كنت من أيام دبي، و أنا عارفة و مسجلة في موقع بقدر أجيب من عليه طلبة بيدوروا على انهم يتعلموا عربي، و كانت ميزته انه بيضمن أن الطلب بيدفع عن طريقهم الاول، و كمان لو حصل أي إلغاء للحصة في أخر دقيقة يتم خصم المبلغ من حساب الطالب، و يدفع الموقع للمدرس.. و بالتالي وقته ما يروحش هدر، و دي كانت أكبر مشكلة بواجهها في دبي و أنا بدرس و الناس تلغي معايا في أخر لحظة، و وقتي يروح هدر..
كنت من أيام دبي، و أنا عارفة و مسجلة في موقع بقدر أجيب من عليه طلبة بيدوروا على انهم يتعلموا عربي، و كانت ميزته انه بيضمن أن الطلب بيدفع عن طريقهم الاول، و كمان لو حصل أي إلغاء للحصة في أخر دقيقة يتم خصم المبلغ من حساب الطالب، و يدفع الموقع للمدرس.. و بالتالي وقته ما يروحش هدر، و دي كانت أكبر مشكلة بواجهها في دبي و أنا بدرس و الناس تلغي معايا في أخر لحظة، و وقتي يروح هدر..
الموقع ده أسمه Preply والتسجيل فيه سهل، وغير معقد بالمرة.. طبعا الموقع بيخصم نسبة من الفلوس كعمولة، لكن في المجمل نسبة الخصم مش كبيرة، و بالتالي المدرس مش خسران خصوصا لو حدد سعر معقول، و كمان فيه أهم ميزة وهي أن التدريس بيكون عن طريقهم سواء التدريس الشخصي أو عبر الإنترنت، و لو عبر الإنترنت فبيكون بإستخدام نظام مكالمة الفيديو اللي تبع الموقع…
و رجعت حسابي اللي كنت قفلته من فترة، و جاني طلب من أم مصرية عايشة في أمريكا، و بتدور على مدرسة عربي لبنتها عبر الإنترنت..
و اتفقنا على كل حاجة، و بدأت معاها الدروس… و اللي كانت مرتين في الأسبوع بمعدل ساعة في المرة..
و بصراحة كانت أول مرة أستخدم خاصية اني اشتغل عبر الانترنت لأن أيام دبي اشتغلت مع الموقع ده، لكن كنت بروح للناس لحد عندها و بالتالي مكنش عبر الإنترنت.. و هنا كانت تجربة جديدة تليق بعصر الكورونا الإفتراضي..
و حاولت أتأقلم بسرعة على طريقة التدريس دي و اخلي البنت تتفاعل معايا، و ما تبقاش كسلانة، او سرحانة، أو في عالم تاني..
و كان التحدي التاني في عملية التدريس دي هي إبني اللي طبعا مكانش سايبنى.. بس فهمته أنه يقعد جنبي، و كل اللي عليه انه يردد الكلام زي ما البنت اللي في شاشة الكمبيوتر بتعمل..
و عجبته الفكرة، و بدأ فعلا يعمل كده، و بالتالي تخطيت التحدي التاني..
و اتفقت معايا الام على شهر فقط، و طبعا أحسن من مفيش..
و حاولت أشغل نفسي على قد ما أقدر بين تسويق الكمامات، و بين شغل التدريس، و مهامي كأم..
لكن بصراحة الفلوس كانت كلها في شحنتين أتاخروا جدا، وكل ما اتابع مع الناس في الصين يقولوا لي لسه بدري، و بالتالي وقف الدخل بتاع الكمامات بسبب تأخر جدول الشحن.. و طبعا دي مشكلة كبيرة..
وحاولت أرجع أكلم العميلة اللي عندها منتج غذائي… اللي قابلتها في معرض شهر مارس علشان أشوف لو مستعدة تمضي معايا تعاقد لأن فكرة الكمامات دلوقتي مش مضمونة..
و ردت علي و قالت لي:” احنا بندرس الموضوع انا و جوزي .. و احتمال كبير نمضي معاكي في مايو.. يعني كمان أسبوعين..”
و فضلت المشكلة الكبرى عندي إن مهما حاولت اجمع فلوس مكنتش عارفة احوش أي حاجة في الفترة دي علشان شقة مصر، و لقيت اني محوشتش أي دولار… و كنت متوترة جدا، و خايفة خصوصا اني متفقة مع الرجل اني اكون مسددة في سنة 2020 – 250 ألف جنيه مصري يعني بما يعادل 25 ألف كندي و طبعا ده مبلغ كبير، و بشاير 2020 مش مطمنة بالمرة..
و حاولت أكون متفائلة، و ما أيأسش، و أركز على حلمي، و ما اخافش…
و فضل استاذي الوسيم يتابعني، و يسأل علي، و كان مبهور بكل اللى بحكيله عليه، لكن كان قلقان جدا من موضوع الكمامات المتعطلة دي…
و في نفس الوقت كان شايف مستقبلي فيها فكان بكل ما عنده من حماس كان بينقله لي علشان أفضل مكملة في الموضوع ده، و قال لي:
“ركزي في موضوع الكمامات الموضوع… ده ممكن يحقق لك أحلام كتير، و يمكن يحقق لي أنا شخصيا أحلام معاكِ”
و ابتسمت و قلت له:” إزاي؟”
قال لي:” انا ممكن أعرفك على شركة كبيرة جدا و تكوني الوسيط اللي يوصلهم بالمصانع دي، بس طبعا تكون مهمتك التفاوض، و انك تجيبي افضل جودة،و أقل سعر… ”
و كمل و قال:” و طبعا في الحالة دي هكون شريك معاكِ لأني انا اللي هعرفك على الشركة، و انا اللي هعمل التعاقد معاهم، و بالتالي العمولة تتقسم بيني و بينك”
كنت مترددة، و في نفس الوقت متشجعة و انا بسمع الكلام ده.. بس كنت حاسة ان تعاملنا مع بعض في البيزنس بالشكل ده هيدمر العلاقة اللي بينا اللي اساسها المشاعر و المساندة بدون مقابل .. لكن افتكرت كلمة رئيسة الجمعية الغذائية اللي قالت لي ” مفيش حاجة من غير مقابل خصوصا في عالم البيزنس، و العواطف و المشاعر ملهومش مكان..” و فعلا كان معها حق في كل كلمة قالتها..
و حاولت أشجع نفسي و رديت على استاذي الوسيم، و قلت له:
“ماشي.. اتفقنا.. ابقى عرفني عليهم بس مش دلوقتي..” خليني بس اشوف موضوع تعطل الشحنات وجدول الشحن اللي عرفت أنها أزمة عالمية، و الأمور هتتحسن على شهر يونيه ..يعني كمان شهر و أسبوع..”
و اتفقنا على كده، و بصيت له تاني، و قلت له:” صحيح مقولتليش.. ايه هي أحلامك؟”
قال لي:” نفسي يكون عندي كوخ كبير في منطقة حلوة يكون بيت اجازاتي، و بيت كبير أعيش فيه في وسط المدينة”
بصيت له، وأنا كلي حماس و طاقة، و قلت له”ياه انت عارف ان دول حلمين من ضمن أحلامي الكتير..”
قال لي:” بجد.. يمكن الكمامات دي هتساعدنا احنا الاثنين نحقق نفس الحلم..”
و بصيت له تاني و قلت له:” و يكن القدر و النصيب يخلينا أصحاب نفس البيت ”
بصلي و عينيه كلها حب حاول انه ما يعبرش عنه بالكلام، و قال لي:” انتِ بالنسبة لأي حد شريكة أحلامه”
و فرحت و رديت:” حتى أنت؟”
لقيته بص للسماء لكن مسك إيدي و رجع و قال لي:” إلا أنا.. أنا شخص ما اتخلقتش للاستقرار ولا حلمي أن يكون عندي أسرة.. لكن..”
سألته:” لكن إيه.؟”
و ساب إيدي و قال لي:” خلي الوقت اللي يقول كلمته، و أوعدك إني افضل دايما جنبك”
و بالرغم ان الكلام ده كان يعتبر رسالة مباشرة صريحة مني له… إلا أنه لام علي اني ما عبرتش له عن مشاعري وقت ما رجع و مشاعرة حية، و لقى مشاعري ماتت..
و حسيت ان قربي منه زي الجنة والنار في نفس الوقت.. و حسيت بلوعة الحب اللي اصبت قلبي من تاني
و حاولت اتحكم في مشاعري، و احب اكتر حاجة بكرهها و هي: وحدتي
حاولت اصاحبها، و حاولت افتح لها قلبي، لأنها اللي باقية لي
و بدأ شهر رمضان .. أول رمضان هيعدي علينا في عصر الكورونا..
و لأن رمضان السنة دي جاي في ظروف صعبة جدا… فكان لازم له خطة، و استراتيجية محكمة…
يا ترى عملت ايه؟
المزيد
1