كان استعداد الله لعمل خطة الخلاص عن طريق سر التجسد واضحاً منذ اللحظة التي سقط فيها آدم وحواء حين قال الله للحية: “وأضَعُ عَداوَةً بَينَكِ وبَينَ المَرأةِ، وبَينَ نَسلِكِ ونَسلِها. هو يَسحَقُ رأسَكِ، وأنتِ تسحَقينَ عَقِبَهُ” (تك3: 15)
كان استعداد الله لعمل خطة الخلاص عن طريق سر التجسد واضحاً منذ اللحظة التي سقط فيها آدم وحواء حين قال الله للحية: “وأضَعُ عَداوَةً بَينَكِ وبَينَ المَرأةِ، وبَينَ نَسلِكِ ونَسلِها. هو يَسحَقُ رأسَكِ، وأنتِ تسحَقينَ عَقِبَهُ” (تك3: 15)
لقد كان استعداد الله واضحاً منذ البداية ولكن نحن كخليقته نحتاج دائماً أن نسأل أنفسنا عن مدى استعدادنا لتحمل مسؤولياتنا فيما يخص النعم التي نلناها بسبب سر التجسد. دعونا نتساءل سوياً في الأسطر القادمة عن مدى استعدادنا بالمقارنة باستعداد الله
1- استعداده لتقديم الخلاص لنا:
“أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ” ( لو 2: 11)
ولد المسيح ليخلص العالم من الخطية والحزن والخوف من الموت ولكن السؤال هو “هل نحن مستعدون لخلاص أنفسنا؟”
لقد قال القديس أغسطينوس مقولة هامة جداً “ان الله الذي خلقك بدونك لا يستطيع أن يخلصك بدونك”
2- استعداده لإظهار جزء من أسراره:
“وبالإجماع عظيمٌ هو سرُّ التقوى: الله ظهر في الجسد” (١ تي ٣: ١٦)
ان الله يتعامل مع خليقته من خلال الكثير من الأسرار ولكن في بعض الأحيان يكشف الله لنا بعضاً من أسراره ليتيح لنا معرفته أكثر وأيضاً لأنه يحبنا ويريدنا أن نعرفه ولكن السؤال هو ” هل نحن مستعدون لمحاولة فهم هذه الأسرار أم نريد فقط أن نفهم الأمور الحسية وليس الأسرار الروحية؟”
3- استعداده لإظهار حبه اللا مشروط:
“في هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانا” (١ يو ٤: ١٠)
لقد أرسل الله ابنه الوحيد للعالم بسبب محبته لنا بالرغم من خطيتنا وكسرنا لوصاياه وقد كان هذا هو الحل الوحيد لكي يردنا الله اليه ونكون رعيته وهو راعينا ولكن السؤال هو “هل نظهر رغبتنا في رد محبة الله من خلال محبتنا له أم نتجاهل هذا الحب الكبير ونرده بالإساءة؟”
4- استعداده للاتحاد بنا:
“أيها الآب القدوس، احفظهم في اسمك الذين أعطيتني، ليكونوا واحداً كما نحن… ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، ليكون الجميع واحداً، كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد، وليعلم العالم أنك أرسلتني، وأحببتهم كما أحببتني” (يو ١٧: ١١-٢٣)
الله يسعى دوماً أن يكون فينا ونكون فيه ولكن السؤال هو “هل لدينا رغبة حقيقية في الاتحاد بالله؟”
5- استعداده للتخلي:
“لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاس” (في ٢: ٧)
لقد تخلى الله عن مجده من أجلنا ولكن السؤال هو ” هل نحن مستعدون أن نتخلى عن أشياء نحبها من أجل الله؟”
6- استعداده أن نكون أولاده:
“ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني” (غل ٤ : ٤-٥)
إن التجسد الإلهي نقلنا كمخلوقين من مستوى العبودية الى مستوى البنوة ولكن السؤال هو “هل نحن مستعدون للبنوة أم أحببنا حياة العبودية ونريد الاستمرار فيها؟”
نحتاج في هذه الأيام المباركة ومع بداية العام الجديد أن نجد إجابات لهذه الأسئلة لأنفسنا أولاً وأخيراً لكي ما نستطيع أن نأخذ بركات سر التجسد ونعيش بها كل أيام حياتنا.
بقلم محب للحياة
المزيد
1