لما دخلت المحكمة كان فيه مفاجأتين.. الأولى: وجود واحدة ست أول مرة أشوفها. والثانية:عدم وجود روميو.. و حاولت أفهم الوضع ده، لكن ماعرفتش كل حاجة إلا لما دخلنا القاعة و جه وقت جلستنا..
و بدأ المحامي بتاع روميو بالكلام، و سألته القاضي، و قالت له:
“فين أبو الطفل؟ و مين الست دي؟”
و رد على السؤالين و قال” أبو الطفل اترحل على إيطاليا، أما الست فقاطعته وردت هي و قالت:
“أنا الجيرل فريند، و في نفس الوقت نائبة عنه”
لما دخلت المحكمة كان فيه مفاجأتين.. الأولى: وجود واحدة ست أول مرة أشوفها. والثانية:عدم وجود روميو.. و حاولت أفهم الوضع ده، لكن ماعرفتش كل حاجة إلا لما دخلنا القاعة و جه وقت جلستنا..
و بدأ المحامي بتاع روميو بالكلام، و سألته القاضي، و قالت له:
“فين أبو الطفل؟ و مين الست دي؟”
و رد على السؤالين و قال” أبو الطفل اترحل على إيطاليا، أما الست فقاطعته وردت هي و قالت:
“أنا الجيرل فريند، و في نفس الوقت نائبة عنه”
استغربت القاضي جدا، واستغربت أنا اكتر.. و ردت و قالت :
“مفيش حاجة اسمها نائبة عنه هو عنده محامي، أما بالنسبة لموضوع ترحيله أنا عايزة أفهم إيه اللي حصل”
و بدأ المحامي يتكلم و هو متأثر جدا ويوضح قد إيه إنه مصدوم و قال:
“للأسف الهجرة و الجنسية رفضت طلب الإقامة الخاص بموكلي حتى بعد ما قدم حالات إنسانية و التحاق بطفله الكندي”
و استنكرت القاضي جدا الموضوع ده، و قالت: ده ظلم..
و كمل المحامي و قال:” للأسف أم الطفل لها يد كبير في الموضوع ده لأنهم تقريبا كلموها، و هي أكدت على موضوع العنف الأسري، و كمان أشارت أنه ما بيدفعش النفقة”
و تحولت كل القاعة لي.. و كل أصابع الاتهام اتوجتهلي، و على رأسهم القاضي، و قالت لي:
“ليه عملتي كده؟ مش من مصلحة الولد”
و قبل ما تقف المحامية علشان تدافع عني، قلت لها:” لا سيبيلي أنا الطلعة دي”
وقفت و كلي غيظ.. و غضب ..و حرقة، و بدأت كلامي، و قلت:
“بتعاتبيني اني قلت الحقيقية!! و مش حاجة غير الحقيقة لإدارة الهجرة! إيه الغلط اللي عملته يعني لما سألوني و رديت عليهم؟!.. و بعدين أي مصلحة طفل اللي بتتكلمي عنها مع أب عضني، و قبل العضة كان بيعاملني أسوأ معاملة، و عمره ما حس بالمسؤولية، و الأهم من ده كله انه كان واخدني كوبري علشان الإقامة بتاعته يعني جواز مصلحة.. و نفس المصلحة عايز يكملها مع ابنه الرضيع بدون اي رحمة، وبدون حتى ما يفكر يسأل عليه، و لا يبعت له أي فلوس. و لا حتى يسأل احنا عايشين ولا ميتين.. مصلحة إيه اللي بتتكلمي عنها؟!.. عفوا أيها القانون.. و عفوا أيتها القاضي.. لكن ده العدل، مش الظلم زي ما انتِ بتقولي”
و سكتت القاضي، و اتأثرت جدا بكلامي، و قالت لي:
“انا كنت بتكلم من ناحية تانية، و هي حقه الإنساني مش أكتر انه يكون جنب ابنه، و بما أن ابنه كندي فمن حقه انه يعيش في نفس البل والحكومة ما ترحلهوش، لكن انا فاهمة مأساتك أكيد، و القانون في صفك مش ضدك أبدا، وأنا بعتذر ..و اعتبريه رأي شخصي.. مش أكتر”
رديت و قلت لها:” و أنا قبلت اعتذارك ” و قعدت مكاني..
و وقفت الست (الجيرل فريند) اللي اتفاجأت انها ممكن يكون فرق بينها و بين روميو أقل حاجة 20 سنه.. بس هي اللي أكبر مش هو..
و طلبت إنها توصل رسالة بناء على طلب روميو و قالت:
“هو فعلا معهوش فلوس أنه يدفع نفقة الطفل.. و بالمناسبة دي و طبعا لانه اترحل فهو بيلتمس أن النفقة تتوقف، أو تتلغي”
و ردت عليها القاضي و قالت:
“مفيش حاجة اسمها تتلغي، لكن ممكن تتوقف لفترة محددة و ده بناء على طلب الأم، و موافقتها فقط”
و وقفت لهم تاني، و ما أدتش فرصة للمحامية ، كان مشهد كوميدي بس درامي في نفس الوقت.. كل ما المحامية تيجي تقف اقعدها، و أقوم أنا من كتر غيظي ..
وقفت، وبصيت على الجيرل فريند اللي كان نفسي اجيبها من شعرها، و رديت و قلت:
“عايز يعني ياخد بريك (إجازة) من النفقة ؟! طيب ما هو في بريك أصلا. يعني عايز بريك من البريك؟”
و بصت لي القاضي، و قالت لي:
“اه تقصدي لانه اصلا عمره ما نفذ الحكم و دفع النفقة …فهو مدي لنفسه بريك، و دلوقتي بيطلب بريك في البريك!”
و ابتسمت بسخرية، وقلت لها:” بالظبط كده”
ردت القاضي و قالت:” لا .. طلبه مرفوض .. مفيش بريك.. قصدي مفيش توقف، و لا إلغاء للنفقة، و هتفضل تتراكم عليه، و خليه لو رجع كندا أي وقت، أو في أي سنه يبقى يدفع كل اللي عليه مرة واحدة”
و كسبت الجولة دي بإكتساح قدام الجيرل فريند.. اللي بقت صوت روميو في كندا..
وخلصت الجلسة، و صدر الحكم النهائي، و اللي كان:
حصولي على حضانة الطفل الكاملة، و الغير مشروطة، و عدم تعديل حكم النفقة
و قعدت تهلل الجيرل فريند، و تقول:” ظلم.. ظلم..”
و مشيت بسرعة، و سابت القاعة.. أما المحامي ففضل شوية..
و بعد ما الجلسة خلصت، عرضت على المحامي أننا نقعد في مكان مع المحامية بتاعتي، و وافق..
و قلت له:” انا هعمل حاجة علشان اشجع روميو أنه يتواصل مع ابنه..هلغي أمر عدم التعرض اللي كان لسه فاضل فيه سنه، وبكده يقدر يبعتلي ايميلات و رسايل، و يطلب يشوف ابنه أي وقت عن طريق (سكايب) مثلا بحكم انه في ايطاليا”
و شكرني المحامي على اللفتة دي لانه عارف اني في موقف القوة، لكن برضه ما حاولتش استغلها للأخر، و كنت حاسة بالذنب بصراحة انه ما شافش ابنه حتى قبل ما يسافر.. لكن المشكلة انه عمره ما حاول يبعتلى.. او يتوسطلي بشكل ودي.. و كانت كل حركاته تجسس، و انتقام، و خطط..
طبعا حكم المحكمة من وجهة نظري كان منصف.. و بعدين أصلا إزاي الحضانة كانت هتكون مشتركة بينا في الحالة دي!! و ابنه مسؤول مني 100%
و كملت المحامية كل الإجراءات القانونية، و قالت لي:” ده انتِ كنتِ المحامية النهاردة”
قلت لها:” الظلم، والغضب اللي جوايا خلاني اقوم و ادافع عن نفسي.. لأنك مهما كنت كاتبة من كلام، مكانش هيوصف اللي جوايا، و اللي سمعته للقاضي”
و قبل ما تمشي المحامية قالت لي:
“كده دي اخر خطوة خلاص، و استني في البريد بتاعك ابعتلك الحكم النهائي اللي تحافظي عليه دايما لان ده اللي هتقدمي به علشان تعملي إجراءات الطلاق.. كمان هعمل لك كشف بالساعات اللي اشتغلتها، و اللي كلها الحكومة و الشهادة اللي جبتيها من – ليجيل ايد- غطتها”
قلت لها:” تمام..طيب و الطلاق؟ الحكومة ممكن تغطيه؟”
قالت لي:” لا.. ده لازم تدفعيه من جيبك، و لو هتعمليه عن طريق مكتبي هاخد 1900 دولار شاملة مصاريف المحكمة”
قلت لها:” الموضوع سابق لأوانه شوية.. خليني افكر في الحكاية دي و اشوف هعمل إيه”
و انتهت الجزء المتعلق بالطفل، لكن لسه باقي الجزء الأكبر و هي علاقتي بروميو و اللي رسميا انا لسه متجوزاه سواء في كندا.. أو في مصر، حتى بعد ما عدى على انفصالنا الفعلي سنه و شهر..
و حاولت ما ارهقش مخي بموضوع الطلاق دلوقتي، و قلت خليها لما الحكم يوصل الأول …و اللي عرفت من المحامية انه عقبال ما يطلع و يتختم و يعتمد قدامه 3 شهور.. يعني على شهر نوفمبر..
و لأن حياتي محورها حاجتين: إبني ..و شغلي، فكنت حاسة ان بموضوع المحكمة أنجزت كتير فيما يتعلق بابني، و كنت حاسة اني عايزة اعمل حاجة تخص شغلي..
في الوقت ده لفت نظري إعلان من كلية قريبة من بيتي وأشهر واحدة في المنطقة اللي عايشة فيها ..كانت بتعلن عن برنامج للبزينس مدته شهر، و فيه في الآخر مسابقة، و جايزة حلوة للي فكرته هتتصنف انها اكتر فكرة عملية في البرنامج..
هل يا ترى قدمت على البرنامج ده؟ و الكلية دي اسمها إيه؟
المزيد
1