فكرت اني اشوف ايه اكتر حاجة العالم محتاجاها الوقت ده، أو بمعنى أدق هتحتاجها و عملت بحث سريع و لقيتها .. الاقنعة
و لقيت ان مصر بتصنعها، و بتبيعها بسعر منافس، لكن الوصول للمصانع هناك كان معقد جدا، و بالتالي استبعدت الفكرة اني اجيب من مصر، و لقيت أهم و أكبر بلد بتصنعها هي: الصين.. فوجهت كل إهتمامي على الصين
و من موقع (علي بابا) دخلت، و كلمت موردين صينين كتير، لكن شرطهم اني اخد كمية كبيرة، و ده معناه فلوس كتيرة جدا مش معايا..
فكرت اني اشوف ايه اكتر حاجة العالم محتاجاها الوقت ده، أو بمعنى أدق هتحتاجها و عملت بحث سريع و لقيتها .. الاقنعة
و لقيت ان مصر بتصنعها، و بتبيعها بسعر منافس، لكن الوصول للمصانع هناك كان معقد جدا، و بالتالي استبعدت الفكرة اني اجيب من مصر، و لقيت أهم و أكبر بلد بتصنعها هي: الصين.. فوجهت كل إهتمامي على الصين
و من موقع (علي بابا) دخلت، و كلمت موردين صينين كتير، لكن شرطهم اني اخد كمية كبيرة، و ده معناه فلوس كتيرة جدا مش معايا..
و لقيت اثنين موردين بيقبلوا بالطلبيات الصغيرة.. كان المورد الأول بيورد أقنعة جراحية، و عملت طلبية و دفعت بالكريدت كارد لأني معنديش أي فلوس زيادة ادخلها في بضاعة
و ببقية الفلوس عملت طلبية تانية صغيرة لنوع من الأقنعة كنت اول مرة اسمعه عنه و هو : KN95
و شرح لي المورد و قال لي:” ده بديل لقناع 3M الأمريكي الشهير، بس المواصفة الصينية مش الامريكية، و طبعا فرق السعر رهيب”
و عملت معاه الطلبية بالحد الأدنى اللي اقدر اخد به، لكن اتفاجأت إني لما عملت الطلبية دي رصيد الكريدت كارد بتاعي خلص عليها و بكده مبقاش معايا اي فلوس لا في البنك، و لا في الكريدت كارد، و وصلت لنقطة الصفر، و استنيت أن الطلبيتين اللي عملتهم ييجوا
لكن لأن العالم كله بدأ ينتبه في الوقت ده للوباء و طريقة الوقاية منه الأولية و هي الأقنعة…فهيمنت الصين على السوق، وأصبحت أهم مورد للأقنعة، و بالتالي الطلب عليها عالي، وده أثر على تواريخ شحن الطلبيات
و جه يوم كئيب جدا على كندا.. كان يوم 16 مارس 2020 ،و يعتبر الإعلان الرسمي عن وصول الوباء لكندا و تفشيه فيها
و أعلنت الحكومة عن قرار الإغلاق Lockdown لكل حاجة.. الأشغال- المدارس- الحضانات ما عدا محلات الأكل اللي فيها توصيل خارجي، و السوبر ماركت، و الصيدليات فقط..
وبدأ الزائر التقيل (كورونا) يكون هو محور كلام الصحافة، و الاعلام، و الناس في كل شبر في كندا
و قبل ما يتسلل أي إحساس بالكآبة خصوصا اني مفلسة كمان.. حاولت اخد ابني و امشيه معايا على البحيرة تاني يوم
و لقينا مجموعة لابسة ملابس شخصيات كرتونية على البحيرة بتعمل جلسة تصوير، و رحنا من بعيد اتصورنا معاهم، و ضحك ابني و فرفش، و انا كمان ضحكت، و فرفشت معاه
وبدأت اتابع مع اصدقائي في إيطاليا الوضع عندهم، و اللي كان مخيف جدا، و كان عندهم عدد وفيات كبير، ومصابين بالاف يوميا ..و حقيقي إيطاليا من أكتر الدول اللي عانت من فيروس الكورونا، خصوصا في بداية ظهوره وانتشاره
و حاولت أروح السوبر ماركت معرفتش ادخل .. لاقيت طوابير لأخر الشارع، و لقيت الناس لأول مرة بتتخانق مع بعض على مين يدخل الأول، و كانهم حاسين اللي هيلاقي حاجة هياكلها يلحقها الأول.. و تحولت الحياة إلى غابة فجأة، و بدأت أشوف همجية مشفتهاش قبل كده
و بصراحة مشيت، و ما دخلتش السوبر ماركت، و خدتها من قصيرها لحد يخبطني بحاجة، و لا ابني يقع مني ولا حاجة
و رجعت على البيت و انا حتى مش عارفة اشتري اكل للبيت، و معيش فلوس، و دماغي مقفلة على الأخر
و تابعت شحنات الأقنعة.. لقيت ان الشحنة الاولى متعطلة ، اما الثانية فقربت توصل
ونزلت اتمشى مع ابني، بس من ناحية الشارع، و كان شكل المدينة مخيف جدا
كانت كل المحلات قافلة، و مفيش و لا حد في الشارع، و كأنها فجأة أصبحت مدينة الأشباح
كان جوها كئيب، و السماء لونها اتغير، و اختفى اللون الأزرق، و حل مكانه اللون الرمادي
و زاد الضباب في كل حتة، و ما بقاش في أي مظهر للبهجة
و رجعنا البيت، و حاولت ارسم و ألون مع ابني علشان أشوف الألوان اللي اختفت من حياتي تاني
و شغلت كم فيلم كوميدي لإسماعيل ياسين، على محمد سعد، على هنيدي علشان اطلع نفسي من أي حالة حزن، وكآبه
و حاولت اشغل نفسي بالشغل .. الشغل اللي وقف تماما.. و جاني ايميل من العميلة الجديدة، و قالت لي:
“احنا هنضطر نأجل المشروع بتاعنا شوية .. اديكي شايفة الأوضاع”
بس انا مفقدتش الامل، و كنت عارفة و متأكدة اني همضي معاها التعاقد قريب
و في نفس الوقت بدأت اسوق للأقنعة اللي عملت لها طلب من الصين
و لأني B2B فكان تركيزي كله على التسويق للعيادات، و المحلات، و المستشفيات، و الصيدليات
وبدأت احضر اوراق كتير جدا لمستشفى كبيرة في الدوان تاون علشان اكون على سجل الموردين الخاص بهم
بس طلبوا مني عينات، و طبعا ماكنتش حاجة وصلت لسه
أما الصيدليات فمعظمهم كان عمل طلبيات بالفعل، بس انا برضه ما فقدتش الأمل
و بصيت على وضع طلبية KN95 لقيتها هتوصل النهاردة بالليل
و فعلا استلمت صندوقين كبار جم لحد البيت من اقنعة KN95
و صحيت الصبح و انا معايا عينات الأقنعة، و لبست فستاني الاحمر على الجاكت الأسود، و خدت ابني معايا علشان نبدأ رحلة تسويق الاقنعة معا.. يا ترى الرحلة دي كانت سهلة ولا صعبة؟ و إيه المفاجأت اللي فيها؟
المزيد
1