بدأ اليوم اني كنت بدور على رفوف لدولابي و دخلت على موقع (كي جي جي) المعروف ببيع الأشياء المستعملة علشان الاقي الرفوف.
و فعلا لقيت طلبي و اتفقت على اني اروح استلم الرفوف.. كن المفاجأة لما بعتتلي الست العنوان تخيلته عنوان قريب من بيت الاستاذ لكن كدبت عيوني و قلت أكيد مش قريب ولا حاجة..
و فعلا نزلت و رحت.. لقيت نفسي بسوق في نفس الطريق اللي سوقت فيه آخر مرة.. آخر مرة لما اكتشفت انه يعرف واحدة تانية و كان بيتلاعب بمشاعري و بي..
بدأ اليوم اني كنت بدور على رفوف لدولابي و دخلت على موقع (كي جي جي) المعروف ببيع الأشياء المستعملة علشان الاقي الرفوف.
و فعلا لقيت طلبي و اتفقت على اني اروح استلم الرفوف.. كن المفاجأة لما بعتتلي الست العنوان تخيلته عنوان قريب من بيت الاستاذ لكن كدبت عيوني و قلت أكيد مش قريب ولا حاجة..
و فعلا نزلت و رحت.. لقيت نفسي بسوق في نفس الطريق اللي سوقت فيه آخر مرة.. آخر مرة لما اكتشفت انه يعرف واحدة تانية و كان بيتلاعب بمشاعري و بي..
حاولت انفصل عن المكان و قلت لنفسي:” إيه المشكلة.. اكيد يعني مش هتشوفيه .. ركزي بس في اللي انتِ جاية علشانه”
لكن المفاجأة أنه نزل من عمارته القديمة و دخل العمارة اللي قصادها و اللي كنت مستنية فيها لحد ما الست صاحبة الرفوف تنزل..
حاولت اخبي وشي عنه و سمعته و هو بيكلم الريسيبشن و يقول لها:” انا هنقل على أول الشهر و معايا كراتين هدخلها على الوحدة بتاعتي”
مش عارفة ليه كنت متوترة جدا و كان اهم حاجة عندي انه ما يشوفنيش لحسن يتهمني اني بلاحقه أو بتجسس عليه زي ما اتهمني قبل كده..
و مشي و لما مشي خدت نفس عميق.. خفف عني توتري الشديد..
الغريبة اني لما مشيت افتكرت عيد ميلاده ومش عارفة ليه بعت له ايميل كتبت له فيه على الموقف اللي حصل و حكيت له قد ايه كنت بدعي ربنا انه ما يشوفنيش لاني كنت خايفة انه يفكر اني بتجسس عليه.. و ختمت الإيميل ده بتهنئة لعيد ميلاده
و الأغرب إن بعدها بكم يوم جالي منه إيميل تخيلته رد على ايميلي، لكن للأسف كان إيميل فاق كل توقعاتي
قال لي فيه:” اتمنى ان تكوني بخير.. انا عارف انه مرت شهور وشهور من ساعة اخر مرة اتقابلنا فيها.. حبيت بس أقولك إني مش مقتنع إنك ما تممتيش الصفقة مع الناس اللي عرفتك عليهم و أنا على يقين انك اشتغلتي معاهم و كسبتي من وراهم وانا بطالبك بعمولتي و إلا هطلب من مصلحة الضرايب إنها تعمل عليكم مراجعة و كمان أكلم الهجرة علشان يوقفولك إجراءات الجنسية لأن ده يعتبر قضية نصب واحتيال”
صدمني جدا كلامه .. صدمة يمكن أكتر من صدمة لما عرفت انه عارف واحدة تانية و مخبي علي..
و نسيت كل حاجة و حاولت اركز في رد قوي بعيد عن العواطف و المشاعر..
حاولت استجمع قوتي و ابدد أي مظهر من مظاهر ضعفي و فكرت في حل..
اتصلت بالناس اللي عرفهم علي و بعتلهم نسخة من الإيميل و أزعجهم جدا عبارة انه هيعمل علينا مراجعة على حسابتنا إحنا الثلاثة و إنه هيعمل بلاغ لمصلحة الضرايب الكندية..
و رد الأخ الأكبر و قال لي:” أنا هرد عليه رد قوي و هخلي محامي الشركة هو اللي يرد عليه و بعدها ردي عليه انتِ بالرد اللي تحبيه”
و فعلا بعت محامي الشركة رد قوي جدا كانت لهجته حادة و تخوف.. لدرجة انه اعتذر عن طريقة كلامه و قالهم انه مكانش يقصد و بيتعهد انه عمره ما هيزعجنا تاني..
و بعد الإيميل ده رديت عليه بإيمل أقوى و قلت له:” للأسف انت فكرتني ضعيفة علشان كده هددتني انا مش هم، لكن أنا خليتهم هم اللي يردوا عليك لأن قوتهم أعلى منك و مني.. و على فكرة أنا مش ضعيفة، أنا بس لما بحب بدي من قلبي من غير ما استنى مقابل لكن لو حد فكر يأذيني أنا بعرف أدافع عن نفسي كويس جدا و أجيب حقي.. أنت غلطت في تقديرك لي و أكيد انا لقنتك درس عمرك ما هتنساه .. أما بالنسبة للهجرة و الجنسية فمحدش له الحق ابدا انه يهددني بأي شيء لإني ماشية صح و الدور و الباقي على اللي بيتهموا الناس بالباطل.. و قريب جدا هاخد الجنسية رغما عن أنفك لأن ده حقي”
و بعت الرسالة دي و شفيت غليلي..
و بعدها لقيت رسالة اعتذار طويلة منه و كمان قال لي:” انا لسه شايف رسالتك اللي بتحكي فيها عن موقف لما شوفتيني و دورتي وشك علشان ما أشوفكيش و تهنئتك لي بعيد ميلادي.. انا حقيقي اسف .. ارجوكي سامحيني”
ما ردتش عليه ابدا و من جوايا مقدرتش اسامحه و لا حسيت اني ممكن اصفى له
و كتبت خاطرة قوية جدا بتلخص القصة دي من أولها لأخرها و سميتها: لو كنت ملاكا
قلت فيها:
انقبض قلبي و أنا اقرأ عنوان السيدة التي نشرت إعلان يعلن عن بيع ارفف كنت بحاجة إليها. فقد تذكرت المنطقة التي رأيت فيها لأول مرة شخص كنت انظر له على أنه ملاك على الأرض جاء يساعدني في فترة صعبة من بداية أزمة الوباء العالمي المعروف بإسم- وباء الكورونا.
حاولت إلهاء نفسي و تخيل أن هذا المكان بعيد كل البعد عن هذا الشخص و بالرغم من ترددي في الذهاب إلا أنني ذهبت لأقوم بشراء الأرفف.
و بدأت بالتحرك ناحية المكان و سارت سيارتي في نفس الشوارع و الطرقات حتى وصلت لنفس الحي الذي يسكنه الملاك الذي اقتنعت في النهاية إن الملائكة لا تسكن الأرض فمكانها السماء فقط.
و تحركت ناحية المبنى و قلبي يدق و أصبحت دقاته أعلى من كل الضوضاء المحيطة بي لتقع عيناي على صورة الملاك الذي كان واقف بالخارج أمام متجر من المتاجر الذي كان يساعدني في أن أبيع له ما أقوم ببيعه من الأقنعة بسبب الوباء و قد كان هو من أدخلني إلى هذا العالم حتى أجد طريقة اصرف منها في ظل كساد اقتصادي رهيب.
كنت اعلم إنني لا احلم و انه هو بالفعل و لكني تساءلت لماذا هذه الصدفة الغريبة .. ووجدت نفسي أحاول إخفاء وجهي بقناع من أقنعتي و دخلت مبنى مقابل حتى أقابل السيدة صاحبة الأرفف و هدأ عقلي للحظة و لكن قلبي كان مولعا برؤية الملاك.
و لكنه يدخل بعدها إلى المبنى وقد ارتدى قناع ازرق من القماش يتماشى تماما مع لون عينيه..أدرت وجهي بعيدا، لكن أذناي كانت تستمع لأدق الأنفاس و الكلمات معا و قد تحدث مع عاملة الاستقبال قائلا:
“نعم سأقوم بالنقل في بداية الشهر و اليوم جئت لرؤية وحدتي الجديدة!”
و سمعت خطواته تبتعد و قد ارتحت كثيرا لأنني تأكدت انه لم يراني .
أخذت الأرفف في عجلة و ذهبت مسرعة مبتعدة عن المكان و تذكرت قصة الملاك الذي حينما كنت أراه كنت أدخل معه في عالم أحلام كبيرة و لكن الحقيقة كانت مختلفة.
و اليوم أنا اكتب هذه القصة بدون ذكر كيف بدأت و كيف انتهت و لكن العبرة منها درس كبير لقلبي الذي يندفع و ينجرف و يتغاضى عن الحقائق التي تختلف في معظم الوقت عن الظاهر فليس كل ما يلمع ذهبا وليس كل من ساعد ملاكا.
رامي بطرس
المزيد
1