اقترحت علي صديقتي الجديدة صاحبة جروب الواتس اب فكرة بيعملها بعض الناس وهم نازلين من كندا على مصر.. و كانت:
“اني اخد حاجات الناس اللي عايزة تنزلها مصر، و احاسبهم بالكيلو لو عندي لسه وزن”
و استغربت جدا من الفكرة، و قلت لها:”معقولة! هو في كده!”
قالت لي:” طبعا، و انا نفسي عملت كده اكتر من مره”
اقترحت علي صديقتي الجديدة صاحبة جروب الواتس اب فكرة بيعملها بعض الناس وهم نازلين من كندا على مصر.. و كانت:
“اني اخد حاجات الناس اللي عايزة تنزلها مصر، و احاسبهم بالكيلو لو عندي لسه وزن”
و استغربت جدا من الفكرة، و قلت لها:”معقولة! هو في كده!”
قالت لي:” طبعا، و انا نفسي عملت كده اكتر من مره”
و عرفتني على جروب عالفيس بوك، و عملت اعلان.. و في نفس اليوم جالي رسايل كتير جدا..
عرفت منهم ان الكيلو توصيله ب 11 دولار .. لكن لاحظت ان في ناس كتير عايزة تاخد الشنطة كاملة، أو بمعنى أخر ال 23 كيلو كاملين، و دول اللي انا عرضتهم على الفيس بوك
بس خدت بالي ان معظمهم تجار ملابس، او مستحضرات تجميل .. و دي مكانتش مشكلة بالنسبة لي، بس فهمت ان ده ممكن يحطني في مشاكل كتيرة في الجمارك، و بصراحة الموضوع مش مستاهل ابدا الدوشة دي لو حسبناها الورقة و القلم
و حاولت اخلي الناس من اسكندرية، لكن في ناس اصرت و استأذنتني في توصيل للقاهرة.. و كانوا اثنين
الاولى تاجرة مستحضرات تجميل، و الكويس انها مخدتش وزن كبير مني و ده افضل لان فكرة اني انزل ب 23 كيلو مستحضرات تجميل صعب جدا بصراحة، و لازم هدفع عليهم جمارك في مصر، و اكتفينا ب 7 كيلو
أما الثانية فكانت صديقتي اللي اقترحت علي الفكرة، و مكانتش تاجرة هي بس كانت عايزة تبعت شوية هدايا لمصر، و كانت حاجتها ما زيدش برضه عن ال 7 كيلو
و وزعت بقية الوزن على الناس بحيث اني ارضي أكبر عدد ممكن من الناس العادية مش فئة التجار
و اتفاجأت بناس من محافظات كتير اللي من الشرقية، و اللي حتى من الصعيد
و بصراحة مرضتش اقول لهم لا، و خدت منهم كلهم الحاجة
و بقت معايا شنطة زيادة فيها حاجات هوصلها معايا على السكة لكل محافظات الوجه القبلي و البحري
و لقيت رسالة من واحدة بتطلب اني اوصل لها لاب توب لمصر، بس ده معناه انى ما اخدتش اللاب توب بتاعي، وده عطلني جدا عن حاجات كتير
و اخيرا شنطة ايدي عرضتها بس للخير، و قلت:
“انا نازلة كمان يومين على مصر و اللي عايز يبعت معايا اي مستند مهم لمصر هوصله معايا عالسكة بدون مقابل”
و اتملت شنطتي بالمستندات، و بقيت عاملة زي موظفة القنصلية المصرية او اللي بيسموها البعثة المصرية و هي محملة بالأوراق والمستندات الخاصة بالمواطنين المصريين..
بصراحة الموضوع ده بالنسبة لي عيوبه كانت كتير جدا من اهمها انه زود توتري قبل السفر.. والحاجة التانية انى ما اخدتش كل اللي نفسي فيه معايا و انا نازلة مصر و كل ده ليه علشان مبلغ 250 دولار بصراحة .. مش مستاهلة ..الا بس موضوع المستندات ده بس اللي حسيت اني ممكن اعمله دايما لأنه عمل خير، و مش هاخد عليه مقابل.. اما الوزن فانا محتاجاه ..و اللاب توب بتاعي اكيد محتاجة انزل به.. و اهو محدش بيتعلم ببلاش
و أصبحت الشنط 3 : شنطة فيها هدومي انا و ابني، و شنطة للهدايا اللي جايباها للعيلة، و شنطة التوصيل الخاصة بالمهاجرين المصريين في كندا..
و جه يوم السفر و اللي كان علقة بجميع المقاييس
كان أول يوم في ديسمبر وكان ابني عمره بالظبط سنه و 8 شهور
و لأنه ولد شقي جدا و كثير الحركة، فوراني النجوم في عز الضهر
من اول ما دخلنا المطار و هو عايز يجري في كل حتة، و للاسف من كتر لخبطتي و توتري مخدتش ال stroller ليه و اللي من حقي اني اطلبه من مكتب الطيران نفسه اول ما بدخل و اوزن الشنط
و بعد عناء الانتظار معاه، وقفنا في طابور علشان ندخل الطيارة و مش عارفة ليه اتوتر جدا.. يمكن لاني كنت حاطاه في الحمالة بتاعتة علشان ما يجريش مني في كل حتة!!
لكن اتفاجأت انه خربشلي رقبتي، و كانت بتوجعني جدا، و اتفاجأت اكتر لما بعد كده شوفتها و لقيتها كلها دم..
طبعا بداية الرحلة معاه مش مبشرة بالمرة، و كنت بدعي ربنا انه حتى ينام علشان ارتاح شوية
و للأسف ما نمش ولا دقيقة طول الرحلة، و فضل يجري و انا اجري وراه جوه الطيارة،و كانت مأساة بكل المقاييس..
أما الوقت اللي كان لازم اقعده فيه، فكان هاري الناس اللي قدامنا ضرب و كانوا 3 رجالة… و اثنين منهم كانوا من غير شعر
و ماريو شغال على راسهم بيعزف سيمفونية، و انا بس عمالة اعتذر له،م و هم بيقولوا لي جملة واحدة:
“الله يكون في عونك”
وبعد هذا العناء الشديد جدا.. وصلت مصر.. و صلت و أنا منهكة القوى تماما..
و اتاخرت الشنط جدا، لكن جت بعد ساعة اخيرا
و خدت شنطي و الولد على صدري، وطلعت بعد رحلة من العذاب
و لقيت واحد مستنيني تبع الست بتاعة ال 7 كيلو مستحضرات تجميل، و قعدت افتح له الشنط بتاعتي كلها لاني كنت موزعة الحاجة دي بالذات على كل الشنط.. و بصراحة الموقف ده زادني توتر على توتري..
و لقيت عربية ماما و اخويا بعتوهالي تاخدني من المطار.. كانت بالنسبة لي العربية اللي نجدتني علشان احط البيبي، و الشنط، و انام شوية بعد العلقة الجوية اللي اخدتها..
وفعلا نمنا انا و ماريو نوما عميقا… ويمكن صوت شخيرنا كان مسلي السواق اكتر من صوت الاغاني..
و صحيت على صوت البحر، و بصيت لقيت نفسي في اسكندرية
و رجعت لي روحي في لحظة، و معاها ابتسامتي.. و مين ما يقدرش يبتسم للبحر و هو عارف بيضحك ليه!
بيضحك لانه شافني، و فرحان برجوعي.. تمام زي فرحتي به
و وصلت البيت عند اخويا، و نزلت الشنط، و دخلت الاوضة عند ماما انا و ماريو اللي كان كله طاقة و نشاط…
و عجبتني جدا شقة اخويا الجديدة اللي كان لسه ناقل لها، و عجبني اكتر ذوقه في اختيار عفشها الفاخر
و دخلت في (جيت لاج) خفيف عدى بعد يومين، و بدأت كمان اشوف صديقتي المقربة اللي عايشة في منطقة اخويا
و بدأت اشوف العيلة، و خصوصا اكتر اثنين قريبين من قلبي .. خالاتي اللي كانوا عايشين في الكويت
كنت بحس بدفا كبير في حضنهم، و كنت بحس معاهم انهم اكتر من خالاتي .. حقيقي كنت بشوف في كل واحدة منهم هم الاثنين أم حقيقية، و ثانية لي
اما ماما فكانت سعيدة جدا انها شايفاني في مصر و قالت لي:
“نورتي مصر”
قلت لها:” يا ماما.. انتِ عارفة دي اكتر جملة بحب اسمعها، و عموما مصر منورة باللي فيها”
قعدت ماما تشتكيلي شوية من الاوضاع العامة، و ان البلد مش زي زمان، واللي عايش فيها غير اللي مش عايش فيها.. و طبعا انا مستوعبة كلام ماما تماما، و مدياها الحق في ده.. و انا في الاخر زي ما هي بتقول زايرة، لكن لو رجعت و عشت فيها هعرف قيمة كندا”
و رديت على النقطة دي و قلت لها:” على فكرة انا عارفة قيمة كندا كويس من غير ما اسيبها، و على فكرة انا عمري ما كان عندي مشاعر سلبية ناحيتها، لكن ظروف حياتي فيها تحديات كتير.. و ده اللي بيخلي حالتي النفسية في المطلق مش مستقرة، لكن المكان ملوش ذنب بالعكس تماما.. انا مقدرش انكر ابدا ان كندا طورت من شخصيتي جدا و من طريقة تفكيري، و الاهم اني فعلا بقى عندي خبرة مختلفة يمكن دي اللي كانوا بيسألوني عنها من اول ما وصلت و اكتسبتها مع الوقت.. أما تورنتو فمدينتي المفضلة، و حبي لها كبير جدا، و حقيقي كل ما بفتكرها بفتكرها و انا كلي حب لها.. يعني تقدري تقولي انها مدينة احلامي . احلامي القابلة للتحقيق.. حلم حقيقي مرئي و مسموع، مش حلم طلع سراب زي أيام دبي”
و ابتسمت ماما و قالت لي:” ماشي يا فيلسوفة عصرك”
و عدى اسبوع بين الفسح، و بين الأهل و الأصدقاء، و بين المهمة الثالثة اللي لفتت انتباه ماما و اخويا جدا
الناس اللي فضلت رايحة جاية تاخد حاجتها، و كأني تاجرة شنطة مثلا
واستغرب اخويا جدا من الفكرة و معجبتهوش تماما.. اما ماما فضلت تقولي :” ايه ده الناس يقولوا علينا ايه في العمارة.. كل شوية حد طالع عندهم و نازل بشنطة”
اما انا قعدت اضحك و افتكرت محمد سعد في فيلم بوحه لما كان قاعد عند واحد حرامي، و كل شوية حد ييجي يسيب عنده صندوق و هو رايح جاي على الباب، وتخيلت نفسي انا بوحة….
و خلصت تسليم كل الشنط، و اخدت عهد على نفسي اني ما اعملش كده تاني الا لو بس موضوع الأوراق المهمة لأنه خير و بدون مقابل.. حتى لو بقيت بوحة في نفسي ..
و قرب وقت المعرض الغذائي في القاهرة.. يا ترى كان اسمه ايه؟ وعملت ايه فيه؟
المزيد
1