و صحيت الصبح على ميعاد الممرضة اللي بتيجي تزورني من وزارة الصحة، و قعدت احكي لها و اشكيلها كتير، و قلت لها كمان إني واجهت روميو بقرار انفصالنا لكنه رافض رفض قاطع، و سمعتني للأخر و قالت لي:
“طيب حاولي تتكلمي مع والدته يمكن تقنعه”
قلت لها:” لا مش هينفع خالص.. دي طلعت زيه و أكتر و صعب التفاهم والتعامل معاها”
قالت لي:” خلاص استني لما تمشي.. هي هتمشي امتى؟”
قلت لها:” يوم 10 سبتمبر المفروض”
و صحيت الصبح على ميعاد الممرضة اللي بتيجي تزورني من وزارة الصحة، و قعدت احكي لها و اشكيلها كتير، و قلت لها كمان إني واجهت روميو بقرار انفصالنا لكنه رافض رفض قاطع، و سمعتني للأخر و قالت لي:
“طيب حاولي تتكلمي مع والدته يمكن تقنعه”
قلت لها:” لا مش هينفع خالص.. دي طلعت زيه و أكتر و صعب التفاهم والتعامل معاها”
قالت لي:” خلاص استني لما تمشي.. هي هتمشي امتى؟”
قلت لها:” يوم 10 سبتمبر المفروض”
قالت لي:” خلاص هانت.. اصبري شوية و ابقي بلغيني بتطورات الموضوع.. ما تقلقيش انا هنا علشان اعمل لك دعم نفسي علشان تقدري تقومي بمهام الأمومة من غير ما تكوني تحت ضغط نفسي كبير..
كلامها ريحني و حسسني إن لي ضهر، لأني كنت حاسة إني داخلة على فترة صعبة، لكن ماتخيلتش إن ده اليوم اليوم الأخير..
و نزلت الممرضة و صحيت حماتي اللي دخلت على المطبخ جري و كانت بتدور على مخزون الخمور بتاعتها، و لما ما لقيتش حاجة طلعت من المطبخ و دخلت الأوضة عندي و بدأت تزعق لي زعيق ما لوش أول من أخر، و كل ده ليه لأن أصحابي هم اللي خلصوا الخمور بتاعتها…
حاولت أبرر لها الموقف وأقول لها إن ابنها هو اللي عرض عليهم.. لأنهم أكيد مش هم اللي دخلوا المطبخ و فتحوا الدواليب..
و أول ما سمعتني جيبت سيرة ابنها انفجرت في اكتر و قالت لي:
“كل حاجة تجيبي اللوم على ابني.. ابني ده أحسن منك 100 مرة و انتِ مش مقدرة قيمته”
استغربت طريقة كلامها، وحاولت أوضح لها إننا بنتكلم في نقطة وهي راحت لنقطة تانية خالص، لكنها كانت شايلة مني على الأخر و قالت لي:
“ابني أمبارح حكالي انك مصممة على الطلاق و ده مأثر على نفسيته.. يعني إيه ألاقي ابني جايلي بيبكي و يقول لي أنا مش هقدر أعيش من غيرهم.. انتِ عايزة تموتي ابني!… انتِ عايزة منه ايه!.. الرجل شايلك على كفوف الراحة.. ده انتِ عمرك لا غسلتي، و لا مسحتي، و كفاية دي”
قلت لها:” و هي دي العيشة الحلوة اللي بحلم بها من وجهة نظرك! للأسف لا.. أنا حاسة إني كنت رجل البيت، و هو ست البيت و خلاص أنا مش عاجبني إننا نعيش أدوار مقلوبة.. خلاص زهقت من العيشة دي”
كانت بتسمعني والشرار طالع من عينيها وصوتها عالي جدا، و حسيتها الأصل و روميو الصورة.. و هنا اثبتتلي إن اقلب القدرة على فمها يطلع الولد لأمه مش البنت بس..
و أول ما سمعت ابنها طالع من على السلالم راحت اوضتها و دخل لي وقال لي:
“لسه مصممه على الطلاق؟”
قلت له:”أه مصممة.. أنا هستنى لحد ما مامتك تمشي و بعدين نطلق، لكن أنا مش هديك أي فرص و خلاص الموضوع منتهي”
و سابني و هو شايط و خد امه و نزلوا قعدوا في الجنينة و كانت بتزعق، و هو كان بيتكلم معاها و هو متنرفز جدا وبعدين سابها و مشي..
لما لقيت الجو متوتر جدا بالشكل ده فكرت اني البس والبس البيبي و انزل اتمشى به في الجنينية الكبيرة القريبة من البيت، و حضرت له شنطته اللي عادة بيكون فيها غيارات و رضعات..
و قبل ما انزل لقيت حماتي طالعة وهي متنرفزة جدا و بتمنعني انزل بالولد و قالت لي:
“انتِ بتهربي بحفيدي.. أنا هتصل بابني حالا ييجي علشان يمنعك”
قلت لها:” إيه التفكير الغريب ده! ههرب به فين و ليه؟”
قالت لي:” هتهربي على مصر.. و دي شنطة سفر”
قلت لها:” يا سلام الشنطة الصغيرة بتاعة الغيارات دي بتاعة سفر.. طيب بعد إذنك خليني انزل”
وقفت لي على الباب و التليفون في ايدها و قالت لي:
“مش هخليكي تنزلي، و هكلم ابني و البوليس حالا”
طبعا تفكيرها غريب و يمكن كانت متخيلة إني هعمل اللي هي عملته زمان مع طليقها لما جريت بإبنها و راحت به من مدينة للتانية..
و استجمعت قواي وقلت لها:” على فكرة انتِ ضيفة هنا و لازم تحترميني.. ده أنا برضه صاحبة البيت، و بعد إذنك خليني انزل”
و هنا انفجرت و قالت لي:” صاحبة البيت! مفيش حد صاحب البيت غير ابني.. هو صاحب البيت”
ابتسمت و قلت لها:” يا ريته كان كده لكن مش هي دي الحقيقية.. و بعد إذنك عديني لأنك سدالي الباب”
قالت لي:” أنا هسيبك تنزلي.. بس ثقي في كلامي ابني مش هيسيبك، و انا هكلمه و هجيبه منين ما راح”
قلت لها:” انا هبعتله رسالة متقلقيش”
و نزلت و أنا متضايقة منها و منه جدا و خدت ابني في ال (سترولر) و الشنطة على ظهري و لقيت رجلي مودياني ناحية الكافية اللي على أول الشارع.. الكافية الإيطالي اللي أتعرفت فيه على روميو أول مرة..
و بعت له رسالة قلت له فيها:
“أنا مش هرجع البيت إلا لما تدبر لوالدتك سكن تاني.. الحياة تستحيل معاها تحت سقف واحد.. و يفضل كمان انك تكون معاها لأني حقيقي مش عايزة أعيش معاك و لا ثانية واحدة.. أرجوك حقق لي طلبي”
و قعدت في الكافية و حكيت شوية القصة للست الإيطالية اللي كانت شغالة و كانت متعاطفة معايا جدا و قالت لي:
“أنا في حاجات كتير كنت بلاحظها في علاقتكم مكنتش عجباني، و بصراحة الجوازة دي مكانتش متكافئة بالمرة”
و قعدت أعيط شوية و هي تطبطب علي و قالت لي:
“طيب و ناوية تروحي فين؟”
قلت لها:” مش عارفة.. أنا معايا شوية فلوس هروح اقعد في أي فندق صغير”
قالت لي:” و ليه فندق روحي دوري على (شيلتر) – أو ملجأ للسيدات”
كانت أول مره اسمع الكلمة دي و حسيتها تقيلة جدا و قلت لها:” و ليه ملجأ؟ و إزاي جت في دماغك الفكرة دي؟”
قالت لي:” ستات كتير زي اللي بيمروا بظروفك كده و ما يكونش عندهم أهل هنا لما بيحصل حاجة و بتكون خايفة من رد فعل جوزها بتروح على ملجأ بيكون مخصص للسيدات، و بيكون فيه رعاية و كمان أمان جدا لان فيه حراسة”
معجبتنيش الفكرة و قلت لها:
“لا أنا معايا فلوس هقعد كم يوم في فندق لحد ما جوزي يدبر سكن له هو والدته”
و قبل ما اطلع علشان اخذ الترام لقيت (أبو أبني) جاي و الشرار في عينيه لدرجة انه كان لابس لبس البيت و شبشب الحمام، و بيجري علي ومسكني من دراعي قدام كل اللي في الكافية و قال لي:
“انتِ عايزاني اطرد أمي!!.. عموما امشي قدامي أنا لي كلام معاكي”
قلت له:” الكلام معاك خلص أنا رايحة فندق لحد انت ووالدتك ما تدبروا سكن”
قال لي:” طيب هاتي ابني، و لا انتِ عايزة تسرقيه”
قلت له:” ده ابني عنده 3 شهور و مش هديه حد”
و بمنتهى العصبية قال لي، و قدام كل اللي في الكافية بما فيهم الست اللي بتشتغل و اللي كانت فاهمة كل كلامنا لأنه كان بيكلمني بالإيطالي و هي إيطالية و قال لي:
“لو ما رجعتيش البيت أنا هجيبلك البوليس و أقولهم خطفت ابنى”
رديت عليه بقوة و قلت له:” انت أخر واحد تفكر تجيب البوليس.. انت ناسي انك قاعد مخالف!”
و طلعت صاحبة الكافية وكانت ست تانية من أصول (أوروبا الشرقية)، و طردتنا من الكافية و قالت لنا:
“أنا مش عايزة زعيق و خناق هنا.. أتفضلوا اطلعوا بره”
لكن الست الإيطالية اللي بتشتغل طلعت ورانا وما سبتنيش و كانت خايفة علي جدا، و زعقت له و قالت له:
“انت بتعامل معاها كده ليه؟! أنا بقى اللي هقف لك”
و بدأ يشتمها بأبشع الكلام.. أما أنا فبصلي و قال لي:
“ لو ما رجعتيش معايا انا هقتلك.. فاهمة يعني إيه هقتلك”
كنا في الشارع على الرصيف بين الكافية اللي طردنا و كافية تاني بعده..
و مشي روميو اللي ما بقاش روميو خلاص، و من ساعتها بقيت شايفاه (الأشكيف المخيف)..
و فضلت واقفة مش عارفة اعمل إيه، و كانت الست الإيطالية واقفة معايا بتفكر في خطة نعملها.. و قبل ما اتصل بأوبر لقيته راجع بس المرة دي معاه امه، و كان مشهد تقشعر له الأبدان..
هجم على عربية الأطفال و حاول يطلع الولد منها، وأنا بغريزة الأمومة حاولت اغطي بجسمي على الولد علشان ما يطلعهوش من العربية… كان كل خوفي انه يقع منه و يجراله حاجة..
و انقض علي زي حيوان مفترس وبدأ يعض في دراعي من ناحية، و حماتي جت من الناحية التانية و بدأت تشتمني بأبشع الكلام.. حسيتها هي كمان حيوان مفترس، لكنها كانت بتنهشني بلسانها..
وقتها أتجمدت في مكاني و دموعي وقفت تماما و كان كل همي إني أحمي ابني، و خليته يعضني لفترة مش فاكرة قد ايه .. كل اللي فاكراه إنها كانت فترة طويلة جدا، و حسيت إن الوقت وقف تماما..
كان بيعضني بشكل هستيري و في الشارع وقدام كل الناس و محدش عارف يقرب له، لكن الناس اتصلت بالبوليس علشان يجي يتصرف في الموقف الغير ادمي ده..
أما حماتي محدش كان فاهمها غير الست الإيطالية و أكيد كانت خجلانة جدا من بشاعة الكلام اللي كانت بتقوله لي..
كانت لحظة صعبة علي جدا و مؤلمة نفسيا و بدنيا.. لكن صدمتي كانت كبيرة جدا و يمكن من كتر الصدمة مكنتش حاسة بألم العضة اللي بعد كده اتفاجأت من شكلها..
كنت حساه بيعض قلبي، و بيعض أحلامي، و بمنتهى الشراسة عض الدراع اللي أتمد له..
و تجمدت في مكاني في مشهد مؤلم لجوزي اللي كنت حاطة عليه أمال و أحلام كبيرة، و اللي استحملت معاه أيام صعبة و عيشة أصعب وهو بيعضني في الشارع و الناس ملمومة حوالينا، و امه من الناحية التانية و هي بتسيء لي بأبشع الكلام..
و انتظرنا كلنا البوليس اللي هيجي يخلص الغزالة من الأنياب المفترسة اللي انغرست في قلبها و جسمها..
يا ترى البوليس هيعمل إيه؟
المزيد
1