و بدأ يوم 1 أبريل بالم بس كانت بتروح و تيجي، و اللي عرفت إن اسمها (طلق الولادة).. كنت لسه قادرة أقف على رجلي و كلمت (الميد وايف) فورا اللي جت البيت و قالت لي: “ لا لسه قدامك على الأقل يوم كامل.. نصيحتي لكي انزلي اتمشي و أتحركي على قد ما تقدري”
لما قالت لي كده أدتني دفعة كبيرة، و فكرت فورا إني أشوف إيه اللي ناقص البيت علشان لما أولد على الأقل تكون فيه كل الحاجات الأساسية بدل ما أبعت روميو كل شوية على السوبر ماركت، ودي كانت مشكلة تانية بقيت بتجنبها معاه لأسباب من أهمها انه ما بيجبش أبدا الحاجة صح، وثانيا انه بيجيب أغلى حاجة و بالتالي بيخرب لي الميزانية..
و اتكلمت مع ماما علشان أشوف اشتري إيه و قالت لي:
و بدأ يوم 1 أبريل بالم بس كانت بتروح و تيجي، و اللي عرفت إن اسمها (طلق الولادة).. كنت لسه قادرة أقف على رجلي و كلمت (الميد وايف) فورا اللي جت البيت و قالت لي: “ لا لسه قدامك على الأقل يوم كامل.. نصيحتي لكي انزلي اتمشي و أتحركي على قد ما تقدري”
لما قالت لي كده أدتني دفعة كبيرة، و فكرت فورا إني أشوف إيه اللي ناقص البيت علشان لما أولد على الأقل تكون فيه كل الحاجات الأساسية بدل ما أبعت روميو كل شوية على السوبر ماركت، ودي كانت مشكلة تانية بقيت بتجنبها معاه لأسباب من أهمها انه ما بيجبش أبدا الحاجة صح، وثانيا انه بيجيب أغلى حاجة و بالتالي بيخرب لي الميزانية..
و اتكلمت مع ماما علشان أشوف اشتري إيه و قالت لي:
“لازم تجيبي أرنب علشان تاكليه على الأربعين”
ضحكت و قولت لها:” يا سلام! طيب والأرنب ده هجيبه منين؟”
و بصراحة أنا بحب الأرانب جدا في المطلق، بس ما كنتش عارفة حكاية أرنب الأربعين ده..
و افتكرت سوبر ماركت مش بعيد من بيتنا كان برتغالي و لمحت عندهم قبل كده أرانب و قولت لماما:
“ يلا بينا. أنا عارفة هنجيب الأرنب منين”
و رحنا فهلا و جيبنا الأرنب و شوية مشتريات تانية، و رجعت ماما على البيت و رحت أنا على السوبر ماركت العادي و كملت المشتريات و طلعت بها..
كانت بطني كبيرة و على اخري، و تعبانة جدا و شايلة اربع شنط كلهم خضروات و حاجات تقيلة و شكلي كان يصعب على أي حد، و المضحك إن روميو كان قاعد في حديقة البيت بيتفرج على ماتش..
و بصراحة و أنا في الطريق حسيت إن دماغي لفت و قبل ما أقع لقيت نفسي بكلم جارنا الأسباني علشان يجي يشيل معايا.. و فعلا جه في دقايق و ساعدني و شال عني، بس أول سؤال سأله لي كان:
“فين جوزك؟
قلت له:” بيتفرج على ماتش”
قال لي:” ربنا يكون في عونك. ولسه اللي جاي أصعب خصوصا بعد ما تولدي”
و بمنتهى السذاجة رديت و قولت له:” لا أنا عندي أمل انه هيتغير بعد ما البيبى يتولد، هو وعدني بكده وده اخر امل لي”
ضحك و قال لي:” و مصدقاه؟”
قلت له:” عايزة اصدقه، بس من جوايا مش مصدقاه بصراحة”
و رجعنا البيت و رصيت الحاجة مع ماما، وقعدت أفكر شوية في كلامي مع الأسباني و عن روميو، و ازاي هيكون معايا بعد ولادة البيبي..
و قعدت جنب ماما و أنا تعبانة جدا و بصت في عينيه و قالت لي:
“آه عينك عين ولادة خلاص.. شكلك هتولدي على بكرة بالكتير”
و أول ما قالت كده قلبي وقع في رجليه، و بدأ قلبي يدق من الخوف و الرهبة.. و حقيقي لحظات ما قبل الولادة مخيفة جدا..
و بدأت أحس بآلام الطلق أكتر من الأول و كلمت المد وايف اللي قاتلي:” خليكي قاعدة في البانيو علشان تخفف معاكي الآلام دي”
أما ماما كانت مستغربة جدا الكلام ده و تقولي هم مش عايزينك تولدي و لا إيه.. ده نظام غريب جدا!!..
و فعلا قعدت في البانيو و فضلت اجري في الشقة و ارجع للبانيو و هكذا، و كان الموضوع مخليني مش مستحملة اقعد هادية و في نفس الوقت مش عايزة اعمل إزعاج لحد خصوصا إننا عايشيين مع رجل غريب في البيت..
لحد ما وصلت الساعة 1 ص يعني دخلنا في أول ساعات يوم 2 أبريل و كلمت (الميد وايف) و جاتلي و قالت لي:
“أنتِ لسه قدامك شوية بس يلا بينا على المستشفى أحسن”
و سحبت الشنطة اللي كنت مجهزاها من قبل كده، و سحبت كمان ملف كان معايا و مجهزاه و كان فيه كل حاجة خاصة بتسجيلي في المستشفى و كمان بيانات تأميني الخاص اللي هتخليني اقعد في أوضة (شبة خاصة – سيمي برايفت)..
و رحت لروميو و قلت له:
“يلا بينا الست مستنية تحت البيت، بس شيلي الشنطة دي و أنا هخلي الملف معايا”
و رحنا كلنا معاها.. أنا وهو وماما، واتجهنا على المستشفى، وكانت الشوارع فاضية تماما.. لحد ما وصلنا ودخلنا كلنا، وهنا قال لي روميو:
“أنا ما أفهمش في الأوراق و الحاجات دي.. روحي انتِ سجلي نفسك”
قلت له:” أكيد.. مفهوم”
و رحت و كنت متحاملة على نفسي جدا و لسه واقفة على رجلي، و سجلت نفسي مع إدارة المستشفى و مليت كل الأوراق والاستمارات المطلوبة، و خلصت كل حاجة و راح هو يقعد جنب ماما..
و دخلت الميد وايف و مسكتني من ايدي و طلعت بي على اوضة المفروض إنها اوضة الولادة الطبيعية..كان شكلها جميل و نظيفة جدا، بس أول ما دخلتها حسيت إن الدم أتجمد في عروقي، و تاه مني كل الكلام، و سيطر علي الرعب..
و لبست لبس المستشفى، و قعدت جنبي ماما، و روميو فضل واقف يبص علينا و كانت الساعه 2 ص..
و زادت الآم الولادة، بس لسه مش المرحلة اللي هولد فيها..فضلت ماما جنبي تحكي معايا، و أنا مرعوبة، وخايفة، و مش عارفة ارد عليها و لا اتكلم خالص..
أما روميو فكان رد فعله غريب جدا و بعد ساعتين بالظبط من الانتظار وقف للميد وايف و قال لها:
“ إحنا بقالنا ساعتين قاعدين ما بنعملش حاجة.. هتولد امتى؟”
قالت له :” ما اعرفش لسه قدامها شوية، بس مش عارفة امتى بالظبط”
لاحظت انه هيترفز عليها و حاولت الطف الجو كالعادة و قلت له:
“اسمع انا عارفة ان عندك شغل.. روح البيت و أبقى عدي علي بعد الشغل إيه رأيك؟”
قال لي:” ماشي.. فكرة حلوة”
و مشي روميو، و ارتحت من توتره لأني أكيد مش محتاجه في اللحظة دي..ا و كان كفاية علي جدا ماما و الميد وايف..
و فضلت بتألم بشكل كبير، بس الغريب إني ما كنتش بصرخ زي ما كنت بشوف في الأفلام، ولا كنت بعيط، ولا حاجة أبدا.. كنت سرحانة شوية، و شوية أتكلم مع ماما، و شوية اهزر واضحك معاها، و استغربتني ماما جدا و قالت لي:
“ أنا عدى علي كتير و قليل بيولدوا، بس عمري ما شوفت حد حمول قدك”
قلت لها:” أنا بنتك آه يا ماما، بس أكيد فيه حاجات مش عارفاها عني.. و المواقف بس هي اللي تبينها، و ده موقف منهم”
و فضلت في المرحلة دي من 2 ص لحد 5 ع يعني 15 ساعة على الوضع ده.. وبدأت ماما أعصابها تتعب و هي شايفاهم مصممين إني أولد طبيعي، لكن الوضع مش باين إنها ولادة طبيعية ابدا…
يا ترى هولد طبيعي ولا لأ؟ و هولد امتى؟
المزيد
1