وقررت اخد ماما و البيبى و روميو رحلة إلى شلالات نياجرا بس المرة دي تكون منظمة عن طريق شركة سياحة.كانت صاحبة الشركة و المنظمة ست لبنانية كنت اتعرفت عليها عن طريق الفيس بوك..
كان الجروب جميل جدا و كلهم عرب من دول كتير متنوعة و عجب ماما جدا لأنها كانت مفتقدة العربي، لكن ماعجبش روميو اللي قال لي:
“انتي جايباني مع عرب ليه؟ وأنا بقى المفروض أتكلم معاهم إيه طول الرحلة؟!”
رديت و قلت له:” أولا انت طالع مع أسرتك و مش مطلوب منك تندمج مع حد، ثانيا أنت بطبعك ما بتندمجش مع حد فماعتقدش هتيجي تندمج النهاردة يعني!”
رد و قال لي:” آه فهمت.. يعني الرحلة دي معمولة علشان تريحي مامتك و انا اخر اهتماماتك.. طيب اعملي حسابك لما أمي تيجي من إيطاليا تعملي لها رحلة زي دي، بس دوري لها على جروب إيطالي إحنا مالناش دعوى بالعرب”
و بدأت أحس أنه بيتكبر جدا على فكرة إني عربية بالرغم انه كان بيداري النقطة دي، لكن بدأت أحسها و خصوصا لما كنت ارد عليه و أقول له:
“إزاي ما لناش دعوى بالعرب! أنا مصرية عربية .. لغتي العربية هي لغتي الأولى و لغتي الأم و دي هويتي.. و بعدين أبني نصه مصري و هعلمه عربي إن شاء الله و انت علمه إيطالي.. انت ناسي اتفاقنا ؟”
أتحرج شوية من كلامي معاه و حاول يغير الموضوع، بس كنت حساه مش عاجبه وفعلا حسيته شايف نفسه جدا لمجرد انه أوروبي و هز راسه و هو مش عاجبه و سكت..
وبدأت اركز على ماما و البيبى و أحاول أنسى كلام روميو، أما روميو فطلب مني البيبي و قال لي:
“أنا هخلي بالي منه .. اغير له و ارضع بالببرونة و اشيله .. خليكي انتِ مع مامتك”
كنا طول وقت الرحلة محط أنظار وإعجاب الركاب اللي ستات كتير و إحنا نازلين من الأوتوبيس و رايحين ناحية منطقة الشلالات قربوا مني و قالوا لي:
“يا بختك بجوزك.. قمر شكلا و موضوعا.. شوفي الرجالة الأجانب متعاونين إزاي.. ده مخلكيش تمسكي البيبي لحظة واحدة..”
طبعا هم شايفين الصورة من بره زيهم زي بنات كتير و أنا نفسي كان تفكيري كده قبل ما اتجوز بأجنبي.. كنت فاكرة انهم ملائكة و بيدلعوا الست على الأخر، لكن لكل شيء وجه أخر، و معاه اتعلمت كل وجوه الحقيقة المزيفة..
و نزلت مع ماما و اتصورت معاها عند الشلالات اللي عجبتها جدا، و بعدين اتصورت مع البيبي اللي روميو ادهوني بالعافية و كان خايف عليه حتى انه يتصور قريب من الشلالات حتى لو تبعدنا عنها أميال ..و اتصورت صورة جماعية معاهم كلهم و لما ببصلها بلاقي قد إيه روميو كان مجبر على اليوم ده و كان حقيقي رايح غصب عنه..
و بعد جولة الشلالات طلعنا على مكان جميل قريب من مدينة (نياجرا اون ذا ليك) و كان فيه مصنع للشوكولاته و عجب ماما و اشترت منه حاجات كتير علشان الحبايب في مصر..
أما الغداء فكان في مطعم(ماندرين) الصيني المشهور بنظام (الأوبن بوفيه) و كلنا واتبسطنا ماعدا روميو اللي ماكانش عاجبه حاجة، و طبعا بيدور على أكله الإيطالي لكن المكرونة اللي عندهم ما عجبتهوش و قالي لي:” مكرونة صيني فعلا”
و خلصت الجولة الحلوة و كانت أخر محطة فيها إننا نروح (أوت ليت) علشان نتسوق و هنا انفجر روميو و قعد يقول لي:
“أنا اه قلت لك خليكي مع مامتك بس انتِ ناسياني خالص.. انتِ ناسية إن النهاردة عيد جوازنا”

كنت عايزة أقول له:” و ده المفروض يوم احتفل به؟! ده يوم نكبة علي!!”
وتاه مني الكلام و معرفتش ارد عليه وقلت له:” انت مش شايف انت بتتعامل معايا إزاي طول اليوم .. أنا مش حاسة إننا بنحتفل بعيد جوازنا خالصّ”
قال لي:” طيب حقك علي.. تعالي نسيب البيبي لمامتك و ننزل نتمشى لوحدنا خصوصا إنها تعبت من جولة النهاردة”
و استأذنت ماما اللي رحبت بالفكرة جدا، و بدأت أنا و هو نتمشى و دخلت محل (بدي شوب) و رحت اشتريت لنفسي برفان و اشتريت له وقلت له:
“بالرغم من كل شيء أنا هحاول احتفل معاك و دي هدية بسيطة مني لك”
شكرني و قال لي:” أنا عارف إني كنت قاسي عليكي الفترة اللي فاتت بس أوعدك إني هتغير”
طبعا الكلمة دي أصبحت لا تعنيلي أي شيء و بقيت ما بصدقهاش تماما لدرجة اني مبقتش برد عليها خالص، وبعمل نفسي كأني ما سمعتهاش من الأساس..
و خلص اليوم و رجعنا البيت و كانت ماما مبسوطة من الجولة، لكنها كانت حزينة علي وقالت لي:
“أنا مش عارفة الرجل ده هيعمل معاكي إيه لما امشي! إذا كان حياتكم كده و انتِ لسه والدة و أنا هنا، أومال لما امشي هيعمل إيه؟!”
و بدأ نفس السؤال يشغل بالي و يسيطر على تفكيري.. و هنا بدأت أفكر في فكرة ترحمني من كتر التفكير يا ترى فكرت في إيه؟

10