أنا ما بعرش أنسى للأسف، لكن الرحلة دي جت في وقتها و هتحسن نفسيتي جدا و يمكن أرجع أكون معاك زي الأول…”
قال لي:”أتمنى”
و سابني لوحدي لأنه كان حاسس انه بنى سور بيني و بينه و هو السبب مش أنا..
كان حماسي و سعادتي أكبر و أكتر من كل شيء و من أي شخص..
كان بيستغل الوقت أنه يغسل و ينظف البيت و انه راح جاب للقطة أكل و طبخ و لما خلصت ترتيب شنطتي قالي:
“الأكل جاهز لو حابة نتغدى”
و كلنا مع بعض و رحت علشان أغسل المواعين لقيته بيقولي:” لا يا روزة أنا النهاردة عايز أريحك من كل حاجة.. روحي ارتاحي انت”
و هدي الجو بينا و النار أصبحت رماد، لكن قلبي كان مكسور و شايل منه جدا..
و طلبت (أوبر) و جاتلي العربية اللي هتوديني المطار و جري روميو علشان ينزلي شنطتي و قالي:
“هتوحشيني أوي يا روزة.. البيت من غيرك هيبقى قبر بالنسبة لي و كانت عينيه كلها دموع”
كنت واقفة عاملة زي الصخرة و رديت عليه بمنتهى البرود و وقلت له:
“ أنا مش هطول و مين عارف يمكن السنة الجاية نطلع رحلة زي دي مع بعض..مع السلامة و خلي بالك من القطة”
قال لي:” انت هتوصيني عليها دي في عينيه .. دي قطة روزة”
و مشيت روزة و سابت روميو لأنها فعلا كانت زهقت منه، و كان نفسها في أجازه من كل حاجة.. من علاقة غير متكافئة، و من شغل متعب جدا، و من ضغوط الحياة اللي حطت نفسها تحت رحمتها..
و لما وصلت المطار كان قلبي بيرفرف من السعادة، و بعت لماما رسالة قلت لها إني رايحة المكسيك أجازة و أديتها نبذة مختصرة جدا في رسالة صوتية لا تتعدى الدقيقتين، و طبعا روميو بعتله رسالة شبيهة برسالة ماما ..
و ركبت الطيارة و بعدت عن تورنتو اللي بقت بالنسبة لي أكتر مكان مهم في حياتي الحالية.. و بالرغم من تعبي الشديد فيها لحد النقطة دي، إلا إن حبي لها عمره ما أتغير.. و كالعادة بعت لها قلب و بوسة كبيرة و أنا بغادر حدودها و ادخل على باقي القارة الأمريكية الشمالية..
و بعد 4 ساعات و نص من الطيران لقيت نفسي فوق مساحات خضراء فاقت توقعاتي و نزلت في مطار (كانكون) في المكسيك و هو المطار الأقرب للمنتجع اللي كنت هنزل فيه..
و طلعت من المطار اللي كان مليان بالكنديين و ركبت أوتوبيس(صان وينج) و كان كله الجروب الكندي اللي معايا في الطيارة بس كل مجموعة كانت نازلة في منتجع غير المجموعة التانية..
و كان المنتجع بتاعي هو الأخير و كان جميل جدا و اسمه (ريفيرا مايا) و من أول ما دخلت المنطقة حسيت إني في جو ساحر و طبيعة تجنن و ريحة البحر كانت مالية الجو..
و بعد ما سيبت شنطتي في اوضتي الجميلة و اللي كانت بتطل على البحر.. و هو البحر الكاريبي اللي هو جزء من المحيط الأطلنطي و بيكون على امتداد جنوب المكسيك.. طبعا المكسيك دولة كبيرة و جنوبها غير شمالها، لكن الجنوب معظمه منتجعات و سياحي جدا عكس مناطق أخرى في المكسيك اللي مش كلها سياحية..
و فتحت بلكونة اوضتي و قعدت أشاهد جمال لون البحر اللي كانت زرقته مختلفة و غريبة علي جدا، و كان نقي و كله نشاط و صوت الموج كان عالي و كأنه بيناديني و يقولي:” تعالي شوفي الجمال”
و جريت على الرمال البيضاء الناعمة و بللت رجلي في المياة و أنا بتنطط من الفرحة و السعادة و الحرية..
حسيت إني خفيفة جدا و نسيت تماما إني حامل، و رجعت لي طاقة زمان أيام السفر و المغامرات و كان قلبي سعيد و ابتسامتي رجعتلي.. و فضلت أبص على البحر وكأننا حبيبين ما شافوش بعض من سنين..
قعدت على الرملة و قلت له:
“عندي حكايات كتير أوي هتسمعني؟”
قالي:” أكيد ده انت حبيبتي”
و قعدت اشتكي و أتكلم مع البحر و يرد علي الموج لساعات.. لحد ما الليل دخل وقمت علشان أتعشى لقيت مطعم الأوبن بوفية مخصص للعشاء و خدت وجبة كويسة جدا، و أنا طالعة منه لقيت موظف قال لي:
“لو حابة احجزلك في المنتجع 2 عشاء في المطاعم المميزة من حقك و وفقا للعرض بتاعك علشان انتِ حاجزة 5 أيام من حقك حجز 2 عشاء في مطعمين مختلفين..
و فعلا حجزت عشاء مميز لبكرة و اليوم الرابع.. يا ترى حجزت أي مطاعم باعتبار إن عندهم (مكسيكي- بحر متوسط- هندي- فرنسي- أمريكي)؟
المزيد
1