كان لازم أطلع على مصلحة الضرايب علشان اعمل إجراء عجيب و هو إني استرد البطاقة الضريبية و ارجع افتح النشاط وبعدين اقفله، و بصراحه الموضوع ده كان طلب غير مفهوم بس طبعا ملوش حل..
و طلعت على الضرايب و كانت في مكان بعيد و مكنش له مواصلة غير التوك توك بعد ما ركبت مواصلات كتير قبله.. كانت المصلحة فوق بعض و كل ما أسأل مين المسؤول عن البطاقات الضريبية يقولوا لي أستاذ فلان.. لدرجة أني حسيت إني عادل إمام في فيلم الإرهاب والكباب..
ووصلت لأستاذ فلان بعد مشقة و في الاخر قالي:
كان لازم أطلع على مصلحة الضرايب علشان اعمل إجراء عجيب و هو إني استرد البطاقة الضريبية و ارجع افتح النشاط وبعدين اقفله، و بصراحه الموضوع ده كان طلب غير مفهوم بس طبعا ملوش حل..
و طلعت على الضرايب و كانت في مكان بعيد و مكنش له مواصلة غير التوك توك بعد ما ركبت مواصلات كتير قبله.. كانت المصلحة فوق بعض و كل ما أسأل مين المسؤول عن البطاقات الضريبية يقولوا لي أستاذ فلان.. لدرجة أني حسيت إني عادل إمام في فيلم الإرهاب والكباب..
ووصلت لأستاذ فلان بعد مشقة و في الاخر قالي:
“آه لازم ندور لك عليها في الأرشيف.. أستنى شويه”
و مشيت وراه و لقيته دخل الأرشيف و نده على رجل كبير في السن و جابوا سلم، و قعدت اضحك لأن اللي بيحصل زي اللي بنشوفه في الأفلام بالظبط و خصوصا فيلم عوكل العالمي اللي صور المشهد ده بعبقرية.. وبصلي الرجل الكبير و قالي:
“بتضحكي على إيه يا بنتي؟ إنتي عارفة أنا بقالي قد إيه في الهم ده؟”
قلت له:” قد إيه يا عم الحج؟”
قال لي:” 45 سنة”
ساعتها افتكرت الرجل الكندي اللي كان برضه مش عايز يسيب الوظيفة و فضل فيها عدد السنين دي بالظبط..
رديت و قلت له:” كتير.. بس عارف في ناس بتحب تقعد في الوظيفة حتى لو مش بتحبها مدى الحياة”
وبعد مشقة تانية لقيوا البطاقة بتاعتي و جالي الموظف وقال لي:
“البطاقة دي ترجع كمان أسبوع زي ما وعدتيني لأنك زي ما شرحت لي محتاجاها لغرض التأمينات، أما لو كنتِ هتشتغلي بها فده موضوع تاني و لها إجراءات تانية..”
و قبل ما ادخل في متاهات قصرت على نفسي المسافة و قلت له:” أكيد يا أستاذ هتكون عندك كمان أسبوع”
و هنا كان لازم اصارع الزمن إني اخلص الإجراءات، والكشف الطبي، و اقدم على التأمينات في أسرع وقت ممكن..
و طبعا في كل ده كان لازم اخلص كمان إجراءات البطاقة اللي للأسف أتعطلت بسبب موظفة عند مديرية أمن سموحة رفضت تغيير الحالة الاجتماعية.. و كمان بالنسبة لمهنتي على الباسبور قالت لي:” مش هغير هالك إلا لما تطلعي الكارنية الجديد”
و طبعا الدنيا مبتقفش على حاجة.. غيرت المكان كله و رحت يومها قدمت عند قسم بورسعيد و كانت الدنيا اظرف و محدش بيطلب طلبات اكتر من اللي مكتوبة، و بالنسبة لتغيير الحالة كان كل اللي مطلوب القسيمة المصرية و دي كانت معايا طبعا، و بالنسبة لمهنتي اثبتوها بكارنية النقابة، و كمان ختم النقابة و وزارة السياحة على ورق البطاقة نفسه..
و خلصنا كمان من القصة دي لأنها كانت مشكلة وهي إني بحاول اعمل ورق كتير و في كل ده البطاقة بتاعتى غير سارية، بس طبعا البطاقة لسه مش هتطلع دلوقتي.. يعني لسه قدامها شوية وقت..
وفي مفرمة الأوراق دي فكرت كمان في الاوراق المطلوبة مني علشان اقدم على شهادة ميلاد للبيبي لما ارجع كندا و من ضمنها شوية الأوراق خاصة بروميو لازم اترجمها بالعربي..
و طلعت على المجمع النظري اللي قضيت فيه 8 سنين من عمري لما كنت في مصر، و بعد ما سيبت الورق لمكتب الترجمة طلعت على الكورنيش و جيبت سندوتشات فلافل و اتغديت و انا ببص على (قلعة قايتباي) اللي كانت باينة لي كامتداد للكورنيش الجميل..
و افتكرت ايام كتير.. افتكرت لما كنت قاعدة في نفس المكان مع صديقتي من كورس الياباني و لما كنت بقرا لها إعلان جريدة الأهرام و أنا بقولها بكل حماس:يلا نسافر دبي”
و افتكرت أحداث كتير، و الأيام خدتني قد إيه و ودتني، لكن القعدة دي فضلت عندي بالدنيا ومافيها..
و قمت بعدها و اتجهت لمكتبة إسكندرية اللي قضيت فيها سنين و سنين، و اتفاجأت انهم فتحوا عندها فرع للبن البرازيلي، و قعدت شربت القهوة عندهم وبعدها دخلت الحرم الجامعي..
قعدت اتمشى في كل الأماكن اللي شهدت سنين دراستي اللي أنا فخورة بها جدا لدرجة إني مصممة ما ادرسش حاجة تانية في كندا و يكون كل تركيزي على الناحية العملية فقط، أما الأكاديمية فأنا مكتفية بها من أيام جامعة الإسكندرية..
طبعا ما أنكرش إن في الإجازة دي كنت متعايشة مع فكرة إن ماما و مرات اخويا و ولاد اخويا واخدين بالهم من البيبي جدا، و أنا عايشة حياة الطائر اللي بيطير، و بيرفرف، و بيخلص أوراقة.. بعدين يطلع يتمشى علشان يسترجع ذكرياته..
لكن بعد مدة 4 ساعات بالظبط من الجولة دي كان لازم ارجع للبيبي و ده هيكون دايما البرنامج.. 4 ساعات مصالح حكومية مصحوبة بتمشية بعدين ارجع البيت و بالليل خروج مع البيبي اللي لازم يشم هواء إسكندرية..
و بدأت الخروجات الحلوة و اللي كان معظمها عند مول سان ستيفانو وهو مولي المفضل في اسكندرية، وكمان السينما اللي فيه.. علاوة على التمشية على الكورنيش اللي من الناحية دي و اللي فعلا حلو جدا و هواه يرد الروح..
كان البيبي فرحان ومزقطط تمام زي مامته و كنت بكلمه و أقول له:
“انت ولد اسكندرانى إيطالي كندي.. أنا عارفة انك هتكون متلخبط شوية بين ال 3 دول، لكن خليك في جدعنة الاسكندرانية، و شياكة الطلاينة، ولطافة الكنديين”
كان يرد على بضحكة تفرح القلب و يمكن دي كانت لغة التواصل بينا وقتها.. و طبعا هو كان لسه نونو صغير يا دوب شهرين و 3 أسابيع..
و بدأ بعض من أفراد العيلة ييجوا يهنوا و يباركولي، و البعض الأخر واخد موقف أو بمعنى أصح أنا واخدة منهم موقف، وبعض منهم طلب اني اروح اسلم عليهم لأنهم مش متعودين على الخروج..
و مشيت الأيام متتالية بين إني بخلص الإجراءات، و بين إني أخرج بالليل و بدأت كمان ادخل السينما مع بنت اخويا الصغيرة الجميلة اللي طلعت بتحب السينما تمام زي عمتها..
لحد ما جه يوم الكشف الطبي وعمل الكومسيون اللي لازم علمه علشان التأمينات..
بس قبلها كنت لاحظت ان مرات اخويا وماما بيجهزوا حاجة السبوع بتاعة البيبي و عملوا أكياس السبوع، و قبل حتى ما نعمل السبوع لقيت نفسي خدت شوية أكياس سبوع و رحت بها على مستشفى النقراشي علشان اعمل الكشف الطبي..
و أول مكان كان لازم اروحه هو مكتب فيه موظفة بتبص فيه على البطاقة و طبعا لقيتها منتهية و قالت لي:
“إيه ده!! لا مش هينفع تعملى الكشف الطبي خالص.. استنى بقى لما تطلعلك الجديدة”
رديت و حكيتلها الحكاية، و بعدين افتكرت الكارت الرابح و قلت لها:
“أنا معنديش وقت خلاص.. انتِ عارفة أنا لسه والدة من شهرين و جايه لكم من أخر الدنيا.. أنا جاية من كندا علشان اخلص الحوار ده و ارجع”
واتبدل وش الست تماما وقالت لي:” إيه ده! لا لو كده اعديكي.. حمد الله على سلامتك يا بنتي”
و لقيتني بطلع لها كيس من أكياس السبوع، و بصراحة الست كانت فرحانه بي جدا و قلبت و بقت خالتي مش موظفة حكومة، وخدتني من إيدي بنفسها و ودتني عند الكشف متغاضية عن الطابور الطويل العريض اللي كان قدامي..
و شرحت للستات اللي جوه القصة و كان كلهم عايزين يعرفوا قصة كندا و قالوا لي:
“لا ده انتِ تحكيلنا بقى كندا دي عاملة أزاي؟ و إيه اللي انتي لسه عايزاه من مصر و من الإرشاد؟”
و ضحكوا ضحكة اسكندرانية على أصولها تتماشى مع رأس التين و بحري و اللذي منه، و وزعت عليهم كلهم أكياس السبوع و تحول الكومسيون الطبي لسبوع للبيبي و قعدة ستات، و بصراحة كانت اظرف و اجمل تجربة لي في مصلحة حكومية..
و خلص الكشف في اقل من نص و كل حاجة تمام التمام و سلمت على الستات، و ودعت مستشفى النقراشي و سلالمها الضخمة و طوابير ها اللي لسه فيها ناس واقفة كتير مستنين دورهم في العلاج اللي مش عارفين هيجى امتى..
و يومها قررت إني وأنا راجعة اركب الأوتوبيس و أخده من اوله لحد سان استيفانو علشان اكمل بقية جولاتي..
بس طبعا في وسط كل ده كنت خلاص حددت ميعاد سبوع البيبي يوم 2 يوليو و هيكون كده تم 3 شهور بالتمام و الكمال.. يا ترى السبوع كان عامل إزاي؟
المزيد
1