و بدأت شهر سبتمبر و هو الشهر الأحب لقلبي زي شهر نوفمبر بالظبط، و قررت إني أروح أنا و البيبي مكان جديد مكناش رحناه قبل كده.. كان المكان اسمه (سي ان ايه).. و ده مكان كبير فيه ملاهي، و معارض، وفعاليات بتستمر في فترة الصيف، و بتقفل في الأسبوع الثالث من سبتمبر..
و بدأت شهر سبتمبر و هو الشهر الأحب لقلبي زي شهر نوفمبر بالظبط، و قررت إني أروح أنا و البيبي مكان جديد مكناش رحناه قبل كده.. كان المكان اسمه (سي ان ايه).. و ده مكان كبير فيه ملاهي، و معارض، وفعاليات بتستمر في فترة الصيف، و بتقفل في الأسبوع الثالث من سبتمبر..
و عملت حسابي إني اتبسط و ابسط البيبي على الأخر و اشتريله حاجت كتير من هناك، و اشتري كمان منتجات سمعت انهم بيبعوها في معرض خاص بالمنتجات الزراعية اللي بتيجي من أنحاء كندا..
و بدأنا الجولة و حاولت استكشف بقدر الإمكان المكان الجميل و المنظم جدا، و بعدها اشتريت حاجات لي و للبيبي.. كمان كان فيه معرض بالأنوار في خيمة كبيرة، وكلها بتحكي عن أساطير سندباد، وأساطير لكذا رحالة وهم بيطوفوا البلاد..
كان البيبي مزقطط تمام زيي.. و نهينا الجولة بحضور حفلة موسيقية جميلة، و أخيرا اشتريت له دبدوب جميل أتعمله مخصوص و أتكتب عليه اسمه (ماريو) .. كمان لعبة تانية جميلة و هي القطة اليابانية (دورايمون) ذات الجيب السحري اللي بتحقق الأحلام، و حطوا وش البيبي مكانها.. وبكده اصبح البيبي هو أيقونة الحظ بتاعتي.. أو بمعني أخر (دورايمون) الخاص بي..
و رجعنا البيت لقينا حماتي، و كالعادة الفضول قاتلها إنها تعرف كنا فين اليوم كله.. و قعدت احكي لها عادي عن اليوم، و هي تسمع و منتبهة جدا لكل كلمة بقولها..
كنت بحاول اكون متفائلة جدا في الوقت ده لأني داخلة على مرحلة مهمة وخطوة أساسية و هي البحث عن مسكن جديد، و دي خطوة مش سهلة أبدا.. و اكتشفت إن معظم الأماكن اللي قدمت فيه ما وافقتش علي بسبب إني على قوة التأمينات.. يعني مرتبي صغير و مش تأكيد إني ممكن ارجع اشتغل .. و هنا افتكرت السينجل مام اللي كنت قابلتها صديقة جارتي و كلمتها، و قلت لها:
“اسمعي فاكرة البيت اللي قولتيلي إني ممكن أجره منك؟”
قالت لي:” آه.. موجود… تحبي تشوفيه”
قلت لها:” آه .. ياريت”
و رحت شفت البيت اللي كان شكله غريب، و لفت نظري انه كبير يعني (تاون هاوس) بحاله. كان 4 أدوار وكل دور فيه اوضه، و المنطقة كان شكلها غريب، و كئيب جدا..
و سألتها:” انتِ بتأجري البيت ده و انتِ عايشة في مكان تاني؟”
قالت لي:” آه .. بالظبط كده”
و لقيتها بتقول لي:” بصي انا هأجرلك البيت كله ب 700 دولار، و أديكي شايفاه حلو و كبير إزاي”
بصراحة هو كان كبير، بس مكانش حلو أبدا ..
و في الوقت ده رحت للأخصائية الاجتماعية اللي كنت بقابلها في المركز و حكيتلها على الوضع عندي، و على موضوع السكن، و قالت لي:
“أجري البيت ده مؤقت.. بس من وجهة نظري الأفضل لكِ انك تقدمي على بيت الحكومة”
و كانت تاني مرة اسمع مصطلح بيت الحكومة بعد ما سمعته من سنتين و نص.. أول ما جيت على كندا و الجار الغاني حكى لي عنه..
و سألتها:” طيب ماشي.. بس بيوت الحكومة دي وحشة صح؟”
قالت لي:” بصي مش كلها .. المهم انك تقدمي لأنك بتاخدي سنين في الانتظار، و من وجهة نظري انتِ من حقك تقدمي على البيت كحالة طارئة”
وكانت كلمة (حالة طارئة) دي هي المستخدمة في الفترة دي، و كنت تقريبا بسمعها كل يوم..
و وجهتني لمكان في دوان تاون متخصص في مساعدة الناس انهم يقدموا على إسكان الحكومة.. و فعلا رحت بالبيبي، وكان المكان زحمة جدا، و كان فيه هرج و مرج كتير .. و استنيت لحد ما دخلت عند الموظفة وقالت لي:
“هحتاج منك أوراق كتير و أهمها:
1- أمر المحكمة بعد التعرض
2- صورة العضة
3-إثبات انك هتسيبي البيت اللي عايشة فيه و بتدوري على حاجة تانية
4- مصدر دخلك
5- خطاب مفصل للإسكان تشرحي فيه بالتفصيل قصتك
وبدأت أحضر الأوراق.. أما الجواب فوقتها مكنش عندي أي شجاعة احكي و لا أتكلم مش عارفة ليه، و كتبت نبذة مختصرة جدا، لكن ده مكانش في صالحي..
و في أقل من أسبوع كنت قدمت على سكن الحكومة بالتعاون مع منظمة (سان استيفان) لخدمات الإسكان، و قدمت لي كحالة طارئة، و السبب :عنف أسري..
و قالت لي:” إحنا حاليا في أول سبتمبر .. هيجيلك جواب على نص أكتوبر علشان يعرفوكي لو طلبك أتقبل كحالة طارئة و لا لا..
طبعا وقتها كان لازم اكتب عنوان ثابت لأني كنت مش متأكدة لسه أنا هروح فين بالظبط.. و سيبت عنوان صديقتي الفنزويلية للمراسلة..
و بكده انجرت خطوة مهمة، و في انتظار الرد..
و كالعادة كنت بعمل كل ده من غير ما احسس حماتي بأي حاجة، و لكن الفضول كان قاتلها، و كان نفسها تعرف كل اللي بيدور..
و في وسط كل ده اتفقت مع جارتي اللي في البيت الخامس إنها تقعد بالولد مع حماتي لأني نازلة شغل، و هو مهرجان السينما..
كان المهرجان 10 أيام كالعادة، و كان مصدر طاقة لي، و حاجة بتفصلني عن كل حاجة.. حتى لو لمدة قصيرة..
و قررت إني أعزم صديقتي الفنزويلية على فيلم، و كان فيلم مصري مشارك في المهرجان و كان فيه الممثل (كريم قاسم) واتصورت معاه أنا و هي .. أما البيبي فكان له جناح خاص به، و قعدت به زميله لي جوة السينما في قاعة مخصصة للصحفيين.. بس وقتها مكانش فيه أي مؤتمر صحفي، وكانت مخصصة للبيبي فقط اللي من صغره بدأ يروح السينما..
و جه يوم 9 سبتمبر و هو عيد ميلادي، وهنا قرروا أصحابي أنهم يحتفلوا بي.. و كان أخر عيد ميلاد لي في البيت اللي خلاص هسيبه آخر الشهر..
كانت حماتي بتستعد إنها تسافر تاني يوم، و كانت الليلة الأخيرة لها في تورنتو ..
و بدأ الأصدقاء ييجوا على البيت، و استعدت حماتي للخروج مع ابنها علشان تودعه..
و بدأنا الاحتفال، و كان معايا صديقتي الفنزويلية، و صديقة من أيام مدرسة الفرنساوي، و جارتي اللي في البيت الخامس..
و قبل ما يمشوا الناس.. رجعت حماتي على البيت، لكن حصلت حاجة غريبة جدا..
يا ترى حصل ايه؟
المزيد
1