و رحت على البنك و سحبت أخر فلوس عندي في حسابي، و طلعت على منفذ بيع شركة العامرية للغزل و النسيج علشان اشترى ملايات قطن تكون نواة مشروعي اللي بفكر إني اعمله و اجرب فيه بدل ما ارجع لشركة التأمين اللي بجميع المقاييس مش هرجعلها أبدا..
وفعلا اشتريت بكل الفلوس ملايات واطقم كتير.. بس الفكرة انهم كانوا تقال جدا و دي حاجة أنا وقعت فيها لأني كنت فاكرة إن البيبي له شنطتين، لكن في الواقع له شنطة واحدة فقط على الطيارة و بالتالي هدفع مبلغ كبير في المطار علشان اغطي مصاريف الشنطة التانية، و كانت غلطة مني و معملتش حسابها..
و رحت على البنك و سحبت أخر فلوس عندي في حسابي، و طلعت على منفذ بيع شركة العامرية للغزل و النسيج علشان اشترى ملايات قطن تكون نواة مشروعي اللي بفكر إني اعمله و اجرب فيه بدل ما ارجع لشركة التأمين اللي بجميع المقاييس مش هرجعلها أبدا..
وفعلا اشتريت بكل الفلوس ملايات واطقم كتير.. بس الفكرة انهم كانوا تقال جدا و دي حاجة أنا وقعت فيها لأني كنت فاكرة إن البيبي له شنطتين، لكن في الواقع له شنطة واحدة فقط على الطيارة و بالتالي هدفع مبلغ كبير في المطار علشان اغطي مصاريف الشنطة التانية، و كانت غلطة مني و معملتش حسابها..
وقفلت الشنطه و جت قعدت ماما جنبي وقالت لي:
“أنا مكنتش بشوفك بتكلمي جوزك خالص.. انتم متخاصمين؟”
قلت لها:” لا أبدا كنت بكلمه وأنا بره، و بصراحة ماكنتش بقولها الحقيقة.. أنا فعلا مكنتش بكلمه خالص، و كنت مرتاحة جدا منه..كنت حاسة إن دي فترة مهمة بالنسبة لي و قمت فيها بإعادة حساباتي كلها، و كنت واخدة قرار بس مارضتش أقول لحد عليه خالص و أولهم ماما لأني مش عارفة رد فعلها إيه.. كمان أنا بعيدة عنها، و مش عايزاها تقلق علي”
كنت بفكر في مواجهتي لروميو لما ارجع كندا و كنت متوترة جدا من اللقاء ده خصوصا إني مقررة خلاص قرار الانفصال، و كنت مستبعدة تماما حكاية المسدس اللي قالي عليها و قلت أكيد بيهزر.. مسدس إيه اللي بيقول عليه، هو بس بيخوفني..
و استعديت ليوم السفر و اللي هيكون من القاهرة و اضطربت طبعا امشي يوم 11 يوليو علشان اركب طيارة الفجر اللي توصل يوم 12 على تورنتو.. و ودعت ماما و اخويا و أسرته الجميلة .. و ركبت العربية، و بصيت على الكورنيش أخر مرة و غصب عني نزلت مني دمعتين، لكن حسيت إن البحر بيضحكلي ويقول لي:” أنا عارف انك راجعه تاني و أنا مستنيكي.. متتأخريش علي”
و مسحت الدمعتين و ابتسمت شفايفي للبحر حبيبي و ودعته و قلت له:” أكيد.. أنا مهما بعدت هرجعلك لأني بحبك جدا و أوعى تمل من انتظاري، و عموما أنت في قلبي فين ما رحت..”
و وصلت على المطار مع البيبي و وزنت الشنط، و طبعا وقعت في مشكلة الوزن و اضطريت ادفع فلوسها بالدولار و كانت خسارة مادية كبيرة..
وارتفعت الطيارة عن مصر، و وقع قلبي في رجليه و كنت خايفة جدا تمام زي ما كنت خايفة و أنا سايبة ماما و راجعة لروميو، و المرة دي و أنا سايبة بلدي اللي كنت حاسة فيها إحساس أمان افتقدته تماما مع الشريك الغير مناسب..
و وصلنا على تورنتو و كانت المفاجأة إن روميو جاي على المطار مع والدته علشان يستقبلونا.. و بدأ يتصل بي ولا 100 مرة لكن مكنتش عارفة ارد عليه بسبب إني شايلة الولد و محتاسة مع الشنط الكتير..
و لما طلعت بدل ما يقول لي حمد الله على السلامة انفجر في و قال لي:
“انتِ ما بترديش علي ليه؟! مش كفاية ماكنتيش بتكلميني من مصر..”
حاولت ما اردش عليه علشان مكنتش مستحملة زعيقه و طريقته لي خصوصا بعد الرحلة الطويلة دي، و غيرت الموضوع وقلت له:
“إيه مش هتحضني.. انا موحشتكش؟”
قال لي:” أحضنك قدام أمي.. انتِ اتجننتي!”
استغربته جدا لكن ما علقتش، و شد مني الولد بسرعة، و قعد يحضن فيه و يبوس فيه و بعدين اداه لأمه اللي شالته شوية، و بعدين قالت:
“يلا بينا على البيت”
و ركبنا عربية المطار و رجعنا على البيت و كنت مجهدة جدا و استأذنت من حماتي و قلت لها:
“معلش انا هنام، و البيبي كمان شكله تعبان جدا من الرحلة”
قالت لي:” أنا هاخد البيبي انيمه معايا، و انتِ ادخلي استريحي”
و نمت نوما عميقا ما حستش فيه بالدنيا، و صحيت بالليل لقيت روميو قاعد جنبي و جايبلي بوكيه ورد كبير بس كان كله ورود بيضاء وقال لي:
“أنا آسف يا روزة على طريقتي معاكي أول ما وصلتي، و الورد ده لوردة حياتي”
و قدام الورد أنا ببقى جولييت اللي ممكن تنسى نفسها و كل الكلام اللي عايزة تقوله..
و خدت الورد و ابتسمت لروميو و بدأ يتكلم معايا عن امه و انه سعيد جدا إنها جت..
كمان قال لي على خبر إن الأسباني مشي من يومين، و إن الشاب الجديد جه حط حاجته الصبح في الاوضة بس هينقل بكرة”
حاولت اجمع كل المواضيع و كنت مستمعة اكتر ما اكون متكلمة..
و رديت عليه في الأخر و قلت له:” و أنا سعيدة إن والدتك هنا، واكيد هشيلها على كفوف الراحة و هعاملها كأنها أمي”
قال لي:”ده العشم برضه.. أنا بصراحة ما ودتهاش أي مكان و مستنيكي انتِ بقى تفسحيها و تخرجيها زي ما كنتي بتعملي مع مامتك.. انتِ عارفة أنا ماليش في الخروج، و انتِ عارفة المدينة حتة حتة و مرشدة سياحية على حق..”
قلت له: إطمن.. مامتك في عينيه”
و صحينا و بدأنا يوم جديد و راح هو الشغل، و أنا بدأت أفتح الشنط اللي كانت حماتي الفضول قاتلها و تشوف أنا جايبة إيه..
طبعا بدأت بشنطة كنت جايبة فيها هدايا لها و لابنها لأنه طلب مني بدلة رجالي يكون مكتوب عليها (صنع في مصر)..
و أديتها شنطة لوحدها فيها هدايا لها و شكرتني ببرود وقالت لي:
“كان نفسي أجيب لك حاجة، بس أنا ماجبتش غير للبيبي”
ردها كان غريب جدا و حسيته مش مناسب أبدا للموقف ، لكن ابتسمت لها ابتسامة صفراء و قلت لها:
“ولا يهمك.. اعتبري نفسك جبتي”
لكن طبعا ماكنتش ناسية ابنها و كانت مدياله فلوس و جايباله تليفون جديد، أما أنا فالوحيدة اللي نسيتني تماما..
و لما رجع روميو قعد يفرجني على الطقم الوحيد اللي جابته للبيبي و قالي:
“شوفي أمي حابت إيه للبيبي، مش بس مامتك اللي بتجيب”
مردتش طبعا لان لو اللي بيتكلم مجنون فالمستمع لازم يكون عاقل.. و بعدين مفيش مجال أصلا للمقارنة..
و جري على البدلة اللي عجبته جدا، و شكرني، و نسي و حضني قدام امه.. و لقيتها بتبصلي و النار طالعة من عينيها و بتقول له:
“خلي شوية من الحب ده لأمك”
وهنا أتأكدت إني داخلة على أيام صعبة جدا، و إني بقيت بين المطرقة و السندان..
و بدأ كلامه و قال:” أكيد يا أمي انتِ حبي الأول و الأخير…”
على فكرة روزة عملالك بكرة برنامج تفسح و توريكي المدينة.. انتِ عارفة أنا بشتغل، لكن هي قاعدة في البيت مع البيبي وهي هتتولى المهمة دي”
و بصتلي وقالت لي:” أنا مش فارق معايا الخروج، أنا أهم حاجة عندي إن محدش يعكر لي مزاجي..”
و مزاج حماتي كان حاجتين: السجاير و الخمور للأسف و كانت عندها مشكلة كبيرة معاها لدرجة إنها ما بتاكلش خالص، و اهم حاجة عندها السكر و دي كانت صدمة كبيرة لي..
و دخلني روميو المطبخ و وشوشني و قال لي:
“أنا عارف إن البيت محدش بيشرب فيه دلوقتي، بس الرف ده أنا خليته لأمي لأنها اشترت فيه اللي بتشربه”
و كان حماتي شارية تموينها اللي ما تقدرش تعيش من غيره..
و سكت، و حاولت انتهز أي فرصة أفاتح روميو في موضوع الانفصال بتاعنا بس كنت مش عارفة أفاتحه قدامها خصوصا إنها ماكنتش سايبانا أبدا..
هل يا ترى هفاتحه في موضوع انفصالنا؟ و هل حماتي هتعرف و لا لأ؟
المزيد
1