كان تصوري أن شركة جونسون اند جونسون قريبة لي، بس طلعت قريبة جدا من شركة التأمين، لكن مرتبها كان تقريبا مره و نص، و بالتالي تستحق إن الواحد يغير و يروحها. كمان طبيعة الوظيفة مختلفة تماما عن خدمة العملاء.
و رحت و أنا مستعدة جدا و حاطة أمال كبيرة على الوظيفة..
و فعلا عملت المقابلة مع أثنين، واستمرت لساعة ومشيت وكنت واثقة انهم هيبعتولي قريب..
كان العد التنازلي لميعاد رخصة السواقة بتاعتي قرب، وطبعا جه في وقته لان مسافة الشغل في كلا الحالتين هتكون دايما بعيدة عن البيت.
أما روميو فحصلتله حاجة غريبة جدا، وهي إن الرجل اللي بيشتغل معاه في البناء فص ملح و داب، ومادفعلوش فلوسه و جالي روميو و قالي:
“الرجل اختفى، بس أنا هفضل وراه لحد ما أجيب الفلوس ومن بكره هنزل أدور على شغل”
بصراحة قلبي وقع في رجلي وتخيلت لو روميو و النيجيري ما دفعوش يبقى طبعا أنا اللي هدفع كل مرتبي، وبعدين مش هنلاقي لا ناكل و لا نشرب و نقعد بقى نشحت في الشارع..
حاولت ما اركزش و قولت لروميو:”خليك وراه آه و دور وأنا كمان هدورلك”
و فعلا كنت بتكلم مع المشرف بتاعي اللي كان قالي قبل كده انه يعرف ناس شغالين في مجال البناء، ورحتله وما اتكسفتش إني أسأله على وظيفة لروميو. وفعلا كلمله حد في نفس المجال و قالي:
“يقدر يتصل بالرجل ده دايما عنده شغل و بيدفع اليوم بيومه” و أداني الرقم.
فرحت و قولت لروميو عليه و قالي:
“أشكرك يا روزة تعبك معايا”
أما النيجيري فكان بيحاول ييجي بعد ما بنكون نمنا، ويكون قافل على نفسه الأوضة، وبدأ يستخبى مننا. طبعا باينه انه بيتهرب ..
لحد ما لمحته. وهنا وقفتله، وكان نفسي اكعبله على وشه، وقولتله:
“اسمع. انت طبعا ما معكش فلوس.. اعمل حسابك تدفع اللي عليك و تمشي أخر الأسبوع”
و بمكره المعتاد قالي:”حاضر” لكن كان تحت السواهي دواهي..
و كانت من الحاجات اللي فتحت نفسي شوية في الفترة دي، إن مكان شغلي نفسه بعتلي على مقابلة في (قسم تطوير الإعمال) تمام زي اللي كنت مقدمة عليه في (جونسون أند جونسون)، وكنت هقابل مساعد المديرة اللي كانت معايا في إيطاليا..
عملي مقابلة و بعد ما سألني و خد و أدى معايا في الكلام قالي:
“تمام.. هنرد عليكي قريب”
و بكده كنت حاسة إني فعلا بوسع دايرة بحثي، ومش قافلة على نفسي بالمرة..

لحد ما جه يوم 28 يوليو، وكان يوم حافل بأحداث كتير.أولها: انه كان يوم امتحان الرخصة بتاعي، وثانيها: أنه كان ميعاد كشفي عند دكتور العيلة و ده موضوع كبير عايزله قاعده بس خلينا نمشيها الدكتور هنا و خلاص لحد ما نيجي و نشوف إيه حكاية دكتور العيلة ده في كندا بصفة عامة.. و ثالثها: أنه اليوم اللي كان هيمشي فيه النيجيري.
و فعلا رحت الامتحان، وكانت اللي امتحتني هادية جدا، و طبعا كنت لوحدي و على عربية المدرب، يعني نظام مختلف تماما عن دبي.قالتي:”أطلعي” و سوقت شوبة على قدي، وبصراحة أنا كان عندي حالة رهبة من امتحانات السواقة خصوصا بعد تجربتي المريرة في دبي..
و لقيت اللي بتمتحني بتقولي:” يلا أطلعي على الهاي واي”
و أنا كنت طلعت مره واحدة مع المدرب و كنت هموت من الرعب، ولما قالتلي كده حسيت قلبي في رجلي و كنت مرعوبة بطريقة ما تتوصفش..
و طلعت وانا خايفة حتى أزود السرعة و دي اكتر حاجة غلط، وكنت مهزوزة جدا وخايفة امشي بين العربيات..
طبعا كان إرتباكي واضح جدا وبصتلي اللي بتمتحني وقالتلي:يلا يا بنتي نرجع المدرسة أحسن، ده أنا قلبي وقع في رجلي منك
و كان طبيعي جدا إني اسقط، بس هي قالتلي بمنتهى الهدوء:”ما مفيش مشكلة. انت ادخلي امتحان ال G2 لحد ما تاخدي على السواقة على الهاي واي..
و طبعا كان معاها حق، بس برضه كنت متضايقة جدا و مشيت و أنا بلعن في الرخصة وسنينها..
لما وصلت عند عيادة الدكتور كان حاجزلي ميعاد لكشف خاص بمعدل الخصوبة خصوصا إني كنت قولتله:
“انت عارف أنا عندي 34 سنه وما اتجوزتش قبل كده فمش عارفة هكون كبيرة كده على أني أجيب طفل و لا لأ؟”
قالي:” لازم كشف معدل خصوبة ده اللي هيحدد كل حاجة”
و فعلا رحت و لكن وانا بعمل الكشف و كان فيه موجات صوتيه لقيت فنية المعمل بتبص و كل شوية رايحة جاية على بطني كده بالجهاز و تقولي:
“أنا عندي خبر حلو وهقول لك عليه لأني متأكدة منه”
قولتلها:”إيه هو؟”
قالتلي:”إنت حامل”
ساعتها كنت بعيط من الفرحة، وعرفت إني حامل في 3 أسابيع على كلامها.. بس طبعا الدكتور عملي تحليل دم وفعلا أتأكد من الكلام ده..
كنت طايرة من السعادة وحسيت إن ربنا باعتلي هدية كبيرة جدا وحققلي حلم كبير عندي..
كنت فرحانة جدا و راجعة البيت وأنا طايرة وعندي بشره حلوة لروميو، لحد ما كلمني روميو و قالي:”ألحقي يا روزة،البوليس تحت البيت..”
يا ترى البوليس ده كان جاي لمين ؟ و ليه؟

8