و ضحك لي أبو ضحكة جنان و شوفت أول سنتين، و كانوا عاملين زي فصين اللولي، و كانت فرحتي بهم كبيرة جدا..
بصيت فى وشه و قلت له:”الصباح الحلو ده و اللولي الجميل ده محتاج ان الواحد يحتفل به”
و خدته و بدأنا نكتشف المنطقة اللي كنت حساها تفتقر للمحلات و المطاعم و الكافيهات.. و بعد مشي كتير لقيت كافيه واحد..
دخلت الكافية و كان صاحبه من (بيرو) و كان معظم اللي عنده مخبوزات لاتينية اسمها (إيمبانادا)
و ضحك لي أبو ضحكة جنان و شوفت أول سنتين، و كانوا عاملين زي فصين اللولي، و كانت فرحتي بهم كبيرة جدا..
بصيت فى وشه و قلت له:”الصباح الحلو ده و اللولي الجميل ده محتاج ان الواحد يحتفل به”
و خدته و بدأنا نكتشف المنطقة اللي كنت حساها تفتقر للمحلات و المطاعم و الكافيهات.. و بعد مشي كتير لقيت كافيه واحد..
دخلت الكافية و كان صاحبه من (بيرو) و كان معظم اللي عنده مخبوزات لاتينية اسمها (إيمبانادا)
لكن اختارت تارت ليمون مع قهوة، و بدأت أدردش شوية مع صاحب الكافيه و سألته:
“المكان هنا مفهوش كافيهات و مطاعم غيرك تقريبا.. ليه؟!”
قال لي:” المنطقة دي فقيرة و معظمها سكن حكومي، و خصوصا السكن المرعب اللي وراء”
كان يقصد بالسكن المرعب السكن اللي كنت عايشة فيه، و حاولت اعرف عنه اكتر و سألته:” ماله السكن ده؟”
قال لي:” السكن ده مليان مجرمين، وعصابات، و تكررت فيه جرايم قتل كتير”
و قلبي وقع في رجليه اكتر ما واقع من السكن في الأساس، و اتأكدت اني فعلا في مكان مش كويس..
و استكمالا للجولة الأستكشافية لقيت المركز اللي كنت بروحه الخاص بالامهات كان قريب جدا، و لقيت في شارع موازي سوق كبير كان بالنسبة لي أحلى حاجة في المنطقة..
كان السوق ده سوق سمك بالجملة و اسمه (أوسلر ماركت)، و كان أصحابه برتغاليين و كان عنده معظم سمك البحر المتوسط..
و باكتشافي للسوق ده حسيت إني وقعت على كنز، و كنت فرحانة جدا به..
و قررت اني اشتري اسماك من عنده و ارجع على البيت اعمل صينية سمك في الفرن..
و كانت من أول الحاجات اللي بدأت اكلها للبيبي هي السمك علشان ازرع فيه بحه للبحر، و السمك، و كل ما هو من ريحة إسكندرية..
و كلنا كلنا او اتبسطنا حتى القطة كانت مبسوطة بالسمك، و كانت في اكتشاف دائم للبيت الجديد المرعب..
و لفت نظري وانا في المطبخ حاجه بتجري، بس ما تخيلتش ابدا انه فار..
و دي كانت مأساة كبيرة خصوصا لما عرفت ان البيت مليان فيران .. بس كان فيه فأر محتل المطبخ، و بسببه عمري ما قدرت ادخل المطبخ بعد الساعه 9 مساء..
و مع الوقت و بالرغم اني كنت سعيدة بأني مش مشتركة في البيت مع بني ادمين، لكن هكون مشاركة البيت مع فيران كتير جدا..
كانت القعده في البيت مخيفة و مقبضة جدا … خصوصا لما الليل دخل و الاضاءة كانت خافتة جدا في كل البيت ماعدا الاوضة اللي فوق، و اللي عملتها اوضة المكتب..
و بعد مرور كل الأحداث دي و استقراري النسبي قررت اني احكي لماما قصتي مع روميو، و العضة، و كل حاجة..
و بالرغم اني قعدت اكتر من شهرين مخبية على ماما كل حاجة إلا إنها بقلب الأم كانت حاسة ان في حاجة غلط و مريبة، لكن ماكنتش قادرة تحدد هي إيه..!!
طبعا لما حكيتلها اتصدمت و حكايتي فاقت توقعاتها بكتير، و قلبها وجعها علي جدا و قالت لي:
“خلاص يا بنتي انزلي.. ياه كل ده خبيتيه علي!”
قلت لها:” انا قدامي معركة كبيرة مستنياني مينفعش اسيبها و اهرب.. لسه هبدأ طريق محكمة الأسرة علشان حضانة الطفل”
و حاولت ماما تفكر معايا و قالت لي:
“خلاص انا هعمل حسابي اجيلك.. شوية كده و هتلاقيني عندك مش عايزة اسيبك لوحدك.. وجعتيلي قلبي”
كنت بحاول اطمنها، بس بصراحة كنت مرعوبة من قعدتي في بيت الرعب ده،و كنت حاسة ان ماما لو جت هتاخد بحسي شوية..
و بدأت تجيني اخبار حلوة و كلها كانت جوابات وصلت على بيتي القديم،وكلمني صاحب البيت علشان اروح اخدها منه..
كان الجواب الاول هو جواب الهجرة و اللي أتأكد فيه أنه تم إلغاء إقامة روميو بناء على طلبي.. و كانت أول جولة اكسبها
أما الجواب الثاني فكانت نتيجة الشكوى اللي عملتها في الفاميلي دكتور و كان فيها جلسه و اقتراح إني أقبل اعتذارهم، لكن انا رفضت و صعدت الموضوع انهم يعملهم إنذار و يبعت يدرب الممرضة اللي عنده، و ده فعلا اللي حصل وبقت نقطة سوداء في ملف الدكتور وعيادته لأني ما قبلتش اعتذارهم، و لا قبلت بالتسوية معاهم.و بالنسبة لي انا كمان كسبت الجولة دي
كنت طبعا بحاول اقدم على فاميلي دكتور في الفترة دي كلها و اتقبلت في عيادة جميلة جدا كان فيها كل التخصصات و مش ماشية بنظام (واك إن) و ان الناس تروح لها من غير مواعيد، و دي كانت مشكلتي الكبرى مع العيادة الأولى..
كان نظام العيادة الجديدة اني اغير انا و البيبي للفاميلي دكتور و من خلالهم بقدر اروح لدكتور الاطفال، و بالنسبة لي تخصصات كتير كانت متاحة منها العلاج الطبيعي اللي احتاجته في فترة بعد كده، و كل ده كان متغطي بكارت التأمين العام، و حقيقي العيادة دي من احسن الاماكن اللي اختارتها و فضلت معاهم من وقتها لحد دلوقتي..
و بالرجوع لجواب الهجرة كانت صدمة كبيرة لمحامي روميو اللي كان متخيل انه عمل لي غسيل مخ. و لقيته بيكلمني و يقول لي:
“ايه ده لغيتي الإقامة.. انتِ خدعتيني!”
ضحكت وقلت له:” لا انا ما خدعتكش انا عملت الصح.. بعدين انت بتكلمني بصفتك ايه؟!.. كلم موكلك”
قال لي:” بصفة إنسانية يا مدام.. بصراحة انتِ خذلتيني، و خذلتي ابو إبنك”
كان لازم اوقفه عند حده و غيرت من نبرة صوتي الناعمة، و خليتها حادة شوية، و قلت له:
“يبقى كلامك مع موكلك ملكش كلام معايا انا بره الموضوع ،و لو سمحت متتصلش هنا تانى و تزعجني”
و فعلا وقفته عند حده و ما ازعجنيش ابدا..
لكن اتفاجأت ان حماتي بتكلمني من ايطاليا وهي متضايقة جدا و قالت لي:
“انتِ وعدتيني انك ما تلغيش الإقامة .. ليه لغيتيها؟!”
قلت لها:” انا ما وعدتكيش بحاجة”
و لقيتها بتقول لي:” طيب خلاص مفيش مشكلة.. المهم انك تخلي ماريو يشوف ابوه و تخلينا كمان نشوفه”
و فعلا انا مكنش عندي مشكلة انه يشوف جدته عن طريق الانترنت و ابعتلها صور.. اما روميو كان الموضوع معقد لأني كنت خايفة منه جدا خصوصا انه مش متزن نفسيا و مر بفترة صعبة جدا و كان تحت ضغط كبير، وبالتالي كان من الأفضل اني استنى أمر المحكمة..
رديت بهدوء و قلت لها:” انا مستنية محكمة الأسرة و اللي هتقول عليه انا هعمله، و هيكون فيه قرار خاص بموضوع رؤية الطفل”
و في النهاية انا كنت سعيدة جدا باللي حصل.. و اني وصلت لأفضل حالة من ساعة ما اتدبست في حوار الإقامة والكفالة دي من الأول..
و فتحت الكمبيوتر و قعدت ادور على حاجة جديدة اعملها و أشغل نفسي بها في اجازة الأمومة ….اللي كلها محاكم وكأنها إجازة قضائية، لحد ما لقيت اعلان على الفيس بوك لفت نظري جدا.. يا ترى الإعلان ده كان عن إيه؟
المزيد
1