و وصلت عربيتين بوليس و لقيوني واقفة في الشارع عند الكافية وواقفة معايا حماتي لسه، أما ابنها فكان ساب دراعي أخيرا و راح ناحية البيت.. طبعا الشارع كان مقلوب و كان مليان ناس..بصيت لقيت الست الإيطالية واقفة في ضهري، وبدأت كلامها مع البوليس و قالت لهم:
“جوزها عضها و كلنا شهود عليه، و كمان هددها بالقتل و هو راح ناحية البيت.. روحوا هتلاقوه هناك”
و لما بدأ البوليس يتحرك مشيت حماتي وراهم لأنها كانت خايفة على ابنها.. أما أنا فضلت واقفة في الشارع بالبيبي و حواليا ناس كتير، وكنت مش عارفة اتكلم، ولا صوتي طالع خالص..
و فضلت معايا عربية بوليس من العربيتين، و بدأ الشرطي يكلمني، و قال لي:
و وصلت عربيتين بوليس و لقيوني واقفة في الشارع عند الكافية وواقفة معايا حماتي لسه، أما ابنها فكان ساب دراعي أخيرا و راح ناحية البيت.. طبعا الشارع كان مقلوب و كان مليان ناس..بصيت لقيت الست الإيطالية واقفة في ضهري، وبدأت كلامها مع البوليس و قالت لهم:
“جوزها عضها و كلنا شهود عليه، و كمان هددها بالقتل و هو راح ناحية البيت.. روحوا هتلاقوه هناك”
و لما بدأ البوليس يتحرك مشيت حماتي وراهم لأنها كانت خايفة على ابنها.. أما أنا فضلت واقفة في الشارع بالبيبي و حواليا ناس كتير، وكنت مش عارفة اتكلم، ولا صوتي طالع خالص..
و فضلت معايا عربية بوليس من العربيتين، و بدأ الشرطي يكلمني، و قال لي:
“أتفضلي حضري نفسك لأنك هتيجي معانا على القسم علشان ناخد أقوالك”
و قبل ما اركب العربية ميلت على شابة و ادتني كارت و قالت لي:
“أنا شاهدة و شفت كل حاجة و هساعدك لأني أخصائية نفسية شغالة في المركز اللي ورانا ده.. كلميني أي وقت و هتلاقيني”
و خدت الكارت و حطيته في الشنطة.. بعدين دخلت العربية و معايا البيبي، و ركبت جنب الشرطي.. وبدأت أعيط و بصلي، وقال لي:
“أنا عارف انه موقف صعب، لكن إحنا هنا علشان نجيبلك حقك”
كنت مش عارفة أتكلم بالمرة.. كنت حاسة إني مصدومة، و من تأثير الصدمة تاه كل كلامي، و فضلت أعيط و خلاص..
و وصلنا على القسم، و اللي عرفته إن كمان روميو وصل على القسم في العربية التانية، لكنه وصل و هو في ايده الكلابشات..
و دخل كل واحد فينا مكان.. أنا دخلت اوضة كبيرة و جالي 3 محققين، و هو راح اوضة تانية ومع محققين تانيين..
و بدأ التحقيق معايا و كان فيه كاميرات فيديو علشان أتكلم و يسجلوا كل حاجة بقولها..
و جاتلي محققة و معاها انجيل و قالت لي:
“احلفي على الإنجيل انك بتقولي الحقيقة”
قلت لها:” أنا مش مسيحية و بالتالي مش هحلف على الإنجيل، لكن اؤكد لك اني هقول كلام الحق”
قالت لي:”طبعا .. اهم حاجة انك تقولي الحقيقة”
و بدأت احكي قدام الكاميرا الموقف بالظبط، و هنا بدأ البيبي يعيط و استأذن واحد من المحققين الثلاثة انه ياخد البيبي و يطلع به بره علشان اعرف أتكلم..
و فعلا خده و أديته شنطة الاكل و الغيار اللي كنت ماشية بها، و قال لي:
“متشيليش هم.. أنا هغير له و أكله.. ركزي انتِ بس في التحقيق”
و بدؤا يسألوني عن كل كبيرة و صغيرة.. و ركزوا جدا على شهادة الست الإيطالية اللي شهدت تهديدي بالقتل، و هنا لقيت نفسي بقول:
“أنا مسمعتهوش وهو بيهددني بالقتل، و لو حصل يبقى مش قاصدها.. هو عنده مشكلة مع تحكمه في غضبه، لكنه مش مؤذي ولا شرير”
كنت حاسة إن الفرصة جاتلي إني اخلص من الجوازة دي، لكن مش لازم أبدا إني أوصلها لقضية كبيرة، و سجن سنين وسنين..
و جت لحظة انهم عايزين يكتبوا تقرير عن العضة و يصوروها كمان، و بصراحة أنا رفضت ساعتها و قولت:
“أنا نفسيتي تعبانة.. كفاية أنا عايزة أروح”
كنت تعبانة جدا من الموقف، واليوم، ومن كل حاجة..
بصلي المحققين و قالوا لي:
“العضة دي هي اكبر اثبات لكي ماتضيعيش حقك بإيدك.. عموما إحنا مقدرين انك تعبانة أكيد و الموقف صعب عليكي..مفيش مشكلة.. روحي و بكرة هنبعتلك شرطي لحد بيتك بكاميرا علشان يصور العضة”
هزيت راسي و قلت لهم:”ماشي.. بس خلوني اروح”
وأنا نازلة و بعد ما أخدت البيبي اللي لقيته في حضن الشرطي، لقيت روميو في اوضة زي اللي بتطلع في الأفلام كلها ازاز و معاه محققين كتير، و استنيت شوية لحد ما طلع واحد منهم و سألته إذا كانوا هيفرجوا عنه و لا لأ.. لأنه كان عارف إني الطرف التاني في القصة و قال لي:
“على فكرة هو مش هيروح النهاردة عنده مشكلة كبيرة جدا”
سألته:”مشكلة الإقامة صح؟”
قال لي:” بالظبط.. و إحنا بلغنا الهجرة و هم هيشوفوا شغلهم، بس قبل كده هنوديه بكرة على محكمة علشان نطلع لك في اسرع وقت ممكن أمر بعدم التعرض”
كانت مصطلحات كتير و كلها جديدة علي، بس طبعا الموقف حكم..
و بصيت على روميو و كانت نظرة أخيرة و كان في موقف لا يحسد عليه.. قاعد بلبس البيت وشبشب الحمام و حواليه محققين كتير و هو باصص في الأرض، و مش قادر يبص في عينهم..
و كلمت جارتي اللي في البيت اللي جنبي و جت خدتني هي و جوزها، وفضلوا معايا شوية و طلعت البيت، و لقيت حماتي قاعدة مستنيانى و سألتني:
“ابني فين؟”
قلت لها:” معرفش.. أنا سيبته في القسم، و لو سمحتي اعملي حسابك انه مش راجع على البيت ده”
قالت لي:” ضيعتي ابني.. أنا مش هسكت ومش همشى من كندا غير لما اطلعه من القسم ده”
و قبل ما تزعقلي أو تعمل أي حاجة وقفت و قلت لها:
“اسمعي.. الموقف اصبح معقد جدا، و من الأفضل انك تنزلي عند حد تاني أو تغيري ميعاد تذكرتك”
قالت لي:” ماشي.. خليني بس أنام هنا النهاردة و بكرة هكلم واحد صاحبه و اروح اقعد عنده”
قلت لها:” ماشي.. اتفقنا”
ودخلت اوضتها و دخلت اوضتي و خدت ابني في حضني و نمت..
و طلع النهار، و فعلا جه صديقه الوحيد اللي كان أصلا مقاطعه من فترة، و جه علشان ياخد حماتى و يبدؤا يشوفوا هيطلعوا روميو من القسم أزاي.
و فضلت لوحدي في المنزل، و بدأت تجيني تليفونات كتير جدا من أماكن متعددة و كانت:
1- مركز الضحايا و ده اللي بيتابع تطورات القضية و خصوصا إنها مصنفة عنف أسري
2- دكتور العيلة اللي كلموه و قالوا له لازم يشوفني و يكتب تقرير عن حالتي النفسية، والبدنية بعد واقعة العنف الأسري
3- المحقق نفسه اللى هيبعت شرطي يصور العضة في البيت زي ما قالولي في القسم أمبارح..
4- مركز (سي ايه اس) وده المركز المسؤول عن مساعدة الأطفال اللي بيتعرضوا لأي عنف أسري و كان لازم يكونوا موجودين في الصورة لان الواقعة كلها كانت بتدور حوالين الطفل، وكلموني وحددوا ميعاد ييجوا البيت في اقرب وقت ممكن علشان يقابلوني و يتكلموا معايا و يعاينوا البيت كمان
و خدت ميعاد مع دكتور العيلة تاني يوم، و سمعت لكل المعلومات اللي زودوني بها مركز الضحايا، و استنيت الشرطي اللي جه بعد المكالمة في نص ساعة و معاه كاميرا و قال لي:
“لو سمحتي بيني العضة علشان أصورها”
كانت العضة في دراعي الشمال من فوق و كانت وارمة جدا و زرقاء، وكانت آثار الأنياب ظاهرة فيها جدا ..
و بالرغم إني كنت بحط عليها ثلج من أمبارح إلا إن شكلها بعد يوم كان مخيف، و صور الشرطي العضة و قال لي:
“من الافضل تشوفي دكتور شكلها غريب جدا…”
كنت بحاول اكون متحاملة على نفسي جدا، و خلاص من الوقت ده ورايح هحوش كل الدموع لبعدين لأن أصبح عندي مهام كتير و مسؤوليات اكتر..
و مشي الشرطي و بصيت على البيت اللي بقى فاضي، لكن فضل فيه الساكن اللي معايا.. و بدأت افكر هو انا هكمل حياتي إزاي بعد ما روميو مشي؟ و إزاي هخلص من الساكن ده؟ و هروح فين بعد كده؟
المزيد
1