كلنا لم ننسى مشاهد البؤس الداعشية في رمي المثليين من أعلى البنايات ، و لكن في ذات الوقت نفسه، لا نقبل كمجتمع عربي وشرقي المثلية الجنسية لأنها مخالفة لعقيدتنا الدينية و أعرافنا الاجتماعية. الجدل الذي أثير في المونديال بسبب شارة كابتن الفرق التي تدعم المثلية الجنسية ، هل هذا الجدل ضد فكرة قبول الآخر الداعشية ام ضد هويتنا الدينية و الإجتماعية؟ و هل تدعيم كندا للمثليين نوع من قبول الاخر ام محو لهويتنا المعتدلة؟
كلنا لم ننسى مشاهد البؤس الداعشية في رمي المثليين من أعلى البنايات ، و لكن في ذات الوقت نفسه، لا نقبل كمجتمع عربي وشرقي المثلية الجنسية لأنها مخالفة لعقيدتنا الدينية و أعرافنا الاجتماعية. الجدل الذي أثير في المونديال بسبب شارة كابتن الفرق التي تدعم المثلية الجنسية ، هل هذا الجدل ضد فكرة قبول الآخر الداعشية ام ضد هويتنا الدينية و الإجتماعية؟ و هل تدعيم كندا للمثليين نوع من قبول الاخر ام محو لهويتنا المعتدلة؟
صورة منتخب ألمانيا (المفضل لدي في كأس العالم) مكمم الافواه ، أثارت جدلًا كبيرا علي الرأي العام و بالاخص الجماهير العربية التي ادانت اعتراض فريق الماكينات الالمانية علي عدم سماح السلطات القطرية بارتداء كابتن الفريق شارة مجتمع الميم الملونة. ومنعت معه ايضا سبع دول أخرى لارتداء هذه الشارة الملونة بستة ألوان من قوس قزح. و نفس الشيء تم تطبيقه علي شرب الخمر في قطر. و السؤال الذي يطرح نفسه هل قطر مُحقة في تصرفها ام مجحفة و مانعة للحريات؟
كأس العالم هو أكبر مسابقة رياضية في العالم لها متابعين و له تأثيرها السياسي و الثقافي و لكنها في آخر الأمر مسابقة رياضية. و تقام في دولة قطر ذات سيادة مطلقة علي أراضيها وأن لها مطلق الحرية في ان تسن القوانين و الاعراف علي اراضيها. فأنا اؤيد تماما اي قانون او قرار تتخذه السلطات هناك، حتى لو بدا غير منطقي من وجهة نظر البعض. كونها تمنع علامات المثلية الجنسية او شرب الخمر او العري في ملاعبها شيء يخصها وان كان هذه اختياراتها المعروفة فلماذا قبلت فيفا إسناد التنظيم للمسابقة الأكبر والأضخم في العالم إلى قطر؟ لماذا ذهبت دول مثل المانيا او الدنمارك إلى اللعب هناك ؟ الحرية ان تقبل الاخر كما هو، وهذه هي أعراف قطر التي يشترك معها المليارات من البشر. ففي العقيدة الاسلامية و المسيحية و اليهودية و ايضا الشرائع الغير سماوية، كما نسميها في الشرق، تحرم المثلية الجنسية. في اليسار الغربي لا يجب فرض قوانينه و ثقافته علي الاخر. هذا حقك يا قطر. و لا تتعجب صديقي القارئ في ان اعطي كل الحق للفريق الألماني و الذي يمثل الفكر اليساري الألماني في التعبير عن ثقافتهم بتكميم أفواههم في الصورة الرسمية. فهذه هي الحرية وهي ان أقبل الآخر كما هو دون إقصاء او تأثير هويتي الشخصية. و انا ايضا ضد التنمر علي مجتمع الميم و الهجوم والسخرية من المنتخب الالماني لان ذاك يؤدي إلى خلق ثقافة كراهية وعنصرية. فيجب ان نتعلم ان ننتقد الأفكار وليس الأشخاص والمجتمعات.
و لعل هذه النقطة بالاخص تفتح منطقة ملغمة و حساسة من الحديث، ففي كندا مجتمع الميم و تفرعاته له احترام شديد و حماية خاصة بل اولوية، و في بعض الاحيان، له فخر خاص لمن ينتمي لهذا المجتمع. اسمحولى اكون واضحا في هذا الامر، فقبول الآخر من أعظم مبادئ جميلة الجميلات كندا، و تقبله كما هو بغض النظر الي اي خلفية طالما لم يتخطى حدود القانون والأذى العام، و ازعم هذا ان هذا المبدأ صنع من كندا بلد من أعظم الثقافات في العالم. علي المستوي الشخصي أؤمن اني لا يجب ان احكم علي شخص ما من جهة عرقه او دينه او جنسه، و لكن فقط من عمله اقيمه. لاني ان كنت أري خطأً واضحا في شخص ما فأنا ايضا قد اكون بمثاليتي أمام نفسي قد يكون فيّ خطأ واضحا للأخرين أو مستترا، من فضل ربنا، فكلنا صديقي غير كاملين و و أعوزنا ستر و رحمة الله علينا. و أيضا أحتاج إلي أن يقبلني إخوتي في الإنسانية كما أنا و لا يحكم عليّ من هويتي الدينية او العرقية او الجنسية. و لكن هل هذا ما يروجه اليسار الغربي (ليس كل الغرب) و هو قبول الآخر أم اعتناق فكر الآخر والإيمان بما ينادي به حتى و ان كان علي حساب محو هويتي الدينية و الإجتماعية؟، و هنا اتكلم علي المثلية الجنسية و تفريعاتها، ولعلي أطرح تساؤل مرة أخرى ، هل معنى قبول الآخر التنازل عن هويتي؟ فكما ذكرت إيماننا الديني و عادتنا الثقافية تحرم السلوك الجنسي المثلي. فالحفاظ علي هويتي من طمس الآخر لها ليست عدم قبول. فمثلا انا لي دور مناهض لنشر الثقافة المثلية الجنسية ورفع علم الفخر او المثلية الجنسية في مدارس الكاثوليك أونتاريو. كيف يكون فخر و الإنجيل بوضوح يحرم المثلية الجنسية؟ والمدارس الكاثوليكية دستورها الكتاب المقدس .
وعلي الجهة الاخري، لا اقوم باي دور مماثل لهذا في المدارس العامة لأن دستورها غير ديني. فهوية قطر مسلمة و هوية المدارس الكاثوليكية في أونتاريو مسيحية فكلاهما لا يمنع المجتمع الميم من المشاركة و لكن منعوا نشر ثقافتهم المخالفة لهوية الإسلام والمسيحية . الذي لا استطيع ان استوعبه ان مجتمع الميم لا يتعدى ٢٪ من الشعب في كندا و لكن ثقافته عممت علي بقية ١٠٠٪ من الشعب. ففي كندا يرفعون علم الفخر الملون علي المدارس الكاثوليكية و يعرقلون المعونات عن الهيئات الدينية التي لا تعترف بالمثلية الجنسية. فرئيس الوزراء چاستن ترودو قد وضع شرط للهيئات الدينية بتدعيم فكر المثلية الجنسية كشرط للحصول علي التدعيم المالي. و بعد ضغوط كثيرة سحب هذا الشرط. و علي نطاق الدوائر التعليمية و الذي لاحظته بما أني قريب من دوائر صنع القرار في بعض إدارات التعليم بأونتاريو أن المعونات الحكومية وبناء مدارس جديدة كاثوليكية متوقف علي رفع علم المثليين
في المدارس الكاثوليكية؟ هل هذا ما تريدونه هو إجبار الناس علي إعتناق الفكر اليساري بلي الذراع؟ أهذه هي الحرية في نظر اليسار الغربي؟ أما طريقة تفكيرهم أو الإتهامات بالرجعية و العنصرية. هل قبول الآخر معناه في نظركم محو هويتي لصالح الآخر ؟ هذا غير مقبول بل ديكتاتورية بغضاء ولا ابالغ حين اتوقع انهيار سريع للحضارة الغربية العظيمة بسبب الاندفاع الفكري و تشويه فكرة قبول الآخر و تحويلها إلى اعتناق فكر الآخر. الطبيعي اننا نقبل الكل و الطبيعي أيضا ان نحتفظ بهويتنا
لا تجعلوا هذه القضية أو غيرها أن تلهينا عن الإستمتاع بسحر الساحرة المستديرة و جمال مسابقات مونديال قطر ٢٠٢٢
دمتم في سلام و طمأنينة وهدوء
رامي بطرس
Ramy@oxygentalkshow.com
المزيد
1