ينتظر سكان الساحل الجنوبي الشرقي المحاصر لأوكرانيا الإجلاء المحتمل اليوم الأحد ، حيث قال رئيس البلاد إن :”هوس روسيا بالاستيلاء على مدينة ساحلية رئيسية جعل قواتها تضعف وخلق فرصًا لجيش”
ينتظر سكان الساحل الجنوبي الشرقي المحاصر لأوكرانيا الإجلاء المحتمل اليوم الأحد ، حيث قال رئيس البلاد إن :”هوس روسيا بالاستيلاء على مدينة ساحلية رئيسية جعل قواتها تضعف وخلق فرصًا لجيش”
وفي هذا الصدد سُمع دوي انفجارين في أوديسا على البحر الأسود ، وشوهد دخان أسود يتصاعد فوق المدينة ، حيث يقع المقر الرئيسي للبحرية الأوكرانية ، يقع غرب ماريوبول ، وهو ميناء أصغر تعرض للهجوم طيلة الحرب بأكملها تقريبًا ويسعى رجال الإنقاذ للوصول إليه بشدة
قال مجلس مدينة أوديسا في بيان مقتضب إن:” غارة جوية صباحية أشعلت حرائق في بعض المناطق ” ، وذكر الجيش الروسي بعد ساعات إنه استخدم سفنا وصواريخ أطلقتها طائرات لضرب محطة لمعالجة النفط ومستودعات وقود كانت تزود القوات الأوكرانية
وقال مجلس المدينة إن:” الدفاع الجوي الأوكراني أسقط بعض الصواريخ قبل أن تضرب المدينة” ، وقال المتحدث العسكري الأوكراني فلاديسلاف نزاروف إنه:” لم تقع إصابات في الهجوم”
وفي ماريوبول ، ظلت الظروف قاسية وآفاق غير مؤكدة ، حيث أفادت المدينة المحاصرة ، التي تعرضت بوحشية من قبل بعض أسوأ هجمات الحرب ، قبل أسابيع أن الماء والغذاء والوقود والأدوية قد نفد ، يُعتقد أن حوالي 100.000 شخص ما زالوا هناك ، أي أقل من ربع سكان المدينة قبل الحرب البالغ 430.000 نسمة
كما ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تأمل أن يصل الفريق الذي أرسلته للمساعدة في إجلاء السكان إلى ماريوبول اليوم الأحد ، وقالت السلطات الأوكرانية إن:” روسيا وافقت قبل أيام على السماح بمرور آمن من المدينة ، لكن اتفاقيات مماثلة انهارت مرارا في ظل استمرار القصف”
وتقع ماريوبول في منطقة دونباس التي تتحدث الروسية بمعظمها ، حيث يقاتل الانفصاليون الذين تدعمهم موسكو القوات الأوكرانية منذ ثماني سنوات ، وسيؤدي الاستيلاء عليها إلى إنشاء ممر بري غير منقطع من روسيا إلى شبه جزيرة القرم ، والتي استولت عليها موسكو من أوكرانيا في عام 2014
مع وجود ماريوبول مباشرة في مرمى روسيا ، تصر أوكرانيا على أنها اكتسبت رواجًا في أماكن أخرى من البلاد ، بينما استعادت قوات بلاده الأراضي الواقعة شمال العاصمة كييف من لقوات الروسية المغادرة ، دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي جميع الأوكرانيين إلى القيام بكل ما في وسعهم “لإحباط تكتيكات العدو وإضعاف قدراته”
وقال زيلينسكي في وقت متأخر من أمس السبت :”لن يكون السلام نتيجة أي قرارات يتخذها العدو في مكان ما في موسكو ، ليست هناك حاجة للترفيه عن الآمال الفارغة بأنهم سيغادرون أرضنا ببساطة ، لا يمكننا أن نحقق السلام إلا بالقتال”
كما يعتقد زيلينسكي وحلفاء أوكرانيا الغربيون أن روسيا نقلت قواتها من منطقة العاصمة وشمال البلاد من أجل تعزيز القوة في الشرق والجنوب ، وحث الزعيم الأوكراني الغرب مرة أخرى على تزويد جيشه بالطائرات الحربية والمزيد من الأنظمة المضادة للصواريخ
وعلي هذا قال زيلينسكي :”كل صاروخ روسي يضرب مدننا وكل قنبلة تسقط على شعبنا ، على أطفالنا ، تضيف فقط لونًا أسود للتاريخ الذي سيصف كل شخص يعتمد عليه القرار – قرار مساعدة أوكرانيا بأسلحة حديثة”
وفي حين أن جغرافية ساحة المعركة قد تغيرت ، لم يتغير الكثير بالنسبة للعديد من الأوكرانيين بعد أكثر من خمسة أسابيع من الحرب التي أدت إلى فرار أكثر من أربعة ملايين شخص من البلاد كلاجئين وتشريد الملايين من ديارهم
كما ذكر حاكم منطقة خاركيف اليوم الأحد ، إن المدفعية والدبابات الروسية نفذت أكثر من 20 غارة على ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا وضواحيها في شمال شرق البلاد خلال اليوم الماضي
وزعم زيلينسكي أمس السبت أن القوات الروسية تركت ألغامًا حول المنازل وتخلت عن المعدات وحتى جثث القتلى أثناء انسحابها من أنحاء كييف ، ولا يمكن التحقق من هذه المزاعم بشكل مستقل ، لكن شوهدت القوات الأوكرانية تستجيب للتحذير
وفي بوشا ، شمال غرب العاصمة ، شاهد صحفيو وكالة أسوشيتد برس جنودًا أوكرانيين ، مدعومين بطابور من الدبابات والعربات المدرعة الأخرى ، يستخدمون الكابلات لسحب الجثث من الشارع من مسافة بعيدة خشية أن يكونوا مفخخات ، وقال سكان محليون إن :”القتلى – أحصت أسوشيتد برس ستة على الأقل – كانوا مدنيين قتلوا دون استفزاز من قبل الجنود الروس المغادرين”
وفي البلدات والمدن المحيطة بكيف ، ظهرت علامات القتال العنيف في كل مكان في أعقاب إعادة الانتشار الروسي ، كانت العربات المدرعة المدمرة من كلا الجيشين متناثرة في الشوارع والحقول جنبًا إلى جنب مع المعدات العسكرية المتناثرة
وتمركزت القوات الأوكرانية عند مدخل مطار أنتونوف في ضاحية هوستوميل ، مما يدل على سيطرتها على المدرج الذي حاولت روسيا اقتحامه في الأيام الأولى من الحرب
أما داخل المجمع ، كانت المريا ، وهي واحدة من أكبر الطائرات التي تم بناؤها على الإطلاق ، محطمة تحت حظيرة مليئة بالثقوب من هجوم فبراير
وقال رئيس الوفد الأوكراني في محادثات مع روسيا إن :”مفاوضي موسكو وافقوا بشكل غير رسمي على معظم مسودة الاقتراح التي تمت مناقشتها خلال المحادثات المباشرة في اسطنبول هذا الأسبوع ، لكن لم يتم تقديم تأكيد مكتوب”
وذكر المفاوض الأوكراني دافيد أراخاميا عبر التلفزيون الأوكراني إنه يأمل أن يكون قد تم تطويره بما يكفي حتى يتمكن رئيسا البلدين من الاجتماع لمناقشة الأمر
وحذرت السلطات الأوكرانية من أن تركيز روسيا على شرق أوكرانيا لا يعني أن كييف والمدن الأخرى لن تصبح أهدافًا مرة أخرى ، وفي خطابه المسائي أمس السبت ، دعا زيلينسكي شعبه إلى بذل كل ما في وسعه لضمان بقاء البلاد ، حتى من خلال الانخراط في أعمال بسيطة مثل إظهار اللطف لبعضهم البعض
وقال الرئيس: “عندما تدافع أمة عن نفسها في حرب إبادة ، وعندما يتعلق الأمر بحياة أو موت الملايين ، فلا توجد أشياء غير مهمة … ويمكن للجميع المساهمة في تحقيق النصر للجميع”
ماري جندي
المزيد
1