و ساعدتني الموظفة جدا و قالت لي:”ابعدي عن الأماكن العادية، وركزي على كل ما هو مكتوب عليه كو-أوب ”
كانت (كو-اوب) دي مقصود بها تعاونيات و فعلا هي النوع الأفضل في سكن الحكومة..
و فهمت ان مثلا بيت الأشباح اللي انا فيه مش (كو-اوب) و بالتالي له إدارة تانية خالص وهي إدارة (تي سي اتش سي- TCHC)، أما التعاونيات فهي تحت إدارة(سي اتش اف تي CHFT)، ودي اقوى و بتهتم بمعايير السكن بشكل أفضل..
و فعلا ركزت اني اختار 10 اختيارات كلهم (كو أوب) بس مكنتش عارفة الاقي في المنطقة اللي انا لسه ما بعدتش عنها بشكل كبير.. حتى وأنا في بيت الاشباح كنت لسه على حدودها، وهنا فهمت انه خلاص لازم افكر اني اجلا ام عاجلا هطلع من الحي كله..
و ساعدتني الموظفة جدا و قالت لي:”ابعدي عن الأماكن العادية، وركزي على كل ما هو مكتوب عليه كو-أوب ”
كانت (كو-اوب) دي مقصود بها تعاونيات و فعلا هي النوع الأفضل في سكن الحكومة..
و فهمت ان مثلا بيت الأشباح اللي انا فيه مش (كو-اوب) و بالتالي له إدارة تانية خالص وهي إدارة (تي سي اتش سي- TCHC)، أما التعاونيات فهي تحت إدارة(سي اتش اف تي CHFT)، ودي اقوى و بتهتم بمعايير السكن بشكل أفضل..
و فعلا ركزت اني اختار 10 اختيارات كلهم (كو أوب) بس مكنتش عارفة الاقي في المنطقة اللي انا لسه ما بعدتش عنها بشكل كبير.. حتى وأنا في بيت الاشباح كنت لسه على حدودها، وهنا فهمت انه خلاص لازم افكر اني اجلا ام عاجلا هطلع من الحي كله..
و لاني كنت لسه واخده على فكرة اني اخد الترام كم محطة واكون في منطقتي القديمة.. فكانت لسه فكرة اني في نفس المكان مسيطرة علي، و دي كانت من جوايا حاجة حباها جدا، لكن مع الوقت فهمت ان الانسان لازم يكون مرن، واهم حاجة انه يبقى مستقر في سكن علشان يقدر يركز في حياته..
و بكده كل المطلوب مني الإنتظار فيما يخص سكن الحكومة اللي اتقدم على انه طلب (أولوية) مش عادي، و ده على حسب حظ كل واحد .. بس في الغالب بييجي في اقل من سنه، وأحيانا شهور قليلة..
أما بيت الاشباح كنت بحاول ابعد فيه عن أي مشاكل حتى لو كانت حواليا، وكانت علاقتي بجارتي التركية كويسة إلى حد ما، وكفاية إنها الجارة الوحيدة اللي كان لي كلام معاها..
اما الفيران فكانت مشكلة مستمرة، و بالرغم من أن اللزقة كانت في كل مكان، الا اني كنت بلمحهم، و كمان بسمع صوتهم بالليل من و انا في اوضتي فوق بعد ما بيدخلو المطبخ و يحتلوه..
و حاولت اخصص ميزانية صائد الفئران علشان ييجي كل شهرين يشيل جثث الموتى و يحط لزقة جديدة ..خصوصا ان الانتاج مستمر بسبب الفارة اللي بتولد..
وبدأت طبعا تظهر لي مشكلة تانية في البيت و هي الغسيل لان مكانش فيه غسالة، و هنا كان لازم افكر.. اشتري غسالة؟ ولا ادور على مغسلة؟
و استقريت على فكرة اني اتحامل على نفسي و اغسل في مغسلة بره، و التجربة حقيقي كانت صعبة جدا خصوصا مع بيبي صغير، و بعد كده مع دخول الشتاء..
و بالنسبة للجانب المشرق فكان جانب كبير جدا.. و هو إني مع بداية نوفمبر و هو شهري المفضل و دايما شهر ملهم بالنسبة لي كانت بداية برنامج تدريب البيزنس اللي يستمر لمدة شهرين كاملين و بسببه ابني هيروح الحضانة، ودول رسميا أخر شهرين لي في اجازة الامومة..
و بدأت بالحضانة و كانت حضانة منزلية صاحبتها ست برازيلية لطيفة جدا دمها مصري و وشها بشوش .. و طبعا اتصاحبنا من أول نظرة..
و سيبت ابني اول يوم عندها و كان يوم 2 نوفمبر، وسبتلها استيكر عليه رقم 7 احتفالا بإنه تم 7 شهور..
و كانت اول مره اسيبه في حضانة علشان اروح ابدأ برنامج تدريبي يوم كامل.. و هنا و انا سايباه قعدت اعيط و قلبي وجعني عليه جدا .. لدرجة اني قعدت ابص عليه من وراء شباك البيت شوية لحد ما دموعي وقفت، وعرفت امشي..
كنت حاسة ان حاجة كبيرة هتكون ناقصاني، و حسيت من التاريخ ده إن فعلا إجازة الأمومة خلصت..
و طبعا كأم بترضع طفل صغير رضاعة طبيعية مع صناعية حتى لو الصناعية هي الأساس.. إلا أن الحتة دي وجعتني جدا، وأثرت على البيبي كمان اللي بعدها بأيام قليلة فطم نفسه من الرضاعة الطبيعية و بقى بياخد الببرونة فقط..
و ده يمكن تاني حبل بيتقطع بين الأم وطفلها بعد الحبل السري.. و قعدت اتمعن شوية في الحبال اللي بينا و بين أطفالنا لقيتها كتير، لكن بتفضل تتقطع واحد وراء التاني على حسب المرحلة.. لأن ده حال الدنيا..
أولها الحبل السري، بعدين الرضاعة، بعدين بيقل ارتباطهم بينا مع الوقت و يستبدلونا بأصحابهم، و في الأخر أزواج وأطفال..
و برغم اني لسه بقول يا هادي مع ابني إلا اني شايفة الصورة دي لأنها سنة الحياة، وعارفة انه في يوم مهما كان ابني قريب هيكون وجودي في حياته ثانوي مش اساسي.. و دي حقيقة لا يمكن اكون غافلة عنها..
و رجوعا للحياة العملية و بداية صفحة جديدة من حياتي علشان استبدل بها الحياة الوظيفية اللي لازم اقر فيها قرار كمان شهرين .. رحت المركز و اللي بقى بالنسبة لي زي بيتي .. المركز ده ساعدني باخصائية إجتماعية، و دلوقتي فرصة إني أبدأ اخطط لمرحلة جديدة من حياتي و هي مرحلة البيزنس..
كنت متحمسة جدا و انا داخلة وكلي أمل، وتفاؤل، ونشاط ..
و دخلت القاعة لقيت ناس كتير و اعمارهم متفاوتة و جنسياتهم كمان.. لكن معظمهم هينسحب من أول اسبوع و هيفضل بس 3 غيري هم اللي هيكملوا البرنامج، أو بمعنى أصح هيقعدوا أطول فترة ممكنة..
وجه المحاضر و كان شاب تركي و كان شكله مهذب جدا بس باين عليه الخجل، و استغربت الصفة دي فيه وهو مدرس البيزنس.. البيزنس اللي اهم صفة فيه و هي الجرأة ..
و بالرغم اني من الناس اللي بتكون انطباعات أولى بسرعة، واحيانا بتكون قاسية إلا أنها في معظم الوقت بتكون صح ..
أما الزملاء فكانوا:
شابة من فنزويلا مدرسة سباحة و جاية بفكرة أنها تعمل مدرسة لتعليم السباحة للأطفال
شابة من فنزويلا مصممة اكسسورات و عايزة تعمل براند خاص بها
شاب روسي عايز يفتح كافيه
و انا .. مصرية و عايزة ابيع ملايات العامرية و اوزعها على المحلات
و من أول ما اخدنا اماكنا في القاعة كنت حاسة ان البنتين مندمجين مع بعض جدا بحكم انهم كانوا بيتكلموا اسباني، لكن واحدة منهم كان الانجليزي بتاعها ممتاز .. بس برضه حسيتهم فيهم خجل و مش مدردحين كده..
أما الشاب فكانت شخصيته قريبة مني جدا، وكان دمه خفيف، وعنده كاريزما عالية جدا.. كمان كان مصنع للأفكار.. وهنا اتقابلنا ..
كنت مبركزش بصراحة في شكله، و لا هيئته لحد ما جه قعد جنبي و قال لي:
“يضايقك لو قعدت هنا؟”
قلت له:” لا يضايقني ليه.. هو أنا صاحبة القاعة!”
لقيته قعد يضحك مع اني ما قلتش حاجة تضحك للدرجة و على ضحكه ضحكت..
كان فعلا لطيف و فيه روح و مدردح عن الجروب الخجول ده بما فيهم المدرس..
و لقيته تاني يوم جايبلي قهوة من (ستاربكس) و بيقول لي:” أنا عازمك على قهوة معايا.. عندي احساس انك بتحبي القهوه”
و كان الاخ لماح جدا، وفعلا انا من عشاق القهوة.. و غصب عني لما قعد جنب بصيت عليه و لقيته:
شاب في اوائل الثلاثينات ووسيم جدا.. يشبه حقيقي لممثلين هوليود .. شعره الاصفر الناعم الطويل، و عيونه الزرقاء، و ملامحه المميزة جدا .. ده غير طوله و شياكته.. و بمنتهى التلقائية قلت له:
“على فكرة انت تنفع ممثل أو موديل.. فيك كل المقومات..”
قال لي:” انا فعلا عملت كم اعلان بس مش دي دماغي .. انا نفسي اعمل كافيه”.
و على قد ما كان شيء كويس جدا اني الاقي حد طموح و جريء زي، بس كمان كنت حابة ادخل البنتين التانيين معانا علشان نكون جروب قوي و نستفيد من افكار بعض..
و فعلا هكون انا زعيمة الجروب ده، وهكون دايما صاحبة الافكار و الدينمو اللي يلهمهم بما فيهم المدرس..
أما المدرس فكانت طريقته في التدريس مش عجباني.. كان معتمد على أنه يفرجنا على فيديوهات، و بعدين يعلق عليها..
لكن كان يفتقر للجانب العملي لأنه ما دارش بيزنس بنفسه في كندا، و بالتالي مهما كان عنده شهادات صعب انه يرسم لك الطريق اللي هتمشي عليه ما دام هو مجربش الطريق ده قبلك..
و بدأ يكون عندنا واجب نعمل له و بعدين نناقشه و كله بيدور حوالين تقييم الأفكار.. اللي طبعا مش لازم الواحد تكون عنده فكرة واحدة في الاول، ومش شرط تكون هي الفكرة الناجحة..
و حاولت افكر في اكتر من فكرة وما احطش البيض كله في سلة واحدة.. و ده اللي هيظهر لي بعدين، و يكون سبب من استمراري في البيزنس لحد دلوقتي..
و مع كل الأحداث دي كان فيه حدث مهم ماينفعش انساه ابدا و خلاص جه ميعاده.. يا ترى إيه هو الحدث ده؟ و إيه المحطة الجاية في رحلتي مع الأمومة؟
المزيد
1