و اتفقنا اننا نتقابل في المكتبة العامة، وكانت مكتبة (فورت يورك) القريبة من بيت الأستاذ..
و لبست فستان ازرق جميل و عليه جاكيت اسود، و كالعادة حافظت على مظهر بسيط، و رقيق.. و لبست كمان الطقم اللولي
اما الاستاذ فكان لابس قميص ازرق تحت الجاكت الشتوي الثقيل، و كانت درجة القميص درجة من درجتين لون الأزرق في عينيه
كان هو مستنيني الأول، و دخلت بعد ميعادي بدقيقة بالظبط
و اتفقنا اننا نتقابل في المكتبة العامة، وكانت مكتبة (فورت يورك) القريبة من بيت الأستاذ..
و لبست فستان ازرق جميل و عليه جاكيت اسود، و كالعادة حافظت على مظهر بسيط، و رقيق.. و لبست كمان الطقم اللولي
اما الاستاذ فكان لابس قميص ازرق تحت الجاكت الشتوي الثقيل، و كانت درجة القميص درجة من درجتين لون الأزرق في عينيه
كان هو مستنيني الأول، و دخلت بعد ميعادي بدقيقة بالظبط
وقام وقف علشان يسلم علي.. و مد ايده بالسلام
و بالرغم اني بسلم على الناس دايما …إلا أن سلامه كان مختلف، و حسيت بمشاعره حتى من سلام إيديه..
و اتكسفت، و قعدت، و حاولت بسرعة اركز في اللي انا جايه عشانه و هو الكلام عن الشغل… او بمعنى اصح اننا نحط خطة عمل للأسبوع، و أتعلم منه أصول البيزنس
و بدأ يتكلم و قال لي:
“الناس اللي قابلتيهم في المعرض وقعتي معاهم العقد؟”
قلت له:” لا لسه، بس انا بعت إيميل بكافة الخدمات و الأسعار”
قال لي:” مش كفاية.. دول محتاجين حاجة تقنعهم بسرعة.. حاولي تعملي لهم دراسة سريعة عن السوق اللي مهتمين به.. دراسة ما تاخدش منك اكتر من يومين عمل، و ابعتيها مجانا، و بعدين شوفي الرد”
كنت بسمع كلامه زي ما اكون طالبه في محرابه، و كنت بكتب كل حاجة بيقولها لي
و كمل و قال لي:” انا ممكن اعرفك على ناس كتير جدا، و بصراحة عايز اساعدك على قد ما اقدر”
و اتشجعت وسألته:” اشكرك.. بس انت بتعمل معايا كده ليه؟”
قال لي:” مش عارف.. بصراحة انا مش عارف، لكن انا مشدود لك جدا، و عايزك تكوني في حياتي.. ابتسامتك، وروحك بتاخدني لعالم تاني، و بحس معاكي احاسيس محستهاش إلا من زمان جدا”
و اتجرأت جدا، و قلت له:” طي بإعتبار انك معجب لي ممكن تفكر ترتبط بي؟”
و استغرب كلامي و قال لي:” ارتبط بكِ إزاي ؟”
قلت له:” تتجوزني”
ضحك و قال لي:” إيه ده! إزاي اتجوز واحدة ما اعرفهاش!!.. و بعدين انا عمري ما فكرت في الجواز”
و فعلا هو كان شاب قضى حياته بالطول و العرض، و عمره ما حب أنه يرتبط و يتجوز و يخنق نفسه على حد تعبيره
و بكده فهمت ان الرجل ده علاقاته كتير، و بالنسبة له إمرأة واحدة لا تكفي..
و لبست القناع الخشبي فورا، و بطلت ابتسم، و كملت كلامي معاه، بس هو قال لي:
“انا مش وحش زي ما انتِ متخيلة، بس انا طلعت فكرة الجواز من دماغي من زمان، و مش حابب أعاني منه زي ما عانت منه أمي”
و مرضتش اكمل كلامي معاه في النقطة دي، و رديت بهدوء و قلت:
“و مين قالك اني معجبة بك.. انا بس بقولك فرضا يعني.. مش أكتر.. تعالى بقى نكمل كلامنا عن خطة العمل…”
و قعد يحكيلي عن شغله اكتر، و بدأ ياخد رأي كمان في حاجات خاصة بتصميم عبوات جديدة عنده
كنت حاسة اننا منسجمين جدا في نقطة البيزنس، و بصراحة خبرته كانت أكبر مني بكتير
و خلصت المقابلة، وقبل ما امشي لقيته بيبصلى نظرة كلها اعجاب و بيقول لي:
“مش عايزك تزعلي منى أبدا.. انتِ احلى صدفة حصلتلي في حياتي”
و مشيت و انا حاسة ان إعجابه وصلي جدا، و كمان حسيت اني معجبة به جدا، و كان نفسي اقوله اغنية عبد الحليم (صدفة).. بس طبعا ما رضتش اعبر له ابدا عن اعجابي به..
و عدى كم يوم، و جه يوم 13 مارس اليوم اللي العالم صحي فيه لقي ان فيروس (الكورونا) انتشر و تفشى بشكل مرعب في الصين، و هجم على تاني بلد بشراسة وقوة و كانت البلد دي هي (إيطاليا)..
و هنا بدأ يفهم العالم أن ده مش فيروس محلي، و شكلنا داخلين على وباء عالمي
و كلمت اصدقائي في ايطاليا، و عرفت ان الوضع مأساوي، و انهم في حالة يرثى لها
و كلمت الاستاذ الحليوة، و سألته عن رأيه في اللي بيحصل، و قال لي:
“الموضوع ده شكله مصيبة كبيرة، و توقعي قريب جدا انه ييجي على كندا.. أنا عندي إحساس بكده..”
و بالفعل كانت فيه بشاير بكده، لكن مكانتش الصورة واضحة في الوقت ده بالنسبة لكندا، و كان التركيز وقتها على الصين و إيطاليا
و سألني:” عملتي اللي قولتك ليه؟ بعتي دراسة السوق للعميلة الجديدة؟”
قلت له:” اه بعتها النهارده، و طلبت مني اني اجهز العقد، و على كلامها هتمضي معايا التعاقد أول ابريل و هتدفع أول شهر”
قال لي:” برافو عليكي.. انا ثقتي فيكي و في شطارتك كبيرة”
بس طبعا انا شكرته على كونه صاحب الفكرة، و ان هو اللي شجعني و أشار علي بالخطوة دي…
و لقيته بيسألني:” عمرك حبيتي؟”
قلت له:” اه حبيت مره واحدة.. ”
قال لي:” و عندك استعداد تحبي تاني؟”
رديت و قلت:” لا… معنديش استعداد.. انا قفلت على قلبي بمفتاح ورميته في البحر خلاص”
قال لي:” مين عارف ممكن تلاقي الشخص اللي يعرف يلاقي المفتاح ده و يدخل قلبك..”
قلت له:” ممكن.. ليه لأ.. بس المهم انه يفهم قلبي، و عقلي مع بعض..”
و سكت، و انا سكت، و خلص كلامنا عند النقطة دي..
و بعد المكالمة دي قعدت افكر في كلامه لما قالي ان كندا هيزحف عليها فيروس الكورونا تمام زي ما زحف على ايطاليا، و هيزحف على العالم كله..
و ده خلاني افكر في فكرة.. يا ترى إيه هي الفكرة؟
المزيد
1