كان رمضان السنة دي جميل و مبهج.. جميل لأنه كان مع صديقتي التونسية و المغربية و مبهج لأن نكهته عربية خالصة..

كانت فرصة كبيرة إني أتعرف كمان على عادات تونس و المغرب في رمضان وأكلاتهم حتى لو معنديش الفرصة إني ازروهم حاليا.. لكن لحكم شغفي و انفتاحي على البلاد التانية كنت حابة جدا أعرف و أجرب و أتعلم كمان أكلاتهم الحلوة..

و اتفقنا إحنا الثلاثة إني كل ويك أيد في رمضان نفطر عند واحدة فينا على شرط تكون السفر تقليدية إلى أبعد حد..

كنت فرحانة جدا بالاقتراح خصوصا إني أول مرة هجرب الأكل التونسي أما المغربي فكنت جربته لما رحت المغرب سنة 2015 و فعلا وقعت في غرامه..

وبدأت صديقتنا التونسية بأول ويك إند و كانت أول عزومة في بيتها الجديد..

كانت أول مرة كمان نزورها في بيتها اللي كان في مكان جميل و في نفس الوقت قريب مننا جدا أنا و المغربية..

كنت داخلة البيت و أنا كلي سعادة و حسيت إني بوجودي على السفرة هزور تونس الجميلة النهاردة..

و لقيت سفرة شيك و جميلة و متنوعة .. و طبعا ما فوتش الفرصة إني أسأل عن تفاصيلها

كانت البداية شوربة لسان العصفور بقطع اللحم و لونها أحمر شوية..

و كان ملك السفرة هو الكسكس التونسي الجميل باللحم و عليه قرن فلفل أحمر كبير و برضه لونه أحمر شوية .. كان شكله مختلف شوية عن اللي كلته في المغرب و طعمه كمان .. و بالنسبة لي الأثنين طعمهم حلو جدا لكن مختلفين عن بعض.

و لفتت نظري فطائر مقلية رقيقة جدا.. كانت ريحتها تجنن.. سألتها:” إيه دي؟ ريحتها حلوة اوي”

قالت لي:” اه.. اسمها بريكة.. و يمكن من أشهر الأطباق اللي هتلاقيها على أي سفرة تونسية”

عجبتني جدا و كتبت الطريقة و المقادير.. لكن مجتش الفرصة إني أعملها في البيت.. لكن يمكن فضلت أكلها دايما من إيد حد تونسي .. يعني زي ما المثل بيقول إدي العيش لخبازه.. و الصديقة ما فضلتش صديقة و بالتالي لما مشيت خدت تونس معاها..

و سهرنا إحنا الثلاثة مع الأطفال اللي كانوا أشقياء على الأخر..

وجه الويك اند التاني و كان عند الصديقة المغربية.. صديقتي اللي دايما بترحب بينا و بتكرمنا في بيتها..

و عملت سفرة مغربية تقليدية مية مية.. فيها أحلى الأصناف و أطيبها..

و بشياكة التقديم اللي بتلف نظري وضبت سفرتها الجميلة و اللي كان فيها:
شوربة الحريرة و الشباكية و كفتة و خبز مغربي و فطائر محشوة بالدجاج و الشعرية..

و طبعا ملك السفرة طقم الشاي المغربي الجميل الشيك اللي ما فوتش الفرصة اني اشتريه لما كنت في مراكش لكن سيبته في صناديق كتير في مصر .. لكن هحاول الاقيه و اجيبه معايا كندا علشان استعيد ذكريات المغرب الجميلة..

و جمعتنا الحكايات و الضحكات و شقاوة اطفالنا كمان..

ونهينا رمضان بعزومتي.. عزومة مصرية تقليدية..

حاولت أفكر في كل ما هو تقليدي بالرغم من بعدي عنه إلا أنها كانت فرصة جميلة إننا نشارك تقاليدنا و تراثنا و إحنا ملمومين على سفرة واحدة في رمضان..

و بدأت بالخروب كمشروب رمضاني تقليدي و رز أبيض و ملوخية بالأرانب و جلاش باللحمة المفرومة .. أما الحلو فعملت صينية كنافة على الطريقة المصرية القديمة من غير اي اختراعات حديثة من اللي الواحد بيسمع عليها دلوقتي.. شوية اسمع انها بقت بالشكولاتة و شوية اسمع انها بقت بالمنجا و انا ما اعرفش غير القديمة العادية.. البسيطة جدا..

و لما اجتمعوا في بيتي كانوا بيحبوا يسمعوا حكاياتي.. ما انا بقيت عاملة زي شهرزاد بقى من كتير الحكايات..

و حكيت لهم عن قصصي في رمضان و قضيته إزاي في أماكن كتير و ومع ناس أكتر و انه من زمان أوي ما قضتهوش مع أهلي

لكن السنة دي حسيت بطعمه جدا و يمكن يكون أطعم و أدفى رمضان عدى علي في كندا قارسة البرودة..

و حكيت لهم عن رمضان في مصر زمان و قد ايه كان جميل

و عن كل الحاجات اللي كانت بنخلي لرمضان طعم و نكهة مختلفة و مميزة..

و بالصدفة بقلب في التلفزيون بقيت إعلان جديد لشيريهان بطلة ألف ليلة و ليلة و فوازير مرحلة طفولتي

و بهرتني باستعراض جميل على موسيقى الف ليلة وليلة القديمة

أما الكلمات فقالت:
دا احنا القلب اللي طاير
متشعبط في الحياة
مهما نلف ف دواير
زي الريشة ف هوا
راجعين اقوى و طايرين
و على مين على مين على مين؟
و خلص رمضان و احتفلنا بالعيد مع بعض و علمتهم يغنوا معايا أغنية:” إحنا الثلاثة سكر نباته.. إحنا الثلاثة حاجة شربتاته..”
لكن يا ترى هنفضل دايما مع بعض إحنا الثلاثة و لا الأيام هتفرقنا؟!

يوسف عادل

5