كانت الأيام بتمر برتابة شديدة خصوصا إن كل المحلات قافلة و العالم مرعوبة و كل يوم بتموت بسبب وباء الكورونا المتفشي..
كنت بحاول اتغلب على الجو ده بتركيزي الشديد على عميل فرنسا اللي بدأ يطلب أوراق كتير جدا علشان يستورد أول شحنة من المنتج الكندي اللي كنت بسوق له و هو- سكر التمر.. كمان كنت بتابع دايما مع معارف الأستاذ بخصوص شحنة الكمامات اللي منقسمة لقسمين: قسم علشان كندا و القسم التاني علشان قطر..
كانت الأيام بتمر برتابة شديدة خصوصا إن كل المحلات قافلة و العالم مرعوبة و كل يوم بتموت بسبب وباء الكورونا المتفشي..
كنت بحاول اتغلب على الجو ده بتركيزي الشديد على عميل فرنسا اللي بدأ يطلب أوراق كتير جدا علشان يستورد أول شحنة من المنتج الكندي اللي كنت بسوق له و هو- سكر التمر.. كمان كنت بتابع دايما مع معارف الأستاذ بخصوص شحنة الكمامات اللي منقسمة لقسمين: قسم علشان كندا و القسم التاني علشان قطر..
كنت بحاول كمان امشي كل يوم بأبني على البحيرة و أنزل به الجنينه على قد ما اقدر لكن كنا دايما لوحدنا و كان بيهون علينا من وقت للتاني اننا كنا بنقابل جارتنا المغربية و بنتها الصغيرة اللي ابني متعلق بها جدا..
لحد ما في الأسبوع الأخير من يوليو بعتولي إيميل من الحضانة إني ممكن أكون من فئة الأباء اللي ممكن تبعت أولادها بسبب إني شغالة و مازالت بشتغل..
و فعلا قدمت و اتقبلت و كنت من أول 5 أباء رجعوا أولادهم للحضانة في نهاية يوليو.. و تدريجيا بدؤا يرجعوا عدد الأطفال زي الأول..
و فضل الأستاذ يتابع معايا كل خطوة وكل كلمة وكل إيميل ببعتله لمعارفه وكان عنده علم بكل شيء.. كنت دايما بحس بنقده اللاذع و بدأت صورته كشخص داعم تتحول شوية بشوية بسبب أسلوبه الحاد جدا.. وده طبعا لأن المادة دخلت في الموضوع و هو مستني الصفقة تتم و ياخد عمولته بفارغ الصبر..
كنت بحاول ما اركزش في أسلوبه على قد ما كنت مركزة في إخلاصي و مثابرتي و اني هفضل وراء الصفقة دي لحد ما تتم..
و دخل شهر أغسطس من 2020 و كان أفضل شوية من ناحية اني قادرة أركز على شغلي أكتر و أن الجو جميل و في فرصة للواحد يخرج شوية..
رحت أنا و جارتي المغربية و الأطفال و قضينا يوم جميل في جزيرة تورنتو Toronto Island لكن ابني كان مجننا كلنا و كان مخلينا بنجري وراه في كل حتة.. لكن في المجمل كان يوم حلو..
كنت بحس إن الكتابة هي أكتر شيء بيساندني في الفترة دي و بيخفف عني و أصبحت روتين يومي لا يمكن التنازل عنه مهما كانت الظروف..
لكن لكل شيء وجهين.. و الوجه الأخر من كتابة المذكرات إنها بتقلب المواجع و بتصحي فينا حاجات كتير..
بصيت على صورة ما كانتش من زمان.. كانت يا دوب من سنتين لما كان ابني عمره شهور و كنا في ال CNE .. كانت الصورة إني شايلاه و بنظهر من وراء إطار صورة و الصورة علشان تكمل ناقصها أب و طفلة كمان علشان نكمل العيلة..
قعدت قدام الصورة دي كتير جدا.. شوفتها بعين جديد ونظرة مختلفة.. كانت نظرتي فيها تفاؤل بس إحساسي عكسها.. بصيت و سرحت فيها و سألت نفسي:” يا ترى الصورة دي ممكن تكتمل في يوم؟ يا ترى هيكون معايا حد أكمل معاه الطريق و يكون لإبني أخت و يكون لي بنت منه؟ ولا هفضل أنا و إبني لوحدنا في إطار الصورة دي؟”
و أنا بعترف إن ده من أكبر أحلامي اللي ساعات بحس إني قربت منه و ساعات كتيرة بحس إني بعيدة جدا عن تحقيقه..
و تزامن يوم 17 أغسطس مع الأحداث دي و هو يوم وفاة والدي من 11 سنة فاتت ..
و فضلت مكملة الأيام اللي كنت حساها شبه بعض جدا علشان يخلص شهر أغسطس..
و دخل شهر سبتمبر وهو شهري المفضل واللي بحب دايما احتفل فيه بعيد ميلادي و أعمل حاجة مميزة لنفسي مهما كانت الظروف..
و بدأ الشهر بمكاملة من استاذي الحليوة اللي قال لي:” اسمعي انا عايز اقابلك ضروري”
رديت و قلت:” مفيش مشكلة.. لو حابب ممكن نتقابل عند البحيرة خصوصا ان الجو جميل جدا”
وفعلا جه و استناني عند البحيرة.. معرفش له كنت حاسة من نبرة صوته إنه جاي علشان يعترف لي بحبه أو اعجابه بي و بالتالي كنت متحمسة و فرحانة كمان..
كان مستنيني و عينيه فيها نظرة فكرتني بأول ما شفته في شهر فبراير اللي فات.. نظرة حب وإعجاب..
سلمت عليه و ساعتها حسيت زي ما تكون أم كلثوم بتغني لنا و تقول:
قابلني والأشواق فى عنيه
سلم
سلم وخد ايدي فى ايديه
وهمس لي قالي الحق عليه
نسيت ساعتها بعدنا ليه
و ابتسم لي ابتسامه طلعت من وراها الشمس .. بصيت على عينيه لقيت الأزرق اللي فيهم نفس لون البحيرة و ابتسمت له وقلت:
“بقالي كتير ما شوفتش النظرة دي منك”
رد و قال لي:” انا عارف إني كنت قاسي وجاف جدا معاكي الفترة اللي فاتت بس علشان عايزك تنجحي.. صدقيني أنا شخص مش سيء لكن عندي عيوب كتير و من أهمها إني .. و لا بلاش أنا جاي أشوفك وأسمعك على قد ما أقدر لأني حاسس إنك مش سعيدة..”
و كان كلامه صحيح بنسبة كبيرة.. كنت حاسة ان حياتي رتيبة و كئيبة إلى حد ما لكن طبعا في كل الأوقات كنت بحمد ربنا على كل النعم اللي منحها لي في حياتي..
و سألني:” تحبي ناخد صورة مع بعض و مع بحيرتك المفضلة؟”
رديت و قلت:” أنت عارف إن دي هتكون أول صورة لينا.. ”
و فعلا كانت أول صورة لكن كمان كانت أخر واحدة..
خدنا الصورة دي و هو اللي صورها بنفسه و عمري ما طلبتها منه و لا شفتها إلا بعد سنة بالظبط من التاريخ ده..
و بدأنا نتمشى جنب البحيرة و حاول ما يتكلمش في الشغل على قد ما يقدر و بدأ يتكلم عن أكتر حاجة بحبها و هي: الأحلام..
قعد يكلمني عن أحلامه و إزاي إني ممكن أكون جزء منها.
و قعدنا على الصخور اللي عند البحيرة و حكالي حاجات كتير عن عيلته و نشأته و علاقاته و غيره و غيره..
و عدت الساعات معاه زي ما تكون دقايق.. و قبل ما يمشي مسك إيدي وقال لي:
“أنا عارف إن يوم 9 سبتمبر هو عيد ميلادك و بالرغم إن عندي إجتماع شغل اليوم ده إلا أني كتبته عندي على النتيجة علشان أحتفل بكي .. لو حابة ممكن نتغدى بره.. إيه رأيك؟”
فرحت جدا بعرضه و كلامه و إهتمامه و للحظة افتكرت كازانوفا أيام ما كان دايما بيفتكر عيد ميلادي..
رديت عليه بإبتسامة و نظرة حب و قلت له:” ده أنا مهمة عندك و أنا مش واخدة بالي!”
رد و قال لي:” ايوه.. حاجة زي كده..”
و انتهى اللقاء و سابني و أنا بفكر فيه.. يا ترى هيحتفل بي إزاي؟ و هل فعلا هكون جزء من أحلامه و لا لأ؟
المزيد
1