و فتحت الظرف اللي جاي موقع من العمدة شخصيا، و كان مليان كروت،وتذاكر.. و كانت أكثر من هدية تعبيرا من المدينة،وعرفانا وتقديرا عن خدماتي التطوعية في الأنشطة الثقافية و لقيت:
تذكرتين لعرض مسرحية غنائية
كارت بقيمة 75 دولار للعشاء في فندق في وسط البلد
شهادة تقدير
جواب شكر
طبعا حاجات جميلة،وكنت مبسوطة جدا لأني مكنتش متوقعاها بالمرة..
و بصراحة من سعادتي البالغة بتقدير البلدية حبيت أشارك زمايلي في الشغل، و كان في يوم كانت إدارة الشركة عاملة نشاط جماعي و كنا كلنا في مكان و متجمعين.. و هنا جت فرصة إن حد سألني عن رأي في مدينة تورنتو، و كانت فرصة إني أقول رأي، خصوصا في أكتر حاجة بحبها في المدينة؛ احتفالاتها و فعاليتها.. و طبعا ما اترددتش إني أحكي عن شكر العمدة لي، و ظرف الهدايا الأخير اللي جالي..
لكن اللي فاجأني جدا كان رد فعل مديرة الموارد البشرية .. الست الكندية صاحبة العيون الزرقاء، والبشرة الحمراء، والشعر البرتقالي.. لقيتها بكل غل بتبصلي و بترد وتقول:
“أدي فلوس البلد بتتوزع يمين و شمال على الهدايا، وإحنا التاكس باير(دافعي الضرائب) ما بنشوفش حاجة من الكلام ده!
طبعا كلامها إهانة مباشرة و مسكتلهاش و رديت عليها و قولتلها:
“الكلام ده تقوليه لما أكون ما بشتغلش و باخد بدل بطالة، لكن أنا موظفة هنا في الشركة زي زيك بالظبط.. و زي زيك (تاكس باير) مش انتي لوحدك يعني في كندا اللي بتدفعي ضرايب..”
طبعا فحمتها، و سكتت.. لكن الفكرة أزاي جاتلها الجرأة تقول لي كده؟ و إيه كمية الغل دي!!
و كالعادة الشغل بالنسبة لي كان أكتر مكان ضاغط على أعصابي. و بدأت نفسيتي تتعب منه جدا، من ناس متربصة و نفسيتها مش سوية، وإرهاق مبالغ فيه، و طبعا مسافة خرافية..
كانت أوقات كتير جدا بستنى البريك بتاعي علشان بس انزل أعيط وانا بتمشى من كتر ما أنا مضغوطة من كل حاجة، و مكنتش حاسة إن حد حاسس بي و لا جنبي .. حتى روميو كنت بحاول بقدر الإمكان إني ما احسسوش بحاجة، علشان ما يقلقش على طلب الإقامة بتاعه، ولا حتى ظروفنا المادية.. و لكن للأسف، كنت باجي على حساب صحتي، ونفسيتي جدا، و خصوصا إني حامل..
كانت اكتر واحدة بتلاحظ توتري و تعبي في الفترة دي زميلتي الفرنسية الكندية، و اللي كانت ساعات تنزل تتمشى معايا علشان حتى افضفض معاها، لكن كنت بتكسف احكي لها أي حاجة .. كنت حاسة إن كل حاجة في حياتي ضاغطة علي، و مكنتش عايزة احسسها بده، و كنت بحاول اعتذر منها أوقات كتير و امشي لوحدي لأني فعلا كنت برتاح لما أعيط، و خصوصا إن روميو لما بيلمحني وأنا بعيط في البيت بيقعد يضغط علي جدا إني لازم أقول السبب، و حقيقي مكنتش عارفة أقوله إيه! فكنت باخدها من قصيرها و أحوش كل التعب و الضغط النفسي، و انفجر يوميا لحظة البريك بتاعتي و استغل النص ساعة دي إني أطلع شوية من الطاقة السلبية اللي كانت هتموتني من الخنقة..
و كالعادة كنت بحاول دايما اخلق جو من الاحتفالات في البيت علشان اجدد طاقتنا، و كانت مناسبة عيد الشكر و احتفلنا و عملت الديك الرومي، و حاولت اعمل اي جو علشان أغير شوية من الرتابة اللي بدأت تكون موجودة..
أما الحمل فكان ضاغط علي لإني مكنتش لسه خدت قرار إني أغير الدكتورة و كنت مستنية بفارغ الصبر إني اعمل أخر سونار عندها و بعدين احول على (الميد وايف).. لكن رحت في زيارة سريعة عندها و أخيرا سمعت دقات قلب البيبي لأول مرة بوضوح.. و يمكن دي كانت أكتر حاجة فرحتني في الوقت ده..
كانت كل حاجة ماشية برتاية شديدة في الوقت ده، و كل ويك اند بقى شيء مفضل لروميو انه يفضل في البيت يومين و يزود عليهم يوم كمان من أيام الأسبوع و يفضل قاعد يتفرج على ماتشات كورة، أو يلعب على (الأي باد) بتاعي ..
كمان كان بيشجعني إني اخرج لوحدي و مش لازم يكون معايا، و ده شيء كان محبط جدا بالنسبة لي.. و هنا كان لازم أتكلم معاه و قولتله:
“انا حاسة اننا بنبعد عن بعض و انت مش مهتم بي زي الأول مش عارفة ليه؟”
قالي:” لا أبدا.. بس أنا مشتت و دماغي مقلوبة بسبب البيبي اللي جاي.. أنا قلقي اكتر منك و عايز الإقامة تخلص قبل ما يتولد علشان اشتغل شغلانة حلوة اقدر اصرف بها عليه”
قولتله:” كلام جميل.. لكن ده ما يمنعنش إني محتاجة دعمك و احتوائك لي اللي بدأ يقل جدا و بقى سبب رئيسي إني حاسة إني لوحدي، و أنا ما اقصدش المادة هنا.. أنا اقصد اهتمامك، و انك تديني من وقتك، و تفكيرك”
طبعا قعد يقولي شوية كلام، و يطبطب علي.. لكن للأسف كان كلامه كله مدهون بزبدة، و طلع عليه النهار و ساح..
و بدأت اعد الأيام لحد ما ماما تيجي مع إني عارفة إن لسه قدامها شوية وقت، لكن خلاص كان معظم الأوراق اكتملت، و فاضل بس تروح ميعاد الفيزا سنتر في القاهرة آخر شهر أكتوبر..
كنت بحلم باليوم اللي هتيجي فيه ماما و تاخد بحسي، بدل ما أنا حاسة إن روميو بقى عايش في حتة تانية لوحده، و اهتمامه قل بي في أكتر وقت كنت محتاجه فيه اهتمامه ده..
و عدى معظم شهر أكتوبر و باقي يومين فقط على انتهائه، لكن اليومين دول هيكون فيهم أحداث كتير: زي إن ماما هتروح المقابلة في القاهرة، و إني هعزم روميو على مكان جديد و مغامرة و لا في الأحلام، و كمان هنعرف نوع الجنين.. يا ترى الجنين كان ولد ولا بنت؟ و إيه المغامرة الجديدة اللي هاخد روميو معايا علشان يعيشها؟
المزيد
1