و رحت المقابلة و استعدت لها جدا و لبست البدلة السوداء اللي عندي و تحتها بلوزة شيك..كنت رايحة واثقة في نفسي جدا و سعيدة ان المشرف رشحني لوظيفة إدارية أعلى بكتير من اللي كنت بعمله في الشركة السابقة، و فيها جزء تنفيذي كبير..كانت خاصة بإدارة الحالات و الملفات اللي موجودة في دول مجلس التعاون.. و بالأخص الإمارات..
كنت حاسة ان عندي مقومات الوظيفة، و كمان سنة كاملة خبرة في مجال التأمين في كندا و ده اداني ثقة زيادة..
و قابلت اتنين مديرين، ومديرة من الموارد البشرية.. و خلصت المقابلة بعد ساعة بالظبط..
و ردوا علي تاني يوم و قالوا لي:
و رحت المقابلة و استعدت لها جدا و لبست البدلة السوداء اللي عندي و تحتها بلوزة شيك..كنت رايحة واثقة في نفسي جدا و سعيدة ان المشرف رشحني لوظيفة إدارية أعلى بكتير من اللي كنت بعمله في الشركة السابقة، و فيها جزء تنفيذي كبير..كانت خاصة بإدارة الحالات و الملفات اللي موجودة في دول مجلس التعاون.. و بالأخص الإمارات..
كنت حاسة ان عندي مقومات الوظيفة، و كمان سنة كاملة خبرة في مجال التأمين في كندا و ده اداني ثقة زيادة..
و قابلت اتنين مديرين، ومديرة من الموارد البشرية.. و خلصت المقابلة بعد ساعة بالظبط..
و ردوا علي تاني يوم و قالوا لي:
“احنا مش شايفينك في الوظيفة دي، لكن ممكن تقدمي على خدمة عملاء افضل .. هتناسب خبرتك اكتر”
و ما كان مني إلا اني رديت على الإيميل بإيميل حاد جدا و قلت:
“مش انتم اللي تحددوا اقدم في ايه و ما اقدمش في ايه.. انا لا عايزة خدمة عملاء، و لا حاجة منكم، ولو انتم شايفيني في مكان معين انا شايفة نفسي في مكان تاني خالص، و مش هسمع نصيحة حد، و خدمة العملاء دي خلاص مبقتش لي”
طبعا لو كان حد منهم قدامي كنت لطشته ألمين مع الكلام الحلو ده، لكن كويس انه كان بالايميل بس..
و اتأكدت ان سكة الوظيفة دي مش لي و هكمل في البيزنس رغما عن أنف الظروف، وعن انف اي حاجة، وأي حد..حتى لو كنت انا شخصيا..
و فعلا بكل قوة أكدت حضوري لبرنامج Access اللي هيبدأ كمان ايام معدودة.. اما الفلوس فكنت بدأت استلم فلوس ال OW العادية لحد ما يخلص شهر فبراير و اقدم على البرنامج اللي تبع البلدية و من بعدها اتخرج و اسجل البيزنس و اقدم على دعم مختلف..
في الوقت ده كنت قدمت لابني على شهادة ميلاده المصرية عن طريق القنصلية في مونتريال و اللي بتنجز معاملات سكان تورنتو بالبريد.. و بعد 6 شهور من التقديم انتهوا من الشهادة، و اللي طلعت بأسم مختلف عن شهادة ميلاده الكندية لأن القانون المصري يمنع أن الطفل يكون شايل لقب الأب والأم معا.. و بشكل استثنائي طلعوا اسمه ثلاثي و طبعا ملحق بالأسم الأول و لقب عيلة ابوه فقط ..
كلمني الموظف بنفسه، و اللي حقيقي اشهد لهم بحسن المعاملة والاهتمام الكبير بمصالح و أوراق المواطنين المصريين و قال لي:
“الشهادة خلصت.. تحبي نبعتها لك إزاي؟”
في الوقت ده كان صديقي من الاثنين شباب اللي شهدوا على عقد جوازي من روميو وقت ما كنا في مونتريال نازل تورنتو.. كلمته و طلبت منه انه يجيب لي الشهادة واعزمه كمان على اكلة سمك، و اعزم صديقتي الفنزويلية، و اعمل حفلة صغيرة اعبر فيها عن سعادتي بأن ابنى بقى عنده شهادة ميلاد مصرية.. يعني جنسية مصرية..
وحقيقي كنت فرحانة من غير اي مشاعر مزيفة او ادعاء زي ما ناس كتير بتكون شايفة ان المهاجر ده مش من حقه حتى يقول كلمتين حلوين او يعبر عن حبه بأي طريقه لبلده الأم..
و هنا عملت حاجة بينت لي وجهة النظر دي في أوضح صورها.. خدت صورة لي و لأبني و ورايا علم مصر و انا شايلة شهادة الميلاد و سعيدة بها و نزلتها على جروب من جروبات المصريين في كندا على الفيس بوك، و كان الرد على الصورة صادم و مبالغ فيه جدا..
وقتها اضطر الادمن انه يقفل التعليقات و لقى انه في اقل من ساعتين وصلت التعليقات لرقم مبالغ فيه.. و بالرغم من أن قلة قليلة كانت بتدافع عن الصورة و عن انها صورة عادية بشارك بها لحظة ان ابني اللي اتولد كندي بقى مصري… الا ان ناس كتير كانت شايفة غير كده..
كان معظم الناس اللي علقت بشكل سلبي مصريين بيحاولوا ييجوا كندا، و بالتالي انا فاهمه الضغط النفسي اللي هم فيه، لكن تعليقاتهم كانت جارحة جدا..
واتقسمت التعليقات إلى مجموعات من الإهانة..
منها تعليقات بتطالب اني ارجع مصر انا و ابني و نرجع ناخد التموين بدل ما احنا وطنيين اوي كده
تعليقات بتسبني و تتهمني بالسفه والجنون لأني ضيعت مستقبل الولد
تعليقات بتهدد انها هتبعت للحكومة الكندية تطالب منها انها تسقط من علي الجنسية(هم كانوا فاهمين اني معايا الجنسية مثلا).. او حتى الإقامة الدائمة لأن ولائي الاول مش لكند،ا و من كلامي واضح اني بحب مصر..
طبعا تعليقات صادمة، و رد فعل مرعب، و كلام مشين جدا..
لكن سيبت الصورة، و التعليقات للزمن، و مرضتش اشيلها ابدا..
و برغم كل الكلام السيء ده موقفي ما اتغيرش لأني فعلا كنت سعيدة اني منحت ابني الجنسية المصرية بالرغم من زواجي من اجنبي، و ده كان في فترة من الفترات ممنوع في مصر، لكن القانون اتعدل و اصبح ممكن التجنس من ناحية الأم وليس شرطا ان يكون الاب مصري الجنسية..
و صورتني صديقتي الفنزويلية و شغلت النشيد الوطني المصري و غنيت لابني.. بس طبعا ما رفعتش الفيديو ده على الجروب و اكتفيت بالصورة فقط..
كانت أول مرة اغني النشيد الوطني من سنين كتير.. يمكن من ايام المدرسة، و بدأت اغني و ابص للبيبي بعيون كلها حب له، و لمصر، و لكندا اللي اكيد لها فضل علي.. أما حب بلدي مش ممكن يختفي، و لا يغيب لمجرد اني بعدت ..
و غنيت، وغنى صديقي المصري، و حاولت الفنزويلية تقول معانا لأني كتبت الكلمات بحروف انجليزية، و تحولت غرفة المعيشة الصغيرة لصالة احتفال مصرية، و غنينا النشيد الوطني اللي كلماته فعلا معبرة جدا و قلنا:
بلادى بلادى بلادى — لكِ حبى و فؤادى
مصر يا أم البلاد — أنتِ غايتى والمراد
وعلى كل العباد — كم لنيلك من أيادى
و فعلا مصر هي بلادي بلادي..و ايه بس اللي ممكن يغير الحقيقة دي! ليه المهاجر يتبص له على أنه شخص معندوش ولاء، و لا هوية ولا انتماء؟!.. يعني انا بحكم تعاملي و اندماجي مع جنسيات كتير جدا ملقتش اي حد بيستعر من أصله.. أو هويته من المهاجرين، بل بالعكس بيفتخروا جدا بأصلهم، و انا كمصرية مفتخرة جدا بأصلي و هويتي، و ده ما يعبنيش، و لا يقلل مني بل بالعكس يزود من قيمتي حتى كمهاجرة، و خصوصا لو قدرت اسيب بصمه في المجتمع الكندي.. او بمعنى اخر اكون زي ما بحلم.. قصة نجاح..
و خلص الاحتفال، و مشيوا الاصدقاء، و فضلت انا و ابني لوحدنا في البيت الكبير المرعب..
و طلعت اوضة مكتبي، و بدأت أكتب الفكرة الجديدة اللي هدخل بها برنامج Access للبيزنس..
يا ترى ايه في الفكرة الجديدة؟ و هل هقابل ناس جديدة في البرنامج؟
المزيد
1