كان يوم من أيام بداية شهر رمضان في أول سنة كورونا تعدي علينا..
و قررت إني أنزل أمشي إبني على البحيرة زي ما بعمل دايما…
و نزلت اتمشى به، وبعد 10 دقايق من التمشية لقيت صديقتي صاحبة جروب الواتس اب مع جوزها وبنتها الصغيرة بيتمشوا
كانوا مكشرين على الأخر، و أنا و ابني كنا مبتسمين على الأخر
كان يوم من أيام بداية شهر رمضان في أول سنة كورونا تعدي علينا..
و قررت إني أنزل أمشي إبني على البحيرة زي ما بعمل دايما…
و نزلت اتمشى به، وبعد 10 دقايق من التمشية لقيت صديقتي صاحبة جروب الواتس اب مع جوزها وبنتها الصغيرة بيتمشوا
كانوا مكشرين على الأخر، و أنا و ابني كنا مبتسمين على الأخر
و وقفوا.. و وقفت علشان نسلم على بعض، و بدأنا نتكلم، و قالوا لي:
بدأ جوزها و قال لي:” انا شايفك سعيدة ومبتسمة.. إنتِ مش واخدة بالك من المصيبة اللي بقينا عايشين فيها؟”
رديت عليه و قلت له:” اه قصدك الكورونا.. طيب هنعمل إيه بس.. أهي حاجة مسيرها يوم هتروح لحال سبيلها..”
و هزت صديقتي راسها بطريقة فيها سخرية من كلامي، و كمل جوزها الكلام، و قال لي:
“إحنا بنعيش أسود أيام حياتنا لو إنتِ مش واخدة بالك”
و مش عارفة إيه اللي خلاني أرد عليه من غير تفكير و أقول:
“لا أنا عيشت أسود من كده أيام ما كنت في دبي.. و ابتسمت..”
وردت صديقتي و قالت:” دبي..دبي.. هو مفيش غيرك كان في دبي، و لا غيرك كانت تجربته صعبة.. و بعدين إيه شكل الصعوبة يعني.. انا من وجهة نظري إن تجربتك زي أي تجربة.. يعني السواد الأعظم..”
اتضايقت جدا من كلامها، ومن حكمها على أكتر حاجة تعبتني، و ألمتني في حياتي و هي: تجربة دبي، و حسيت ان مش من حقها ابدا انها تقول لي كده، و قاطعتها و قلت:
“و انتِ عرفتي منين تفاصيل الحكاية علشان تحكمي؟ و إزاي قدرتي تحددي إن تجربتي عادية.. عموما اشكركم على الدردشة الجميلة دي، و انا ورايا تمشية اكملها علشان اتخلص من أي توتر أو قلق …”
و مشيوا في اتجاه، و انا كملت طريقي…
و عند نهاية الممشى قابلت شخص كان مش ممكن اتصور اني اقابله في اليوم ده…أو في المكان ده
كان الشخص ده هو الشاب الإيراني اللي كنت بدرس له عربي أيام دبي.. الشخص اللي كنت بعلمه لهجة إماراتية بناء على طلبه..
وقفنا و بدأنا نتكلم و إحنا الاثنين مستغربين اننا شايفين بعض في المكان ده، و في الوقت ده …و بدأ كلامه معايا و قال لي:
“بتعملي إيه هنا؟ و مين البيبي ده؟”
رديت و قلت:” انا هاجرت هنا من تقريبا 4 سنين، و الولد ده ابني اللي خلفته في كندا..”
وبدأ يحكي لي عن أنه نقل لكندا، و عايش في المنطقة دي و هي نفس منطقتي… و ده فعلا لأن الدنيا صغيرة…
و كمل كلامه معايا و قال لي:” طيب إيه رأيك في كندا؟ و هل افتقدتِ دبي؟”
رديت بكل حماس و قلت له:” برغم كل التحديات اللي شوفتها في كندا إلا إني بحبها لأنها نصفتني دايما، لكن دبي اتظلمت فيها كتير، و في حاجات كتير في قلبي منها مش قادرة اصفى لها من ناحيتها أبدا..”
و تبادلنا الأرقام و قال لي:” ابقي كلميني اي وقت لو احتاجتي صديق حتى تتكلمي معاه، و على فكرة انتِ اشطر مدرسة انا قابلتها في حياتي..”
و مشي الشاب و اللي فكرني بذكريات دبي خصوصا ايام ما كنت بحاول اطلع القرش من أي مصدر علشان أصرف على مشروعي.. مشروعي اللي فشل فشل ذريع..
و اتقلبت علي مواجع كتير في التمشية دي… و كأن القدر لعب لعبته انه يواجهني بحاضري،و ماضي علشان يعلن عن حدث مهم في حياتي وهو ميلادي ككاتبة..
و فطرت.. و بعد الفطار قعدت اشتغل شوية.. لكن حاولت انام بعدها معرفتش
فضلت سهرانة ابص على السماء، و لقيت نفسي بكلم صديقة لي افضفض لها
كان بتوقيتها اليوم نهار، و عندي كان الفجر
و قعدت أحكي لها عن اللي حصل معايا النهاردة، و عن إني مش عارفة أتعايش مع تجربة دبي لأنها جوايا و ضاغطة على اعصابي جدا
و اقترحت علي و قالت لي:” طيب اكتبي”
قلت لها:” لا انا مبعرفش اكتب”
قالت لي:” حاولي.. لو حاولتي هتعرفي.. أنا واثقة”
و نهينا المكالمة.. و فتحت الكمبيوتر
و فتحت شباكي … و لقيت نفسي بكتب
وكتبت أول فصل في قصة دبي
و رجعت ل 13 سنة فاتت من عمري
و بعد ساعة لقيت قدامي فصل اسمه – حلم السفر
و نشرته على صفحتي على الفيس بوك، و دخلت نمت
و صحيت و كان نهار 29 أبريل على تعليقات كتير جدا من كل أصدقائي كلهم اجمعوا على بعض الكلمات و كانت:
أسلوبك جميل و شيق- انزلي بسرعة بالفصل الثاني- و أكتر جملة لمستني كانت.. إنه ميلاد كاتبة
و فعلا انا اتولدت من اليوم ده من يوم 29 أبريل 2020 لما مسكت قلمي، و بدأت اكتب قصتي بكل تحدياتها و اسرارها
واجهت فيها خوفي، و واجهت فيها ذكرياتي
علشان أعلن عن ميلادي الجديد
ميلادي ككاتبة من عصر الكورونا..
و انتهى شهر أبريل و هبدأ شهر مايو .. آخر شهر لي في مرحلة أول سنة بيزنس
يا ترى بدأت شهر مايو بإيه؟
المزيد
1