و بدأت شهر فبراير اللي كان ابرد بكتير من يناير بطاقة،و حماس خصوصا اني بفكر بجدية علشان احقق مشروع استيراد و توزيع الملح الصخري في كندا..
وبدأت أدرس الفكرة بشكل عملي اكتر، وبدأت اتواصل مع ملاحات في مصر..
و وصلت لأكتر من مكان، و طلبت منهم عينات.
و بدأت شهر فبراير اللي كان ابرد بكتير من يناير بطاقة،و حماس خصوصا اني بفكر بجدية علشان احقق مشروع استيراد و توزيع الملح الصخري في كندا..
وبدأت أدرس الفكرة بشكل عملي اكتر، وبدأت اتواصل مع ملاحات في مصر..
و وصلت لأكتر من مكان، و طلبت منهم عينات.
أما على مستوى كندا.. بدأت ابحث عن البلديات اللي ممكن تطلب الملح، و لقيت بلديات كتير جدا في اونتاريو، لكن معظم الشغل معاهم هيكون عن طريق نظام المناقصات.. و على رأسهم بلدية تورنتو..
لاحظت ان في اسماء معينة و محددة في توريد الملح: من أهمها شركة Cargill الأمريكية و اللي لها فروع في كندا، و غيرها، و غيرها من حيتان الملح..
لكن برغم وجود الحيتان دي كان لسه في مجال يتسع لموزعين تانيين.. و هنا حاولت اني ارسم فكرة المشروع كلها حوالين السوق ده، خصوصا البلديات الصغيرة الموجودة في أماكن بعيدة في أونتاريو، و كمان ما بيشتروش بنظام المناقصات..
كنت بوصل لكل المعلومات دي و أحاول أطبقها في البرنامج اللي كان أفضل بكتير من المؤسسة الأولى، و ده راجع لكذا سبب من أهمهم:
1- البرنامج كان أقصر في المدة، لكن كان مكثف اكتر في كمية المعلومات
2- المعلومات ما بتعتمدش على فكرة المحاضر الواحد، لكن بتعتمد اكتر على انهم بيدعو متخصصين في مجالات متعددة وكلها ركن من أركان البيزنس، و كل واحد يدي محاضرة خاصة به و بخدماته و بموضوع محدد.. زي مثلا الحسابات- الضرايب- التسويق- الإستيراد و التصدير- المبيعات .. الخ
3- التركيز على العمل الجماعي.. و ده خلق بين الجروب روح حلوة جدا،و زود ترابطنا ببعض
كان المركز في شارع مميز جدا و عزيز على قلبي،وهي المنطقة الأساسية و الحي الرسمي للإيطاليين و المعروف بأسم (كولدج ستريت).. الشارع اللي كله كافيهات، ومطاعم ايطالية، و مقر الغرفة التجارية الايطالية، و كمان الراديو الإيطالي..
كنت دايما بنزل من الترام بعد ما بوصل لأقرب نقطة و انزل اعدي على كافية ايطالي اخد منه احلى اسبرسو و أجري على المركز علشان اتدفى طول ما انا ماشية لأن الجو كان بارد جدا، و معظم الوقت كان 20 تحت الصفر..
اما البيبي فكان كويس جدا، و كنت بحاول بقدر الإمكان اني اكمل معاه الانشطة من السباحة و الألعاب حتى في وسط الجو البرد ده..
و بالرجوع لرحلة البحث عن السكن فكانت مش مبشرة و كنت كل يوم بسمع كلمة لأ.. مش هينفع نسكنك دخلك قليل.. لدرجة ان الجملة دي مابقتش تزعجني خلاص، لكن كنت برضه بروح و اشوف اماكن و انا عندي أمل ان يمكن حد يوافق علي..
و في وسط الاجواء دي، و البرد ده جاتلي رسالة غير متوقعة تماما من شخص من الماضي.. و كان الشخص ده هو : قيس.. مجنون ليلى..
كلمني من رقم كندي و قال لي:” ارجوكي اسمعيني انا جايلك لحد عندك و عندي طلب”
استغربت جدا انه في كندا و على الأخص في اكثر الشهور برودة و سألته:” إيه طلبك؟”
قال لي:” ارجوكي قابليني.. انا عارفك طيبة، و مش هترفضي طلبي..”
كنت حاسه في صوته نبرة غريبة.. كنت حساه متضايق من حاجة، و زي ما تكون مقابلته لي فرصة انه يخفف ضغط معين من عليه..
و لقيت نفسي برد و قلت له:” ماشي انا هقابلك.. بس انا معايا بيبي صغير لازم يكون مكان مناسب، و مش بعيد من البيت”
قال لي:” اختار انتِ .. دي مدينتك انا يا دوب زائر”
و اختارك المكان، و كان مطعم برتغالي جنب حضانة ابني..
و رحت انا و البيبي بعد الحضانة و لقينا قيس واقف مستنينا..
كان لابس جاكت شتوي، و طاقية، و واقف متكتك من البرد..
و وصلت و قلت له:” حمد الله على السلامة”
و سألنا الجرسون على ترابيزة لنا، لكن المطعم كان كامل العدد، و هو فعلا مميز جدا، و يمكن احلى واشهر مطعم برتغالي في تورنتو كلها..
بصلي قيس و قال لي:” اقترحي علينا مكان تاني يا ريم قلبي”
ابتسمت و قلت له:” ياه .. ريم قلبك.. ده الكلام ده فات عليه كتير أوي.. فات عليه 7 سنين”
ابتسم ابتسامة فيها كسوف و قال لي:” بس انا عندي أمل انك هتسامحيني”
و اخترت المكان و كان مطعم ايطالي قريب جدا من المكان اللي كنا فيه، و طبعا كان لازم الاقي حاجة قريبة لأن الجو مش سامح ابدا بالتمشية و اننا نفضل في الهواء الطلق..
و قعدنا و جبنا كرسي للبيبي، و أصر قيس ان البيبي يقعد جنبه، و هو اللي ياخد باله منه لو احتاج حاجة..
و بدأ كلامه معايا و قال لي:” انا جتلك و عندي امل انك تسامحيني.. انا ضميري بيعذبني و حاسس اني ظلمتك.. ارجوكي سامحيني”
كنت حاسة انها حاجة غير إنسانية اني افضل اقول له مش قادرة اسامحك.. كنت حاسة ان فعلا جه الوقت علشان اقول له “انا سامحتك” و فعلا اشيل اي مشاعر سلبية من جوايا للأبد..
و رديت و قلت له:” انا فعلا مسمحاك.. بس انا مش داخل على انك جيت كندا مخصوص علشاني”
ابتسم و قال لي:” انتِ اذكي من اني اضحك عليكي.. و فعلا انا كنت قريب منك في امريكا، و قررت اني احجز و اجيلك تورنتو اللي معنديش اي رابط بها غيرك”
صدقته و قلت ماشي.. و لقيته بيديني علبة شوكولاته هدية و قال لي:
“انا مرضتش اجيب لك دهب انا عارف انك بترفضيه، لكن الشوكولاته اكيد مش هتقولي عليها حاجة”
و خدت الشوكولاته و شكرته .. اما هو فكانت عينيه كلها أمل انه هيطلب مني طلب و انفذه غير اني اسامحه..
و سألني:” فين جوزك؟ عاملة ايه في جوازك؟ متزعليش مني.. انا عرفت اخبار عنكم و هي أنكم افترقتم”
كنت مستغربه كلامه جدا خصوصا اني مثلا ما كتبتش حاجة على الفيس بوك، و لا اي موقع.. وسألته:
“عرفت منين؟”
قال لي:” انا اسف مش هقولك عرفت منين.. لكن انا عارف انكم افترقتم”
و رديت عليه وقلت له:” ايوه افترقنا و بينا محاكم علشان حضانة الولد”
حسيت انه سعيد بالخبر، و استجمع ثقته بنفسه اللي كانت مش هينة ابدا، و قال لي:
“تقبلي تتجوزيني؟”
بصيتله وانا مستغربة طلبه جدا، و قلت له:” لا ما اقبلش”
اتضايق و قال لي:” ليه؟! طيب ما انتِ سامحتيني.. يا ريم قلبي انا عايز اريحك انتِ تعبتي كتير في حياتك، و الجوازة دي مكانتش لكي من الأول. اديني بس فرصة اثبت لك فيها كلامي”
طبعا انا افتكرت اللي حصل بينا من 7 سنين لما وعدني وعد مزيف.. وعدني بالخطوبة و جابلي الفستان.. الفستان اللي لسه لحد دلوقتي عندي في الدولاب و عمري ما لبسته.. وعدني و حجزنا و بعدين اختفى.. فص ملح و داب..إزاي بعد الموقف ده اوافق اني اتجوزه او حتى أصدقه!
و فكرته بالموقف، و كان متضايق جدا من نفسه، و قلت له:
“مش معنى اني سامحتك اني اتجوزك.. انا سامحتك علشان نفسي.. علشان ما افضلش شايلة منك و عندي مشاعر سلبية تهدني و تاخد من طاقتي الايجابية.. يعني انا سامحتك علشاني في الاول قبل ما اسامحك علشانك.. فهمت القصة؟!”
رد و قال لي:” فهمت.. يعني طريقنا مسدود حتى بعد ما سيبتي جوزك؟”
قلت له:” بالظبط.. احنا مفيش بينا امل للرجوع لأني ما بصدقش كلامك، و اي وعد منك لي هيكون مزيف.. تمام زي ما عملت قبل كده، لأن ده طبع و محدش بيتغير علشان حد مهما كان بيحبه..”
و سمعني للآخر وكملنا العشاء، و بدأ البيبي يعيط و يزرجن على الآخر، وهو فضل شايله و يأكله شوية بشوية..
و شكرته.. و طلبت أوبر، و ودعته، و قال لي:
“انا عايزك تعرفي حاجة واحدة.. انا عمري ما هنساكي، و اشكرك على كرم اخلاقك انك سامحتيني”
رديت و قلت له:” ربنا يوفقك في حياتك، و شكرا على العشاء و الشوكولاته”
و مشي كل واحد في طريق، و من يومها ما سمعتش عنه تاني.. و راح قيس مطرح ما راح، واختفى مع وعوده الزائفة اللي مكنتش مستعدة اني اعيشها، ولا اقبلها تاني..
و وصلت بيتي، و طلعت نيمت البيبي، و فضلت سهرانة شغالة على موضوع الملح الصخري..
و طلع النهار و وديت البيبي الحضانة وكان البرد صعب جدا و الشوارع مزحلقة على الأخر.. و اخر اليوم و انا راجعة اجيب البيبي عشت تجربة خلتني اخد قرار مهم جدا في حياتي.. يا ترى إيه هي التجربة؟ و إيه هو القرار؟
المزيد
1