وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا يعترف بالمنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا ككيانين مستقلين ، والمعروفين باسم “جمهورية دونيتسك الشعبية و “جمهورية لوهانسك الشعبية ،” تخشى الدول أن تكون الأصفار الأرضية المحتملة لغزو محتمل
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا يعترف بالمنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا ككيانين مستقلين ، والمعروفين باسم “جمهورية دونيتسك الشعبية و “جمهورية لوهانسك الشعبية ،” تخشى الدول أن تكون الأصفار الأرضية المحتملة لغزو محتمل
وفي هذا الصدد فأنه جزء من منطقة دونباس الأوسع ، دونيتسك ولوهانسك هما “أوبلاستات” ، أقسام فرعية إدارية وسياسية ، وليست كل الأراضي داخل الأوبلاستات تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا واحتلالها ، حيث لا تزال أوكرانيا تحتفظ ببعض السيطرة عبر منطقة دونباس المتنازع عليها
وشهدت دونباس اشتباكات بين الانفصاليين الروس والقوات الأوكرانية أسفرت عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص منذ عام 2014
كما وقع بوتين مراسيم تأمر بإرسال قوات إلى المناطق المعترف بها حديثًا تحت فرضية “حفظ السلام” يوم الاثنين ، وفي اليوم التالي ، قال البيت الأبيض إن :”الخطوة كانت بداية “غزو” وأثارت موجات من ردود الفعل السياسية والعقوبات والإدانات الدولية”
كما أعطى المشرعون الروس وأعضاء مجلس الاتحاد الإذن لبوتين باستخدام القوة العسكرية خارج البلاد في تصويت بالإجماع اليوم الثلاثاء ، لإضفاء الطابع الرسمي على انتشار عسكري
أما عن السؤال الأهم ما سبب أهمية هذه المناطق؟
أنهت خطوة بوتين فعليًا ما يسمى باتفاق السلام “اتفاق مينسك” الذي توسطت فيه فرنسا وألمانيا في عام 2015 ، والذي كان من المفترض أن ينهي الصراع بين كييف والانفصاليين المدعومين من روسيا في دونباس
وكان من المقرر أن تمنح أوكرانيا المنطقة وضعًا خاصًا وحكمًا ذاتيًا ، وفي المقابل ستستعيد السيطرة على حدودها مع روسيا جنبًا إلى جنب مع العديد من إجراءات وقف إطلاق النار بين البلدين
وكانت الصفقة نقطة اشتعال بين روسيا وأوكرانيا ، حيث زعم بوتين أن أوكرانيا لم تنوي أبدًا الالتزام بالاتفاق ، وزعمت أوكرانيا أن الاتفاقية أعطت روسيا نفوذًا كبيرًا وقوض سيادتها
كما أنه في مؤتمر صحفي في موسكو اليوم الثلاثاء ، قال بوتين إن :”اتفاق مينسك مع أوكرانيا لم يعد موجودًا وأنه لم يتبق شيء لروسيا للوفاء به ” ، وألقى باللوم على كييف في قتلها فعليًا
وعل هذا صرح أستاذ العلوم السياسية في جامعة سانت ماري ليوبوف زيزنوميرسكا بأن التطورات الأخيرة ليست “غير متوقعة” بسبب بحث بوتين عن ذريعة للغزو
لكن زيزنوميرسكا قال إنه فوجئ قليلاً بزوال اتفاقية مينسك :” اعتقد أن اتفاقية مينسك كانت ستستخدم كأداة للتلاعب بالوضع في أوكرانيا والسيطرة ، إلى حد ما ، على الوضع في أوكرانيا وأن بوتين لن يتخلى عن تلك الأداة التي كان يمتلكها ، لكنها لم تكن كذلك ذات قيمة بالنسبة له”
وأضاف زيزنوميرسكا في مقابلة عبر الهاتف اليوم الثلاثاء ، مع الاعتراف بالجمهوريات ، إنها طريقة لنقل الجيش إلى أراضي أوكرانيا من خلال آلية الاعتراف بهذه الجمهوريات
أما عن لماذا تقع دونباس في قلب الأزمة الروسية الأوكرانية ؟
أخبر أوريل براون ، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة تورنتو والمنتسب في مركز ديفيس للدراسات الروسية والأوروبية الآسيوية بجامعة هارفارد ، قناة سي تي في نيوز في مقابلة عبر الهاتف أن :”تصرفات بوتين متساوية مع الدورة التدريبية”
كما قال براون عن بوتين اليوم الثلاثاء: “إنه زعيم لا يرحم حقًا ، لكنه ليس متهورًا أعني بذلك أنك تبحث عن أهداف آمنة وسهلة وقد خلص إلى أن هذا هدف سهل نسبيًا”
وأضاف براون أيضًا إن تصرفات بوتين في المنطقة دليل على أن العقوبات السابقة التي فرضتها الدول الغربية على روسيا ، والتهديد بمزيد من الإجراءات في المستقبل ، ليست كافية
وبعد أن غزت روسيا شبه جزيرة القرم وضمتها في عام 2014 ، تم تقسيم دونباس إلى مناطق خاضعة لسيطرة مختلفة: الأجزاء التي تسيطر عليها أوكرانيا من ولايتي دونيتسك ولوهانسك ، والأجزاء الانفصالية المدعومة من روسيا في دونيتسك ولوهانسك والتي اعترف بها بوتين رسميًا باسم دي أن أر و أل أن أر
كما أنه يعيش ملايين الأشخاص في المناطق المتنازع عليها ، وكثير منهم يتحدثون الروسية أو ينحدرون من روسيا ، وهي حقيقة برزت بشكل بارز في ذريعة بوتين للتحرك ضد أوكرانيا في محاولة لـ “حماية والدفاع” عن أولئك الذين يتشاركون اللغة والروابط الثقافية إلى روسيا
لذا ، فإن الاستماع إلى بوتين وهذه الآراء التي عبّر عنها منذ عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة جورج بوش ، فهذه مناطق بالنسبة له ، قال جيزنوميرسكا: “هذه ليست دولة مستقلة يتطلع إليها ، تمت صياغته في السياسة الخارجية الروسية في منتصف العقد الأول من القرن الحالي ، وحماية السكان الناطقين بالروسية ، والحق في حماية هذه الأقليات عندما يتركزون في البلدان الأجنبية”
والجدير بالذكر أنه في رسالة بتاريخ يوليو 2021 ، كتب بوتين مقالًا واسع النطاق يتبنى وجهات نظره حول العلاقات التاريخية بين أوكرانيا وروسيا ، واصفًا إياها بـ “شعب واحد” وأعلن أنه “واثق من أن السيادة الحقيقية لأوكرانيا ممكنة فقط بالشراكة مع روسيا”
المصدر : سي تي في نيوز
المزيد
1