كانت المقابلة مع بلدية جرافتون و بالتحديد Alnwick Haldimand.. كان المكان يبعد ساعتين و نص سواقة على الهاي واي، و طبعا كنت لسه مش متمكنة اني اطلع على الهاي واي أبدا.. و بكده كان لازم ادور على حد يوديني بعربيتي لحد هناك..
و افتكرت واحدة من اللي كنت اتعرفت عليهم من أخر برنامج حضرته خاص بالبيزنس في مركز TBDC ،و سألتها لو حابة توديني و احاسبها طبعا ، و ردت علي و قالت لي:
“اه اكيد.. بس ادفعيلي كاش لاني بستلم بدل البطالة و مش عايزة الفلوس دي تظهر في حسابي علشان ما تاثرش على دخلي”
و وافقت على طلبها، و قلت لها:” ماشي مفيش مشكلة”
كانت المقابلة مع بلدية جرافتون و بالتحديد Alnwick Haldimand.. كان المكان يبعد ساعتين و نص سواقة على الهاي واي، و طبعا كنت لسه مش متمكنة اني اطلع على الهاي واي أبدا.. و بكده كان لازم ادور على حد يوديني بعربيتي لحد هناك..
و افتكرت واحدة من اللي كنت اتعرفت عليهم من أخر برنامج حضرته خاص بالبيزنس في مركز TBDC ،و سألتها لو حابة توديني و احاسبها طبعا ، و ردت علي و قالت لي:
“اه اكيد.. بس ادفعيلي كاش لاني بستلم بدل البطالة و مش عايزة الفلوس دي تظهر في حسابي علشان ما تاثرش على دخلي”
و وافقت على طلبها، و قلت لها:” ماشي مفيش مشكلة”
و جاتلي الست قبل ميعادها بعشر دقايق، و رحنا مع بعض على مدينة جرافتون علشان اقابل المسؤول عن أعمال إزالة الثلج خلال فترة الشتاء..
كنت لابسة فستان بمبي و عليه الجاكت بتاعه، و كان الطقم بمبي، و كنت حاسة اني عايشة في اغنية سعاد حسني بمبي بمبي
و دخلت وانا كلي حماس وتفاؤل و نشاط
و استنت صديقتي في العربية بره، و مرديتش تدخل معايا ابدا لانها حست انها ملهاش دور على حد تعبيرها..
و دخلت المكتب بأبتسامة مشرقة، و لقيت رجلين في انتظاري
كانوا شقر، وعيونهم زرقاء، و وشهم أحمر
و سألوني:” الملح ده موجود عندك في كندا؟”
قلت لهم :” لا انا وسيط”
قالوا لي:” احنا ممكن نخزن لك و احنا لوحدنا هنسحب منك 10 الاف طن،بس طبعا انتِ لو هتجيبي حمولة مركب هتجيبي حمولة كاملة يعني 35 ألف طن هتقدري تدفعيهم؟
قلت له:” ليه؟! هو ماينفعش تدفعولي مقدم؟”
ضحك و قال لي:” لا طبعا.. مفيش حاجة اسمها كده.. الدفع عند الإستلام مفيش حاجة اسمها مقدم”
و بصراحة دي كانت الخلاصة.. الملح عايز حد تقيل و معاه مليون دولار يحطها في شحنة كاملة، و بعد كده يوزعها بمعرفته.. غير كده ملوش سكة..
و شكرتهم و مشيت .. و ركبت مع صديقتي في عربيتي، و قعدت تكلمني شوية عن مشكلة عندها وأنها مهددة في السكن، و بتدور على مكان..
و قالت لي:” انا مش عارفة اروح فين؟”
حاولت اركز معاها على نقطة انها تشتغل و تحاول تطلع من موضوع الإعانة لأن ده هيساعدها انها تلاقي سكن، لكنها كانت رافضة الفكرة تماما..
و حاسبتها زي ما قالت لي، و مشيت في حال سبيلها، لكن كانت صعبانة علي وقولت لنفسي:” ابقي اسألي عليها من وقت للتاني”
و لما وصلت على البيت لقيت ماما بتحكيلي على جارنا الطيب اللي جنبنا، و انه خبط و ساب طبق حلويات معاها..
و جاري ده بقى كانت حكايته حكاية..
كان الجار اللي جنبي على طول.. و اول واحد رحب بي اول يوم نقلت البيت الجديد..
خبط علي و جاب لي طبق حلويات، و فرح جدا لما شاف معايا بيبي..
و سألني:” انتِ سينجل مام؟”
رديت و انا متغاظة و بقول لنفسي – يعني انا بقى مكتوب على جبيني سينجل مام دي- و قلت له:” اه .. بس عرفت منين؟”
قال لي:” ما اقصدش اضايقك، بس معظم الستات في العمارة دي سينجل مام”
ابتسمت و قلت له:” لا مش بتضايق، بس عارف انا مبحبش الوصف ده”
قال لي:” ليه؟ بس دي حقيقة صح؟”
قلت له:” و لو.. بس مش بحبها.. بحس انه المسمى دي بيخليني تحت يافطة أو فئة معينة، و انا مبحبش التصنيفات بصفة عامة”
ضحك و قال لي:” باين عليكي ذكية.. انتِ دارسة إيه؟ و بتشتغلي إيه؟”
و حكيتله شوية عن نفسي، وبدأ يحكي لي هو كمان عن نفسه..
و عرفت منه أنه أرمل.. مراته اتوفت من سنتين، و بقى وحيد بالرغم ان عنده ولد و بنت كبار، لكن كل واحد منهم عايش في مدينة تانية، و محدش بيطل عليه إلا كل فين و فين..
كانت صحته على قده و بيمشي بالعافية، و بالرغم انه كان عنده 70 سنه، إلا انه كان باين عليه انه أكبر من كده بكتير
و من يومها كان دايم السؤال علينا، و كان دايما يسألني على البيبي، و بقت عادة عنده انه يجيب لنا كيك، و عصاير،و لبن للبيبي..
كان دايما يقول لي:” انا بتصعب علي الأطفال اللي بتربيهم امهاتهم لوحدهم، و بيسيبوهم ابهاتهم بإرادتهم .”
كنت برد عليه و اقول له:” و مين ما بيصعبش عليه.. بس ده حال الدنيا”
و علشان ما يقلبش الكلام معاه دراما كنت بحاول اتكلم معاه في حاجات كتير، و كنت الوحيدة اللي بتخليه يضحك كمان..
و بدأت انا و ابني و ماما نحس بالمسؤولية ناحية الرجل ده، و بقت عادة عندي اني اخبط عليه كل يوم قبل ما اطلع البيت.. كنت عايزة اطمن عليه، و كنت بخاف حاجة تحصل له و هو لوحده بصراحة
كان أول جيراني المقربين، بس مش آخرهم
و في الوقت ده كنت بستعد اني اشارك في مؤتمر مهم بالنسبة لي
كان المؤتمر ده منظمه مركز Acces اللي اتخرجت منه قبل كده، و كان البرنامج الثاني اللي حضرته علشان اخطط للبيزنس بتاعي
كنت مشاركة بصفتي المتخرجة الوحيدة من البرنامج اللي سجلت شركتها خلال سنة 2019
كان المكان في مدينة (ماركام)، و دي بقى سوقت لها و انا متمكنة جدا و مش خايفة خلاص..
وحضر المؤتمر ناس مهمة جدا من رئيس مجلس إدارة بنك ،RBC و عمدة مدينة ماركام، و واحدة من أنجح رائدات الأعمال في المجال الغذائي في تورنتو..
كنت فرحانة جدا اني على نفس مستوى الناس دي، و علشان كده كنت من ضمن الناس اللي هتتكلم و الحضور جايين علشان يسألوهم..
و اتفاجأت اني اكتر واحدة كنت بتسأل.. بحكم إني اكتر واحدة بتمثل المهاجرين الجدد اللي بيحلموا يكون عندهم البيزنس الخاص بهم في كندا..
و كالعادة اتعرفت على ناس كتير، و طلعت في كذا مجلة، وكذا جريدة..
و رجعت و انا سعيدة، و معايا هدايا كتير، و بيزنس كارد لناس مهمة كمان..
و قعدت احكي لماما و انا فرحانة، و هي فرحانة بي، و قالت لي:
” انا دوري انتهى خلاص.. انا جيت لك و انتِ في اكتر الفترات الصعبة، و همشي و انا مطمنه عليكي”
و بصيت عليها وقلت لها:” ليه يا ماما؟ انتِ قربتي تمشي؟”
قالت لي:” اه .. انتِ نسيتي و لا عاملة نفسك ناسية”
و بصيت على النتيجة لقيت ان اليوم ده كان 17 يوليو، ورحلة ماما يوم 21 .. يعني كمان 4 ايام..
و بالرغم اني عارفة ان ماما فعلا قعدت معايا كتير ، لكن ما شبعتش منها.. هو حد يشبع من أمه..
و رديت عليها وقلت لها:” ايوه يا ماما كنت عاملة نفسي ناسية لكن ههرب منين من الحقيقة”
و بدأنا نحضر الشنط علشان سفرية ماما.. يا ترى اليوم ده كان عامل إزاي؟ و مين اللي هيكلمني في نفس اليوم و يقابلني؟
المزيد
1