ستضعك الحياة وجهًا لوجه مع شخصيات عملية دينها المهنية على أنها مصفرة من الإنسانية.
هؤلاء يُشهد لهم بالاتقان في ممارسة عملهم، بيدأنهم يؤدون تلك الأعمال بحنق شديد، لذا، فالأولى الحذر آن التعامل معهم و الأفضل توطينهم بأماكن لا تحتاج تواصل بشري لما يتمتعون من ضيق ذات القلب! فلو أن شيف ماهرًا في الطبخ عجز عن إدراك حتمية تزيين أطباقه المقدمة لزوار مطعمه، فمن غير المعقول منحه منصب إداري بمطعم سياحي، لأن فكره العملي سيحصره في أولوية تقديم أصناف أقل مكلفة و لو على حسابا لذوق والتميز، فهو لا يفهم أن الزائر يخر للعشاء بالمطعم لا لتناول الطعام فحسب، بل للاستمتاع بوقت ترفيهي ومنظر رائع ما يستدعى تخصيص ميزانية للورود والنمارق والعزف وطريقة العرض كما الخدمة مع البسمة وأهم شيء المعاملة الراقية، لأن الأهم من الطعام هو أسلوب تقديمه.
ستضعك الحياة وجهًا لوجه مع شخصيات عملية دينها المهنية على أنها مصفرة من الإنسانية.
هؤلاء يُشهد لهم بالاتقان في ممارسة عملهم، بيدأنهم يؤدون تلك الأعمال بحنق شديد، لذا، فالأولى الحذر آن التعامل معهم و الأفضل توطينهم بأماكن لا تحتاج تواصل بشري لما يتمتعون من ضيق ذات القلب! فلو أن شيف ماهرًا في الطبخ عجز عن إدراك حتمية تزيين أطباقه المقدمة لزوار مطعمه، فمن غير المعقول منحه منصب إداري بمطعم سياحي، لأن فكره العملي سيحصره في أولوية تقديم أصناف أقل مكلفة و لو على حسابا لذوق والتميز، فهو لا يفهم أن الزائر يخر للعشاء بالمطعم لا لتناول الطعام فحسب، بل للاستمتاع بوقت ترفيهي ومنظر رائع ما يستدعى تخصيص ميزانية للورود والنمارق والعزف وطريقة العرض كما الخدمة مع البسمة وأهم شيء المعاملة الراقية، لأن الأهم من الطعام هو أسلوب تقديمه.
كذلك، فإن أهم من العمل هو العناية بمكملات العمل والقدرة على التعاون البشري وعدم الركون لاستسهال الإنفعال تحت دعاوى ومبررات شتى كالضغوط.
فهناك من يعرض مشروعه وهو، ساخط أوكاره أو ربما ناقم، وتلك النوعية حريصة على اللعب المنفرد بإشعار فريق العمل أنه وحده من بذل واجتهد، في حين يظهر آخرون أن المشروع لم يكن لينجح إلا بسبب مجهودات فريق العمل باسره، كما أنه لا يعدم ابتسامته ولو مرهق أثناء العمل.
يعتقد كثر من البشر أن التذمر حتى آخر رمق هو الأسلوب الأكثر حيطة، فالشكوى رقية، كما وشفيع وتفسير لحالة القنوط الدائم، ثم أنها جالبة للمعاذير ودرع واقي من تحميل المزيد من الأعباء.
لكن يغيب هؤلاء أن محيطهم يعي تلك الأساليب العقيمة والتي تكشف عن تدنى مستوى الذكاء العاطفي، بالاضافة لكونه أسلوب جدا منفر في التعاطي مع الآخرين.
-قد يدعو أحدهم أسرته لتناول الطعام بمطعم معين، لكنه لا يفتأ يسرد قوائم شكواه عن تدنى مستوى الطعام مقارنة بالفاتورة ثم يتمادى ليحذر من إحتمالية وجود ضرائب مستقبلية شعارهم “القادم أسوأ”، ودينهم الدينار، يلقو نهمنّة لو احتاج صغارهم للنقد فيمنحوهم معه النقض والتقريظ، مشفوعًا بقول:أنا على يقين أنك غبي و عبيط وستستغل.
فلا يوجد في قاموس هؤلاء :” أنا على يقينمن حسن تصرفك يا بني واطلب من رب العالمين وقايتك من شر البشر.
إنهم مهرة في تغليف هداياهم بقاذورات السب والتأنيب والمعايرة كما والمنّ بلا سلوى.
كيف يتأتى لهم أن ينفقوا باليمين و يطعنون باليسار رغم أن الأجدى هو التعامل الانيق مع البشر؟ إنهم يرددون بأفواههم ما ليس في أفعالهم:” الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ماأنفقوا منًّا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم”كما يصلون ب:”قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم.
“؟لكنهم يعانون غباءً عاطفيًا، كونهم لا يجدون سببًا لأهمية دراسة العاطفة كمادة تحتاج لبذل جهد للتفوق فيها، ففي شرعتهم الدرهم فاتح للعقول والأفئدة معاً.
ومنثم، فمن يقترب من الشخصيات العملية يعاني المرار جله، حتى أنه قد يلجأ لصلاة استسقاء المودة من قلوب القساة منهم ولا يأتي الغيث سوى عقب خروجهم على التقاعد، فموسم الغيث هو خريف العمر حين يفقدون المناصب، والجاه، الصحةوالمال، و مع هذا يستمرون في إشعار معارفهم بالتقصير من أجل الإبتزاز العاطفي.
أن تعطي الفقير من ابتسامتك وتحرمه مالك أفضل من أن تستعبده بدينارك و دولارك مقابل سيل من البشاعات الأخلاقية، وأن تعامل أهلك بصنوف الإساءة ثم تعيّرهم على ما تنفقه عليهم فأنت تدفعهم دفعًأ للهرب منك، والأولى أن نتعلم الذكاء العاطفي والاجتماعي،فهو خير معين لادا أعمالنا بأناقة محببة، أما أن تتوقع أن يستسيغ أهلك للقمة مغموسة في قاذورات لسانك، فلا ورب السماوات و الأرضين، لن يستسيغ الإنسان الحلو السام.
3
1