كان الخبر هو إن قريبي اللي بيبع لي شقة مصر بعت لي رسالة قال لي فيها:
“اتمنى أن أمورك تكون طيبة في الوقت ده.. للأسف هنا الأمور مش تمام و الأسعار زادت في كل حاجة و بناء عليه أنا قررت أزود سعر الشقة من 625 ألف جنيه ل 800 ألف جنيه.. وفقا لسعر السوق الحالي”..
كان الخبر هو إن قريبي اللي بيبع لي شقة مصر بعت لي رسالة قال لي فيها:
“اتمنى أن أمورك تكون طيبة في الوقت ده.. للأسف هنا الأمور مش تمام و الأسعار زادت في كل حاجة و بناء عليه أنا قررت أزود سعر الشقة من 625 ألف جنيه ل 800 ألف جنيه.. وفقا لسعر السوق الحالي”..
نزل علي الخبر كالصاعقة و دخلني في حالة سيئة جدا.. يمكن بسببه ما نمتش أسبوع بحاله..
لكن ما اتسرعتش ولا رديت عليه لحد ما أفهم إيه أفضل الحلول بدل ما اخد قرار أندم عليه..
كان واصل له إني حالتي المادية غير مستقرة و حاول يساعدني إني أخد قرار و هو إني أستلم المقدم اللي دفعته وخلاص على كده..
لكن أنا كنت مستبعدة تماما الفكرة و كنت حاسة اني لو عملت كده هكون بستسلم و بتخلى عن حلم كبير..
حاولت اخلي ماما وسيطة في الموضوع و حاولت أتكلم بالعقل و قلت:
“أنا مستوعبة تماما الفترة اللي العالم بيمر بها وأنا ملتزمة بسداد المبلغ لكن فكرة عدم تثبيت سعر الشقة ده شيء مرهق جدا نفسيا و عصبيا و بناء عليه لازم يكون في تثبيت لأن لو ده ما حصلش هكون بالظبط زي اللي بيحفر في البحر”
و بعد مناوشات و مناقشات اتفقنا على السعر الجديد مع عدم تغيير فترة السداد و بالتالي المهمة بقت أصعب بالنسبة لي..
كمان الشخص ده كان مستني مني دفعة الشقة لأن من شهر يناير و أنا ما حولتش أي مبلغ و سألني:
“هتحولي المبالغ أمتى؟”
كان سؤال صعب علي جدا و كان لازم يكون ردي ذكي لأن أي غلطة هتضيع الشقة من إيدي.. رديت و قلت:
“على اخر السنة دي هكون حولت جزء كويس و ابتداء من سنة 2021 هعمل حسابي إني أحول دفعات منتظمة”
رد و قال لي:
“طيب عموما انا مش هعمل عقد ابتدائي إلا لو وصلت لمبلغ 500 ألف في نهاية 2021 و هيكون معاكي 2022 تسددي فيها الجزء الأخير..”
ما اتناقشتش كتير و حاولت أهدي الموضوع على قد ما اقدر لكن طبعا دماغي كانت مشغولة به على طول..
و فضلت أحمس و أشجع نفسي علشان أكمل الطريق و اوصل لحلمي حتى في أصعب الأوقات..
و أنتهى شهر يونيو من سنة 2020 علشان يبدأ شهر صيفي جديد وهو يوليو..
و فضلت مكملة كتابة مذكراتي عن دبي اللي كانت بتديني طاقة وحماس اكتر من الاول..
و فضلت مكملة توصيل طلبياتي الصغيرة من وراقي الوجه و الكمامات على المحلات و الصيدليات و اللي يا دوب كانت معيشاني.. و كان أبني معايا دايما و في كل الأوقات و مكنش دايما أسهل حاجة لكن أعمل إيه أكل العيش بقى!
و يمكن في الوقت ده كان بيداهمني إحساسي بالوحدة كتير.. كنت حاسة إني مفتقدة جدا الكلام مع حد أو حتى إني أسمع رأي تاني أو صوت تاني غيري..
و برغم الفترة دي و عدم كونها الأجمل إلا إني كعادتي حاولت أخلق جو من البهجة و السعادة..
و فرحت جدا لما عرفت إنهم هيفتحوا المعرض المؤقت على البحيرة و المعروف بأسم Farmer’s Market و ده سوق بيكون فيه مزارعين جايين يبيعوا مزروعاتهم من خضروات و فاكهه.. كمان بتكون فيه شركات صغيرة بتعرض منتجاتها من المخبوزات و المربى و أحيانا الصناعات اليدوية ومنتجات العناية بالبشرة الطبيعية..
كان السوق ده بيتعمل كل يوم سبت و هنا قررت انها تكون فسحة اروحها انا و ابني خصوصا انه من الحاجات القليلة اللي فتحت و الباقي كله قافل..
و رحت هناك و اشتريت حاجات قليلة على قد فلوسي و قضيت اليوم و اتبسطت جدا بسبب اني شايفة ناس حتى لو مش كتير بعد ما عشت شهور و شهور ما بشوفش حدا إلا ناس قليلة جدا وفي مجال شغلي فقط..
و فضلت مستنية رد معارف الأستاذ اللي دايما بيبعتوا ايميلات و من كلامهم واضح انهم شغالين على الموضوع. و من الناحية التانية بيكلمني الأستاذ واللي بيتابعني و يشجعني و أحيانا يديني نصايح.. لكن أحيانا كانت طريقته جافة جدا..
كان بيبين لي اني مش بتابع مع العملاء اللي من طرفه بالشكل اللي المفروض اعمله لكن منطقي اني استنى الرد بعد ما اكون عملت اللي عليا و مش منطقي ابدا إني أفضل اكلمهم كل يوم..
و لأنه ذكي جدا في التعامل فكان فاهم إني بدأت أتعلق به و كان دايما يحاول يحسسني انه معجب بي لكن لازم أثبت نجاحي في الصفقة دي و اللي ممكن تغير حياتنا إحنا الأثنين.. يعني زي ما يكون بيقول لي بطريقة غير مباشرة لو نجحتي في الاختبار ده هتثبتي انك جديرة بقلبي..
و لأني تخيلت إن مشاعره حقيقية فكنت بحاول جاهدة إني أثبت نجاحي بالطريقة اللي هو شايفها.. لكن كل ده من غير ما نعترف لبعض أبدا بالإعجاب ده..
و اقترح علي اني افتح محل الكتروني على (إيتسي) كمحاولة لبيع الكمامات اللي عندي، و فعلا فتحت المحل ده.. لكن ما عرفتش ابيع عليه أي حاجة للأسف..
أما أحلى حاجة في حياتي فهي إبني اللي كنت كل ما بشوفه قدامي كان بيديني أمل كبير في مستقبل مشرق لسه قدامي..
وافتكرت كارت أمازون اللي كسبته من مركز الجالية العربية و رحت اشتريت به حاجتين:
الأولى ميكروفون عشان نغني أنا و إبني في البيت و نعمل حفلات كاريوكي
والثانية شنيور علشان اتعلم أعلق حاجات في البيت و من أولهم ستارة بقالي سنتين مش عارفة أعلقها..
و وصلت الحاجة و علقت ستارة جميلة غيرت شكل المكان و كم برواز و بعدها عملت حفلة أنا و إبني و كان صوتنا ملعلع و إحنا بنغني و نضحك و هنزعل على إيه يعني.. يقطع الكورونا و سنينها و يحيى الكاريوكي..
يوسف عادل
المزيد
1