و تزامن يوم 1 يوليو و هو عيد كندا (كندا داي) بأحداث كتير.. كان أولها إن الشاب النيجيري هينقل، و ثانيها إن بلدية تورنتو اختارتني أكون (كابتن) للمتطوعن و مشرفة على احتفال (كندا داي)، واختاروا لي مكان كان بعيد نسبيا عن بيتي وقتها اسمه (هامبر باي) اللي هيبقى الممشى بتاعي حاليا بعد سنتين بالظبط من التاريخ ده.
و تزامن يوم 1 يوليو و هو عيد كندا (كندا داي) بأحداث كتير.. كان أولها إن الشاب النيجيري هينقل، و ثانيها إن بلدية تورنتو اختارتني أكون (كابتن) للمتطوعن و مشرفة على احتفال (كندا داي)، واختاروا لي مكان كان بعيد نسبيا عن بيتي وقتها اسمه (هامبر باي) اللي هيبقى الممشى بتاعي حاليا بعد سنتين بالظبط من التاريخ ده.
و نقل الشاب النيجيري و كان هو دافع أسبوع من الأول كمقدم يعني لحد يوم 7/7 و قالنا:” أنا هدفعلكم كل أسبوع لأني بشتغل كاش و معنديش وظيفة ثابتة”
أنا و روميو ما اعترضناش خالص و قولناله :”مفيش مشكلة المهم انك تدفع مقدم طبعا..”
أما الحاجة المفاجأة اللي حصلت، كانت إن جارنا السباك اللي اختفى يوم ما عزمته هو و ابنه على جينينة الحيوانات كلم روميو و قاله:” أنا عازمك انت و مراتك عندي في حديقة البيت مع جيران تانيين بمناسبة كندا داي..”
طبعا أنا مكنتش فاضية وكان عندي احتفال كبير وهبقى مسؤولة عن ناس كتير، وقولت لروميو:” لو عايز تروح انت روح، لكن أنا مش هقدر”
و كانت الكوميديا إن روميو راح و أنا عديت كده و أنا رايحة الاحتفال علشان أشوف عاملهم إيه ده.كان بيشوي وكانت الجيران جاية و كل جار وجارة جايب صندوق بيرة و كأنهم فتحوا محل بيرة لوحدهم..
و سلمت عليهم ورحت لحال سبيلي..
ووصلت (هامبر باي) وكان الإحتفال ضخم، و كن فيه فعاليات كتير، وكنت مسؤولة عن 10 متطوعين و كان العمل على قدم و ساق، من تنظيم الصفوف، لإذاعة فقرات الاحتفال، لتوزيع أعلام كندا، وغيرها وغيرها من المهام، وكان التي شيرت اللي لابساه تي شيرت ابيض مكتوب عليه (كابتن المتطوعين)و أدوني بادجات بكل اللغات اللي بتكلمها وحطيتها على التي شيرت و طبعا هم : العربي- الإنجليزي- الإيطالي- الفرنساوي حتى لو كان متوسط – و أخيرا الياباني و اللي كنت بدأت أنسى معظمه، بس كنت لسه فاكرة جمل و حاجات كتير منه.
كنت كعادتي في الاحتفالات دي بشع طاقة، وحيوية، ومتوهجة بروح الاحتفال، و كأني بستمد طاقتي من كل مظاهر الاحتفال، وهي كمان بتستمد مني طاقة قوية في المقابل..
و حصلت صدفة و لقيت عمدة تورنتو قدامي وجها لوجه و جاي علي و بيقولي:
“إيه كل اللغات دي، دي كتير جدا!
قولتله:” شوفت كم لغة .5 “
قالي:” آه كتير بصراحة”
و سألني:” أخبار الاحتفال إيه النهاردة ؟”
قولتله:” كله تمام، والإحتفال منظم و أدينا بنشتغل على قد ما نقدر، لكن أنا عايزاك تسألني سؤال تاني”
قالي:” إيه هو؟”
قولتله:” أسألني إيه رأيك في كندا بحكم إني مهاجرة جديدة”
ابتسم ابتسامة خفيفة و قالي:” طيب إيه رأيك في كندا؟”
و هنا حسيتها فرصة إني اعبر عن رأي وأقوله كل اللي نفسي فيه باعتبار انه عمدة تورنتو و كأني بوجه الرسالة لكندا نفسها متمثلة في شخصه و خدت نفس عميق و قولتله:
“أنا اتصدمت صدمة كبيرة في سوق العمل هنا، خصوصا انه بيعامل المهاجر الجديد انه لازم يبدأ من الصفر، ومعندوش غير حل من اثنين؛ يا أما يرجع يدرس على الأقل سنتين، يا إما يشتغل أي حاجة علشان يعيش و يصرف على نفسه.. و زي ما أنت شايف أنا عندي 5 لغات، لكن معرفتش اشتغل غير خدمة عملاء؛ شغلانة بيشتغلها يا دوب اللي لسه متخرجين من الجامعة، أو حتى اللي معاهم ثانوية عامة”
بصلي كده و كان بيسمعني باهتمام شديد و كان متفاعل جدا معايا و رد و قالي:
“طيب انت نفسك تشتغلي فين؟”
قولتله:” أنا حلمي هنا إني اشتغل في مكتبك .. مكتب مدينة تورنتو .. السيتي هول”
قالي:” خلاص ابعتي السي في بتاعك على مكتبي و أنا هرد عليكي”
و راح العمدة، وخلص الاحتفال، و رجعت لقيت روميو بوزه شبرين و سألته:
“مكشر ليه بس؟”
قالي:” أصل الرجل السباك جارنا بعد ما الحفلة خلصت لف على كل واحد و لم مننا حق الأكل و خد من كل واحد 20 دولار”
بصراحة فطست من الضحك وقولتله :”أنا مش مصدومة فيه خالص. فاكر لما اختفى بعد ما وعدني في جنينة الحيوانات و حكيتلك و قولتلي عادي”
قالي:” آه فاكر.. بصراحة مش عادي و فعلا انت معاكي حق!”
و خدناها بضحك و علشان اطلعه من الحالة دي قولتله:
“ما تيجي نشوف فيلم كوميدي”
و كانت دي من الحاجات الحلوة اللي فعلا أتعلمتها من روميو، واللي ما كنتش بعملها أبدا.وهي إني افصل بفيلم كوميدي ينسيني أي تعب، أو مشاكل في اليوم..
ضحك روميو و قالي:” ده انت بقيتي بتتعلمي مني”
قولتله:” أكيد مش جوزي وعايشين تحت سقف واحد أكيد بنتعلم من بعض”
بعدها بيومين بالظبط وبعد ما لقيت صورتي على جريدة (تورنتو ستار) منورة مع العمدة . نزلتها من الموقع بتاعهم و كان يوم 3 يوليو و بعت إيميل للعمدة[ و كان فيه الصورة و السي في و جالي الرد من مديرة مكتبه تاني يوم و قالتلي:
“إحنا هنحتفظ بالسي في و لو فيه حاجة هنرجعلك”
و لحد وقتنا هذا ما رجعليش بالرغم إني بعتله مرتين بعد كده..
أما الشاب النيجيري فكان حدوته كبيرة و حسيت إن روميو مسانده جدا و مش بيقفش عليه زي الأثنين الثانيين، بس أنا لاحظت فيه حاجة ضايقتني و هي انه أول ما جه نزل اشترى اكل كتير جدا و ملى الثلاجة، و طبعا كان مستغل فكرة إن ثلاجتنا مش مليانة أوي، و أدى لنفسه الحق انه يملاها على الأخر بحاجته و الحركة دي ما عجبتنيش..
و فعلا دخل المطبخ بعد كده و قضى يمكن ساعتين، وطبعا أنا مش هعرف اقف اطبخ و هو واقف في المطبخ..
و دي كانت نقطة جوهرية .. لما شوفت كده قولت لنفسي”ده أحنا هنشوف أيام بيضاء”
كان بيستغل نقطة انه ذوق و بيسلم على اللي رايح و اللي جاي، بس أنا قلبي مكانش مستريحله بالمرة، بصراحة كنت متخوفة منه جدا..
و في وسط كل ده كنت بذاكر علشان كان امتحاني للسنة الأولى في مدرسة الفرنساوي.. يا ترى أخر يوم لي في المدرسة قضيته أزاي؟
المزيد
1