و بالرغم إني وقتها كتبت فعلا ملخص، إلا أني حابة أكتب ملخص تاني أشاركه مع الناس و هو ده اللي هيكون هنا..
المخلص ده هو عبارة عن سنة كاملة من سنين هجرتي لكندا وهي السنة الثانية، و سنة كاملة عدت على جوازي كمان و أنا لسه مهاجرة جديدة..
و هبدأ أحلل و أقسم الموضوع ده لنقطتين رئيسيتين:
الأولى: الناحية العملية، والشغل، والاستقرار المادي كمهاجرة
الثانية: الناحية الشخصية، والزوجية للمهاجرة الجديدة
و بالرغم إني وقتها كتبت فعلا ملخص، إلا أني حابة أكتب ملخص تاني أشاركه مع الناس و هو ده اللي هيكون هنا..
المخلص ده هو عبارة عن سنة كاملة من سنين هجرتي لكندا وهي السنة الثانية، و سنة كاملة عدت على جوازي كمان و أنا لسه مهاجرة جديدة..
و هبدأ أحلل و أقسم الموضوع ده لنقطتين رئيسيتين:
الأولى: الناحية العملية، والشغل، والاستقرار المادي كمهاجرة
الثانية: الناحية الشخصية، والزوجية للمهاجرة الجديدة
و لو بدأت بالناحية العملية.. فهلاقي إن اختياري لشغل شركة التأمين مكانش موفق، و مكانش لازم أرضى به، و كان من الأفضل إني استحمل شوية و أفضل في شغل (الكول سنتر) لحد ما الاقى حاجة أحسن، و تكون قريبة نسبيا زي مثلا مكان (الكول سنتر)، لكن مسافة الشغل اللي اخترته و جريت وراء حلم إني هترقى بسرعة أو أثبت نفسي في شركة كبيرة كان أكبر غلط.. كمان كان لازم ارسم حياتي في الفترة دي إني مش هقدر أجيب عربية، و كان لازم التركيز يكون حوالين النقطة دي.. يعني مثلا أدور على مكان ممكن ياخد في المواصلات من 45 دقيقة لساعة في الطريق الواحد، لكن ساعتين في الطريق الواحد ده وقت ضايع و بيساوي 4 ساعات غير مدفوعين، و كمان مجهود، ومشقة بدون أي داعي..
كمان فكرة إني متعلقة بحبال دايبة في الشغل مكانتش صح، و كان لازم اقلل الإحساس ده بقدر الإمكان، وأحط في دماغي فكرة واحدة انه حل مؤقت.. يعني مفضلش صاحية ونايمة بفكر إني في مكان أقل من اللي استحقه.. كان لازم اتقبل الوضع لأنه ببساطة مؤقت، و كان لازم كمان مخليهوش يأثر على نفسيتي..
أما نقطة الاستقرار المادي طبعا كنت لسه مش حاطة في دماغي مبدأ التحويش، و ده غلط و عارفة انه صعب في ظروفي وقتها، لكن برضه أنا كنت بخرج كتير، و بتفسح كتير جدا، و باكل بره و ده بند غالي جدا هنا.. كان الأفضل إني أكون مقتصدة عن كده شوية.. أنا فاكرة إني كنت أساسي باكل في كافيتريا الشغل و دي بفلوس، و كنت على الأقل بدفع من 250-300 دولار في الشهر في حين إني لو كنت جهزت أكلي زي كل الموظفين كان المبلغ ده اتحوش، وبقى معايا على الأقل 3 الآف دولار شايلاهم لوقت عوزة..
أما النقطة الثانية و هي الحياة الشخصية والزوجية فدي يتكتب فيها مقالات،لكن انا هكتفي بالمختصر المفيد..
هبدأ بتقييم الحياة دي من أول نقطة الاختيار.. طبعا أنا معترفة إني اخترت غلط، و مكانش اختيار مناسب و أتسرعت جدا، و ده لأسباب مش مقنعة من أهمها: إني كنت حاسة إن فكرة إن بنت عندها 34 سنه دي كبيرة، و كنت عايزة أتجوز و خلاص.. و زي ما بنقول ألحق اخلف لي حتة عيل.. لكن ده كلام مش مظبوط و كان لازم اتأنى.. آه الوحدة صعبة جدا، و الغربة مرة، لكن الاختيار ده كانت نتيجته مأساوية، و عيشت أسوأ ما كنت هعيش لو كنت لوحدي بمراحل..
كمان صعب أمثل دور الضحية و أبين إني مظلومة و أنا اللي أديت للظالم كل المفاتيح اللي يقدر يحبسني بها.. سكوتي الدائم وعدم المواجهة.. تجنبي للمشاكل، وخوفي الأكبر من أني أقول له أنا مش قادرة أكمل.. كنت بحاول أبعد فكرة اني اسيبه علشان تمسكي الأعمى بحلم الأسرة.. طيب ما هي الأسرة دي لو مش مبنية على أسس صح عمرها ما هتكمل.. لكن فضلت متمسكة بنفس الفكرة، و ساكتة على الظلم، و متمادية في السكات..
و طبعا مش هنسى إني بينت للطرف الثاني إنه لو مش قادر على مهامه و دوره الرئيسي إنه يكون راعي أو رب الأسرة أني أتطوع و أخد الدور ده وأبين له إنه (سوبر ومان)، وده مكنش صح، ولا منطقي، ولا طبيعي.. آه في الأول كنت مبسوطة و أنا شايفة الأدوار مقلوبة و أنه بيغسل وينظف، و أنا اللي بيجيب الفلوس، و أخرج زي ما أنا عايزة، لكن بعد وقت فهمت إن الكلام ده مش طبيعي، و خلق بينا سور كبير و حاجز نفسي قوي ما بقتش عارفة أتخطاه، و يمكن أثاره معلمة في لحد دلوقتي.. الحياة الزوجية أساسها المشاركة، والمسؤولية.. و في قصتنا لا كان في مشاركة، و لا مسؤولية مشتركة.. و بالتالي ده مؤشر خطر جدا إننا نقدر نكمل بالشكل ده..
و لو وصلنا للنقطة الأخيرة و هي مشاركتنا البيت مع رجل غريب طبعا نقطة سلبية و غلط جدا.. كان لازم اصمم على رأيي إننا نعيش لوحدنا و كان لازم أخد موقف، لكن أنا برضه اتساهلت و رضيت بالحل ده، و مكانش ينفع و لا يصح..
و بالتقييم المنطقي، والحيادي ده أنا انصح أي بنت إنها ما تستعجلش على الجواز علشان تجيبلها حتة عيل، لو مكانش الشريك هو الشريك المناسب..
و لو ختمنا بصفات الشريك الغير مناسب و اللي تغاضيت عنها تماما بالرغم من وضوحها هنلاقيها:
1- وجوده مخالف في الدولة و محاولته للحصول على إقامة عن طريق أي حد غير نفسه
2- عدم استقراره الوظيفي وبالتالي المادي
3- عدم قدرته على الاندماج في المجتمع اللي عايش فيه و تحسين مستواه حتى في اللغة
4- انعدام الطموح والاعتماد على الآخرين
و ده كان باين لي من أول ما شفته، لكن أنا صممت و مشيت وراء شوية أفكار بالية لا بتودي ولا بتجيب.. و اللي متأكدة منه إني لا مشيت ساعتها وراء قلبي و لا عقلي .. أنا بس ضحكت عليهم هم الأتنين، و كانت النتيجة مش في صالحي..
و بالرغم من كل الصعوبات دي، و التحديات.. رجعت اقارن حياتي في دبي، واتخاذ قراري للهجرة إلى كندا و سألت نفسي:
“لسه عايزة تكملي في كندا؟ و لا دبي كانت أحسن؟”
لقيت نفسي بجاوب و بقول:
“ كندا أفضل لي من دبي أكيد.. و عندي أمل كبير إني هوصل فيها، و كفاية إني من حقي استقر فيها حتى لو معنديش شغل، أما دبي أي إنسان من غير شغل هناك يعني من غير إقامة، و أنا نفسي مريت بمرحلة محبطة جدا و مهلكة نفسيا، لما قعدت مخالفة فيها سنة وقت ثورة يناير 2011”
و رجعت فكرت نفسي بحاجة تانية، وهي إجازة الأمومة و قلت لنفسي:
“إنتِ عارفة لو كنتِ في دبي و معاكي بيبي أخرك 45 يوم إجازة، و بعد كده لازم تنزلي الشغل، لكن هنا في كندا عندي الحق إني اقعد سنه، و بيدخلي جزء كبير من مرتبي و أنا قاعدة براعي الطفل، و دي ميزة كبيرة جدا”
و فعلا لقيت إن كفة ميزان كندا ترجح عن دبي، لكن الحاجة الوحيدة اللي ناقصاني من دبي هي البنت الجدعة صديقة عمري اللي فعلا مفتقداها دايما..
و رجعت افتكرت البيبي، و أجازة الأمومة، و مرحلة مهمة وأساسية مستنياني في كندا و هتمثل بداية ثالث سنه لي في الهجرة، وهي إني أكون أم..
وهنا هتكون نهاية جزء (أول سنة جواز) وبداية جزء جديد اسمه (أول سنة أمومة)..
و أراكم على خير قريبا إن شاء الله في جزء جديد من أجزاء قصة (أحلام مهاجرة)…
مع خالص تحياتي
ريهام طعيمه
8 سبتمبر 2021
المزيد
1