و فعلا تواصلت مع رئيس تحرير الجريدة اللي عرض علي أنا و الكاتبة التانية اننا ننشر معاه.. لكن الشرط انه لازم يكون بالعربي الفصحى..
و بدون تردد كلمته وعرفته بنفسي .. سعد جدا بمكالمتي و قال لي:” اشكرك واحييك على المتابعة و انا سعيد انك تجربي تنشري معانا في الجريدة”
سألته:” لازم بالفصحى؟ مينفعش اكتب بالعامية؟”
و فعلا تواصلت مع رئيس تحرير الجريدة اللي عرض علي أنا و الكاتبة التانية اننا ننشر معاه.. لكن الشرط انه لازم يكون بالعربي الفصحى..
و بدون تردد كلمته وعرفته بنفسي .. سعد جدا بمكالمتي و قال لي:” اشكرك واحييك على المتابعة و انا سعيد انك تجربي تنشري معانا في الجريدة”
سألته:” لازم بالفصحى؟ مينفعش اكتب بالعامية؟”
قال لي:” الجريدة فلسطينية و معظم قرائها مش مصريين و بالتالي هيكون أفضل إنها تكون بالفصحى.. كمان ده إنتشار أحسن لكِ عشان تبدأي تتعرفي العالم العربي ككل .. مش مصر فقط”
كلامه اقنعني جدا و حسيت نفسي قدام تحدي جديد.. و هو تحدي الكتابة بالفصحى..
و في يوم و انا بتمشى بدري بجانب البحيرة لقيت بجعتين و تخيلت حوار دار بينهم
و كانوا هم أول من الهمني في اول كتابة لي بالفصحى
و سميتها خواطر مهاجرة كتعريف لها .. أما أسم الخاطرة دي كان: قلوب من جليد .. و كتبت و قلت:
و بينما كنت أسير في الطرقات متطلعة لمشهد البحيرة المتجمد و السماء الباهتة.. لفت نظري شكل الطيور و بالأخص بجعتين كانتا تقتربان من بعضهم البعض، فوقفت أشاهدهما و تخيلت أنني واحدة منهم و الثانية هي الحبيب المنتظر و دار في رأسي حوارهما و هم يقتربان من بعضهم البعض ليبدأ الحديث بينهم:
“ بدأ الحبيب بتحية البجعة قائلا لها: “لماذا أراكِ دائما في هذه البحيرة وحيدة؟ لماذا لا تسيرين مع باقي البجع ؟
ردت البجعة و قالت:” أنا أفضل الوحدة و اعتبرها جزء لا يتجزأ مني و لكن ذلك لا يمنعني من الاندماج مع بعض صديقاتي من البجع من وقت لأخر”
“قال لها:” أنا أتابعك من فترة و حقيقة كل مرة أراكِ فيها أشعر بدقات قلبي الذي لم اعتقد انه ما زال على قيد الحياة
نظرت إليه البجعة و قالت له:” أنا لا أنتمي لهذه البحيرة لقد جئت من مكان بعيد جدا تبعدني عنه أميال وأميال..في البداية لم تكن تروقني هذه المياه و برودتها الشديدة، لكن عندما تأقلمت عليها بدأت اشعر بدفئها الذي خلقته من كثرة حركتي و بحثي المتواصل على طرق السعادة التي اكتشفتها في وحدتي.. أما قلبي فلم يكف أبدا على الإحساس بكل ما هو جميل و كنت دائما محبة وعاشقة لكل مظاهر الجمال و الحياة من حولي ..لكني شعرت ان قلبي اصبح لا يدق لأحد بعينه بل يدق للحياة ليعيش و يسعد من حوله”
“نظر لها نظرة تنم عن خيبة أمل و قال لها:” هل هذا يعني أن قلبك أصبح لا يدق للحب؟ أو بمعنى آخر أصبح قلب من جليد؟”
ابتعدت عنه قليلا و قالت له:” لقد تعلمت من حياتي السابقة دروسا كثيرة و تعلمت من حياتي الحالية إن عالم الأحلام جميل، لكن الواقع أصدق وأبقى . هذا لا يعني إنني توقفت عن الأحلام، لكن أصبحت أكثر عقلانية حتى في الحب”.
و هنا قرر أن يبتعد و قال لها:” لن أتوقف عن التفكير فيكِ و أنا على يقين إن هذه العيون البريئة تعكس إحساس قلب مرهف و مليء بالحب و لن أيأس أبدا من انتظارك على أمل أن يذوب جليد قلبك الذي لا افهم كيف أصبح و لماذا و لكن سيذوب يوما ما”
و هنا ابتعدوا عن بعض تماما و وجدت نفسي اكمل طريقي لوحدي.. سقطت دموعي على خدي و التي سرعان ما تجمدت من شدة البرودة. تذكرت الأرض البعيدة و سألت نفسي: هل حقيقي يتغير الإنسان بفعل المكان أم يتغير بفعل الزمان؟
و توالت الخواطر واحدة وراء الثانية.. و بعدها بكم يوم كنت كتبت خاطرتين كمان اسمهم: يوم الخميس و عقل ثلاثي الأبعاد
جمدت قلبي تاني و بعت ال 3 خواطر لرئيس التحرير اللي كان رده:
“كلام جميل طالع من القلب و يمس القلب”
قلت له:” بالظبط كده انا لما بكتب بحس ان قلبي اللي بيكتب مش ايدي”
و تم نشر اول 3 خواطر لي مجمعة في جريدة ساخر سبيل في تاريخ 27 فبراير.. كان تاريخ مميز بالنسبة لي و خطوة و نقلة مهمة في عالمي الجديد الساحر.. عالم الكتابة.
و بدأت أوصل لقناعة إن الكتابة هي أقرب حد لي و أكتر حد واقف جنبي كمان..
و رجعت ناس كتير تسألني امتى هرجع اكتب يومياتي و خصوصا انهم مستنيين رحلة كندا
كانت الإجابة مش مؤكدة لأني مكنتش مستعدة نفسيا
لكن كنت حاسة انه لما ييجي الوقت هكتبها و مش هتردد.. بس امتى؟ انا معنديش اجابة.
في الوقت ده كانت الخواطر هي اكتر حاجة بتشجعني و تساندني في حياة رتيبة مملة مفهاش لا مشاعر و لا حب.. و اللي بدأت اتأكد إن ما ليش حظ فيهم
كنت بحاول اكون متفائلة، لكن الواقع كان بيفرض نفسه عليه
كنت ساعات بحس اني هكمل حياتي كلها لوحدي و مش هلاقي حد اكمل معاه حياتي و ده كان بيألمني جدا
و ساعات تانية كان بيبقى جوايا امل كبير اني هحقق الحلم اللي بقى أمنية و هو إني الاقي فعلا اللي يحبني و احبه دون مصالح أو استغلال.. و الأهم إننا نكمل الرحلة مع بعض
و في وسط الحالة دي هيحصل موقف غير متوقع.. يا ترى إيه اللي حصل؟
المزيد
1