كثيرون كتبوا عن كيفية كسب القلوب ولكني اضع أمام القارئ أسرع الطرق التي تجعله يخسر من حوله لعله يتجنبها:
– ضع صديقك دائماً بموقف الدفاع وفرغ طاقاته في التفسير والتبرير والتوضيح، باتهامه بالتقصير معك و خذلانك مع التشكيك في نواياه حتى تجعله تحت رحمة شياطين الشعور بالذنب.
فمثلاً، اتصل به مراراً في أوقات تعلم يقيناً انشغاله فيها لتتربح جميلاً، ثم حاصره برسائل مجانية على ” الواتس”، وباغته بزيارة دون موعد، ثم عاتبه واشكوه لأصدقاء مشتركين كونه لم يرد ولم يفتح الباب ومَثِل بدمع سخي سخين دور المصدوم! فيما لو دعاك لزيارته في وقت يناسبكما، فتعذر بانشغالك بتلبية دعوة أهم.
كثيرون كتبوا عن كيفية كسب القلوب ولكني اضع أمام القارئ أسرع الطرق التي تجعله يخسر من حوله لعله يتجنبها:
– ضع صديقك دائماً بموقف الدفاع وفرغ طاقاته في التفسير والتبرير والتوضيح، باتهامه بالتقصير معك و خذلانك مع التشكيك في نواياه حتى تجعله تحت رحمة شياطين الشعور بالذنب.
فمثلاً، اتصل به مراراً في أوقات تعلم يقيناً انشغاله فيها لتتربح جميلاً، ثم حاصره برسائل مجانية على ” الواتس”، وباغته بزيارة دون موعد، ثم عاتبه واشكوه لأصدقاء مشتركين كونه لم يرد ولم يفتح الباب ومَثِل بدمع سخي سخين دور المصدوم! فيما لو دعاك لزيارته في وقت يناسبكما، فتعذر بانشغالك بتلبية دعوة أهم.
. -استر حقدك علي معارفك بعباءة نقدك لهم وليت النقد يكون علناً لتكون الخسارة أفدح
. -تحويل صديقك لبالوعة لإلقاء نفايات طاقاتك السلبية كفيل بجعل المسافات تنأى بينكما
-إن استنصرك قريب مستضعف في واقعة ظلمه، وأرادك شاهداً ونصيراً، فتعلل بالرمد وليكن قلبك مع الحسين و سيفك مع اليزيد.
-تعامل بعلياء مع البشر، فإن جاملتهم بخدمة، فليصرخ لسان حالك: “أنا صاحبكم الأعلى” و لتستقبل ضيوفك متثاقلاً ولتودعهم متثائباً كحاكم دولة عظمى اضطرته مراسم البروتوكول لوداع رئيس دويلة صغرى.
-إن أهداك جارك كتاباً فارفضه بدعوى أن مطالعاتك مقتصرة على الإنجليزية، فإن أولم لك البحر فأخبره بكراهيتك لثمار البحر وإن جاملك بساعة، فعدد ” الرولكسات” المهداه لك من علية القوم.
– تفنن في تهميش الآخرين بإشعارهم بالدونية ولتعلم أن عبارات المجاملة ما هي إلا هدايا لفظية، فتباخل بإطراء الأخرين ولتكن تلميحاتك جارحة ونظراتك فاضحة ولتحرص على طعن معتقدهم و مقدساتهم، أما لو شئت تدمير قلب نديمك، فلاطفه سراً وأغلظ عليه علناً بسوط لسانك وضَحَّك عليه الخلق.
-لا تنسى التنابذ بالألقاب ليكون وقع إنتصارك أفقع، فسلاح السخرية المغلفة بالمزاح، نافذ في القضاء على أعمق العلاقات الإنسانية.
-سيقبل صديقك أن تُضَيفهُ في آنية بلاستيكية، أما و إن دخل عليكم زائر أخر فوجدك تهب لإخراج الأواني الفضية، فهذا كفيل بأن يشعره بضئالة مكانته لديك، كما قد يمرر مصافحتك له جالساً لمرضك، لكن المشكل لو شفاك الله في ساعتها، فقفزت لإستقبال آخر.
-لا تنسى التهكم على لكنته لفضح ركاكة إنجليزيته، وحبذا لو رطنت أمامه بألمانية يجهلها، ليشعر بالصغار وبأنه – مهما – فلن يرقي لعليائك.
– إسرد على قريبك، مآثر أصدقاؤك الأوفى الذين أعانوك أثناء أزماتك وكن كالحماة المستنفرة لكنّاتها، المدعية أمام كل واحدة أن الأخريات – بنات الأصول – هاديناها بالقرابين لإشعال فتيل المنافسة بينهن لخطب ودها.
-من الضروري مخاطبته ب: يا صديقي، لتشعره بحجم خيبة الأمل فيه رُغم رفعة المكانة التي كنت قد خصصتها له.
-حدق النظر في نعم الله على أخيك، فقل له متحسراً: “يا لحظك، لكم حباك الله بدارٍ أوسع أفخم من داري وأولاداً أكثر و أبر من أولادي، وموهبة أعظم من موهبتي، وعملاً مرموقاً وحظاً موفوراً و حجاً مبروراً.
– بدعوى الإطمئنان عليه، اخترق حياة صديقك بتفاصيلها وتخطى الحدود بوابل من الإستجوابات عن دخله، مدخراته، موارده وتقصى عن منزله، إيجار أم تمليك وعسعس عن مشاكله مع زوجته وأهله ، ثم تحسر على وضعك الأصعب وصحتك الأضعف وبيتك الأضيق وحظك الأعثر.
-لتكن أسئلتك لصديقتك أحد، بالتأكد من لون عينيها، أأزرق أم أنها ترتدي عدسات زائفة؟
حبذا لو استفسرتي منها على إنفراد أو أمام الجميع هل شعرها طبيعي أم مستعار؟
ولو شككت في لونه، فاقطعي شكك باليقين بالسؤال عن هذه النقطة كي لا تفوتك
وإن شئت القضاء على العلاقة فوراً، فتحري عن وسائلها المستخدمة لمنع الحمل، أو استفسري منها عن أسباب تأخرها في الإنجاب.
– لو لك جارة تتجاهلينها عادةً، فإن صادفتيها مع زوجها، فسلمي عليها باقتضاب، ثم أطلقي وجهك ترحيباً بزوجها ،هذه الطريقة مضمونة لجعلك تثانين المكانة التي تكنها جارتك للمرحومة جولدمائير.
-إن تفشيل الآخرين لهو سيفٌ بتّار لعلاقتك معهم، فعليك بتحطيم من عجزوا عن خفض أوزانهم، ولا تنسى التفاخر بشهاداتك أمام الحرفي أو التعاظم بأنسابك وأصولك التركية أمام الفلاح مع التباهي ببشرتك البيضاء المشرئبة بحمرة أمام السمر ولتمجد جنسيتك المزدوجة أمام ” البدون” و لتتيه بذريتك أمام العقيم.
-وأخيراً صعِّر خدك وامشي الهوينى وإذا خاطبك الفقراء فتحدث بصلف.
-ولا تنسى مهادنة الرؤساء وملاطفة الكبراء ومخاشنة البسطاء و” أسفنة ” الزملاء وابسط يدك مع ذوى النفوذ واقبضها مع ذوي الحاجة وتذكر أن تبسمك في وجه صاحب الدولار محمدة قهقهتك مع صاحب الدينار مكسبة وتجهمك مع صاحب المسألة ضرورة ولتفتح صالونك للزائر المحمل ولتغلق بابك في وجه ضيف الأرياف ولتصل رحمك الثري ولتقطع عصبك المعوز وساند المسنود واضرب المغلوب وإن أعطيت فمناً وإن منحت فذلاً وإن تصدقت فجهراً وان خاصمت ففجراً، وإن اقترضت فتزهمراً.
و لتكن شريعتك: العين بالعينين والسن بالنابين والجروح .. دماء
ثق أن تبنيك لنقطتين من النقاط سالفة الذكر كفيل بنفور القطط الضالة منك.
————————————————-
دالية الحديدي
كاتبة مصرية
المزيد
1