و خدت حماتي زي ما وعدها ابنها وبدأت افرجها على المنطقة بتاعتنا، و عرضت عليها نفطر بره و ردت و قالت لي:
“أنا مبفطرش”
قلت لها:” تمام.. كده انتِ زي ابنك في الحتة دي”
و خدت حماتي زي ما وعدها ابنها وبدأت افرجها على المنطقة بتاعتنا، و عرضت عليها نفطر بره و ردت و قالت لي:
“أنا مبفطرش”
قلت لها:” تمام.. كده انتِ زي ابنك في الحتة دي”
و الحقيقة إنها كانت زيه في كل حاجة.. أول لو صح التعبير هو اللي زيها لأنها هي الأصل و الأساس..
و بعد ما أتمشينا في كم جنينة جه ميعاد الغداء و عرضت عليها إننا نروح نفس المطعم الياباني اللي خدت ماما فيه، و كلت أكل قليل جدا و بالعافية و بدأت تفتح معايا الكلام و سألتني:
“مبسوطة في حياتك مع أبني؟”
طبعا سؤال صعب و في توقيت حرج جدا، و أنا صريحة و مبعرفش أزوق الكلام فلقيت نفسي برد و أقول لها:
“لا مش مبسوطة”
وشها أحمر و بقت شبهه جدا و بدأت تتكلم بنبرة شبيهة بنبرة ابنها و قالت لي:
“ليه يعني؟ ده انا ابني مفيش زيه”
و هنا طلعت لها اللي في نفسي و قلت لها:
“بصراحة معندوش طموح و معتمد علي في كل حاجة.. كمان مبيحبش اللبس، والشياكة مش عارفة ليه! مع إن عنده هدوم كتير”
و تحولت حماتي للست أطاطا و بدأت تعلي صوتها و قالت لي:
“يعني مش عجبك إبني! ده أنا ابني ده لما كان يمشي في الشارع البنات كلها كانت تبص عليه و على حلاوته.. “
رديت و قلت لها:” ودي صفة توصفي بها رجل ولا ست!! أنا بتكلم عن تحمله للمسؤولية، و انه يكون مسؤول عن أسرة، و انتي بتتكلمي عن حلاوته”
قالت لي:” ابني حكالي و انتِ في مصر انك مش مبسوطه معاه، و انك حاسة إن في فجوة بينكم في التعليم، والتفكير، وكل حاجة.. و سؤالي ليكي: وافقتي ليه انك تتجوزيه؟”
كانت عاملة زي وكيل النيابة، و متحفزة جدا، و كنت حاسة إني لو قلت أي حاجة مش عاجباها هتقلب علي الترابيزة..
و كملت و قالت لي:” وإيه يعني لما تشيلي البيت.. طيب ما انا لما اتجوزت بعد أبو ابني جوزى مكنش عنده مهنة ثابتة، وأنا اللي كنت شايلة البيت”
قلت لها:” وأنا مالي.. دي حياتك و أنا مش مجبرة أعيشها..”
و جابتلي سيرة اللبس و قالت لي:” تعالي هنا لبس إيه اللي بتتكلمي عليه!!.. يعني رجل شغال عامل في مصنع و لا في البناء عايزاه يروح ببدلة.. انت فاكرة نفسك اتجوزتي سفير إيطاليا.. و لو كنت عايزة رجل ببدلة كنت روحي أتجوزي طيار، و لا دبلوماسي”
كنت حاسة إني قدام حماة مصرية من بتوع أفلام الأبيض والأسود .. كان أسلوبها حاد جدا، والكلام وراء بعضه، و مكنتش مدياني فرصة للكلام أبدا..
و زودت علي و قالت لي:” عيني عليك يا بني.. طول ما انتِ في مصر عمال يقول لي امتى ترجع روزة؟ امتى يرجع ماريو؟ و روزة و لا على بالها.. حد يطول حد يحبه كده !”
و حاولت الم الموضوع معاها على الأخر لأنها غسلتني، و مش مدياني فرصة للكلام أبدا..
و بعد الفسحة الجميلة دي و اللي عبارة عن واحدة ماسكة التانية بتأنب فيها رجعت لقيت روميو مستنينا و بصراحة انفجرت فيه و قلت له:
“عايزاك في الجنينة لو سمحت.. عايزة أتكلم معاك كلمتين”
و اتفاجأت انها كانت بتبص علينا من الشباك اللي بيطل على الجنينة في محاولة إنها تسمع إحنا بنقول إيه، مع إن ابنها هيحكيلها كل حاجة لو صبرت شوية..
و قعدت و قعد قدامي و كان راسم الغلب في عينيه، وأنا كنت متضايقة جدا و حاسة إني جايبة أخري من كل حاجة و بدأت الكلام و قلت له:
“أنا قررت قراري الأخير و أنا في مصر.. إحنا مش هينفع نكمل مع بعض.. خلينا نشوف موضوع الطلاق ده بيمشى إزاي.. أنا مش شايفة بينا مستقبل خلاص”
وقف و قال لي:” لا يا روزة أنا مش موافق، و مش مطلق”
قلت له:” يعني إيه! هعيش معاك غصب عني؟!”
قال لي:” أنا بحبك.. ارجوكي أديني فرصة أخيرة”
قلت له:”لا.. مش عايزة اسمع الكلمة دي.. مفيش فرصة أخيرة ارحمني”
و قعد يسمعني كلام شبيه بأغنية لداليدا و من قبلها غنتها المغنية (مينا الإيطالية) و عنوانها (كلام.. كلام..كلام) و كانت بتدور حوالين اتنين في نفس موقفنا، و إن الست قررت إنها تنهي علاقتهم و الرجل بيتوسل لها انه ياخد فرصة تانية، و هي رافضة تماما و لخصت كل كلامنا و قالت:
هو:”لو لم تكوني موجوده لاخترعتك”
هي:شكراً ليس من أجلي
انت تستطيع ان تقوله للآخرين
من يحبون النجوم فوق الكثبان
أما بالنسبة لي لقد اكتفيت من الكلام المعسول
الذي يبقي علي فمي ولكن لا يدخل قلبي ابداً
المزيد من الكلام
كلام و كلام و كلام
هو:”اسمعيني ”
هي:كلام و كلام و كلام
و فعلا كنت اكتفيت من كلامه لان حياتي معاه كانت كلها كلام في كلام بدون أي أفعال..
و سابني و هو متنرفز جدا، و نزلت امه قابلته على السلم وأنا طلعت الاوضة، وقفلت على نفسي و خدت ابني في حضني لأني طبعا كنت متوقعة إن حماتي هيجي دورها و هتنفجر في بعدها..
يا ترى حماتي عملت إيه؟
المزيد
1