كان الإعلان من مؤسسة مخصصة للسيدات في دوان تاون اسمها (صحة المرأة في يديها ) او لو كتبنا الإختصار هتكون WHIWH
كانوا بيدوروا على سفيرات للصحة يعملوا ورش توعية عن محتوى صحي خاص بمرض السكر، و كانت الطريقة ان الواحد يسجل معاهم الأول و يتدرب علشان يبقى مؤهل انه يقوم يعمل الورش دي، و اللي في نهايتها في مكافأة مالية كويسة..
كان الإعلان من مؤسسة مخصصة للسيدات في دوان تاون اسمها (صحة المرأة في يديها ) او لو كتبنا الإختصار هتكون WHIWH
كانوا بيدوروا على سفيرات للصحة يعملوا ورش توعية عن محتوى صحي خاص بمرض السكر، و كانت الطريقة ان الواحد يسجل معاهم الأول و يتدرب علشان يبقى مؤهل انه يقوم يعمل الورش دي، و اللي في نهايتها في مكافأة مالية كويسة..
و بعتلهم إيميل و سألتهم لو ينفع أجي مع بيبي صغير و قالوا لي:” هو بيكون صعب بس تعالي به و نجرب”
و فعلا خدت البيبي معايا و كنت انا الست الوحيدة اللي معاها بيبي صغير في التدريب وكان التدريب يومين وراء بعض.. من الساعة 9ص-5م..
كانت الدورة التدريبية كلها عن التوعية من أضرار مرض السكر وطرق الوقاية منه، وكان فيها استمارات كتير بتساعد سفيرة الصحة علشان تعرف مين اللي ممكن يكون مؤهل علشان تكون عميلة جديدة بالنسبة للمؤسسة اللي احنا بنمثلها..
و كالعادة حاجة زي دي كانت فرصة اني اتعرف على ناس كتير و نوع من انواع Networking
و خلصت يومين التدريب و اتصورنا صورة جماعية، و قبل ما امشي خدت شيك بقيمة 150 دولار عن التدريب، اما لما ادي الورش فكل ورشة هيتصرف لي عنها 150 دولار تانيين..
كانت فكرة الورشة اني ادور على مكان او ناس و انا اللي انظمها من الصفر، و دي مهمة مش سهلة بالمرة..
بس طبعا شغلت مخي و افتكرت المؤسسة اللي كنت بروحها ايام و انا حامل و حتى بعد ما ولدت.. اللي كان كل محورها السيدات الحوامل..
و رحت اتكلمت مع مديرة المركز اللي رحبت جدا بفكرتي، و اتفقت معايا على تاريخين ادي فيهم الورش بتاعتي.. واحدة في نهاية أكتوبر والثانية في منتصف نوفمبر..
في الوقت ده رجعت افتكرت المحامية و قدرت اغيرها و لقيت واحدة تانية بناء على ترشيحات كل السينجل مام اللي على جروب الفيس بوك.. و فعلا دي اللي هتبدأ معايا جلسات حضانة الطفل و اللي هتبدأ من أول شهر نوفمبر..
أما البيت فكان احساسي فيه كل يوم بيزيد بالرعب، و بدأ يتملكني احساس ان البيت ده لو حد اتقتل فيه محدش هيحس به ابدا، و خصوصا السرداب المرعب..
و حاولت اشوف جيراني اللي على يميني و اللي على شمالي، واهو الواحد برضه يكون عارف جيرانه..
كانت جارتي اللي على اليمين ست من جزر الكاريبي ضخمة جدا و عندها حوالي 6 عيال… كان صوتها عالي، وعيالها الكبار ماشيين يشربوا حشيش في المنطقة و بصراحة كنت بحسها لبط جدا.. اما اللي على الشمال فكانت ست تركية عندها ولد عمره يمكن 13 سنة، و كانت محجبة و شكلها هادي و مسالم، لكن كانت مكشرة دايما و عمرها ما بتبتسم .. بس كنت ببصلها على أنها املي الوحيد في المنطقة الصعبة دي..
و خبطت عليها و حاولت اتكلم معاها و لقيتها فتحت لي و كانت متحفظة جدا .. حاولت تتكلم معايا لكن لغتها الانجليزية كانت ضعيفة، اما ابنها فكان بيتكلم بطلاقة.. وبدأت الكلام معاها و قلت لها:” السلام عليكم” و ابتسمت اخيرا و كانت اول مره اشوف ابتسامتها..
حاولت اقوي حلقة الوصل بيني وبينها لأنها اقرب حد لي، و حقيقي كنت مرعوبة من المكان ده دايما..
و في محاولة اني اقضي على الرعب ده كنت بحاول اعزم كل الناس اللي اعرفهم علشان ما اكونش لوحدي في البيت .. و بدأت و عزمت الفنزويلية و جوزها و طليقها لأني حتى لو ما عزمتش الطليق كانت هتجيبه معاها فكنت بعزمه و اخدها من قصيرها.. و بعدها المغربي و أمه..
كنت بحاول ما اكونش لوحدي، او اقضي معظم الوقت بره البيت و ارجع على النوم.. أما النوم فبعد كده هيطير من عيني في بيت الأشباح..
و تزامن مع الوقت ده عيد الشكر و هنا قررت صديقتي الفنزويلية انها تعزمني انا و ابني على العشاء عند خالها .. خالها ده كانت دايما بتحكي عنه حكاوي فكرتني بأغنية سعاد حسني (خالي البيه)..
و دخلت بيت خالها البيه اللي فعلا كان كبير و في منطقة حلوة.. و عرفت عن خالها انه جه كندا و اشتغل نجار سنين لحد ما عمل المحل بتاعه، و بعد سنين بقى من الأعيان .. يعني بسبب البيزنس مش الوظيفة..
كان خالها متعالي و مش متواضع ابدا، اما مرات خالها فكنت حساها شخصية تقليدية جدا و حادة إلى حد ما.. و دخلت عندهم ببوكية الورد و تورتة، و قعدت معاهم على ترابيزة العشاء اللي كان عليها لحوم و اسماك..
و بدأت صديقتي تعزم علي مش صاحبة البيت مرات خالها و شافتني ما باكلش لاني كنت مش حاسة ان صاحبة البيت بتعزم علي .. و قالت لي:
“انا هحطلك سمك.. انا عارفه انك بتحبي السمك”
اتفاجأت من رد فعل مرات خالها اللي قالت:” لا السمك ده للي ما كلوش ديك رومي.. و انتِ حطيتي لها قبل كده ديك رومي”
طبعا الكلمة نزلت على قنبلة و قمت من على الترابيزة، و لا كلت الرومي و لا السمك، و سيبت لها كل الترابيزة بدل ما تعد الأكل علي..
و بصيت لصديقتي و ما سلمتش على مرات خالها و لا خالها، و طلبت اوبر و روحت..
حسيت ان في ناس كتير طريقة تربيتها، و اكرامها للضيف ملهاش اي علاقة بإن الواحد عنده فلوس و لا لأ..
يعني افتكرت نفسي بالرغم ان ظروفي على قدي في الفترة دي بس لما بعزم حد بعمل له وليمة سمك كبيرة وبروح سوق السمك اللي عندي واجيب له احلى حاجة و عمري ما احسسه اني اللي ماسكة و بوزع.. حسيت انها تربية اكتر من ثقافة.. و بصراحة الناس اللي زي كده بتبقى فعلا ناقصة تربية، و عمر ما الفلوس تقدر تعالج شحهم النفسي..
و كعادتي من الوقت ده و قبلها اني اكتر حد بيطبطب على نفسي.. و ببسط نفسي على قد ما اقدر لاني اكتر واحده عارفها و هتعلم مع الوقت أحبها أكتر من أي حاجة و أي حد..
و خدت نفسي انا و البيبي تاني يوم و رحنا محل ايس كريم كان بيعمل يوم في الاسبوع للكاريوكي.. و رحت و غنيت و البيبي على صدري في الحمالة اللي كنت بستسهلها في معظم الأوقات.. خصوصا انه كان لسه خفيف، و صغير يادوب عمره 6 شهور..
و اخترت اغاني ايطالية بحبها جدا، و اغاني فرنسية، و كنت بغني وانا بص للبيبي و بحاول ابسط نفسي على قد ما اقدر..
بس مقدرش انكر اني كنت حاسة ان سعادتي ناقصة حته.. سعادة فيها خوف و رعب من المجهول..
و في وسط الرعب ده لقيت حاجه بتجري في المطبخ قبل ما انام و احضر رضعات الولد.. و لقيت قطتي (استلا) بتجري وراء حاجة.. و لأول مرة لقيتها راجعة لي و في حاجة في بؤها.. يا ترى (استلا) كانت راجعه بإيه؟
المزيد
1