الفصل الثالث و الخمسون: 45 دقيقة
و كانت زيارة المكان و اللي عبارة عن مستودع ضخم جدا في منطقة إيتوبيكو و اللي كان وقتها منطقة تبعد كتير عن الحي اللي كنت ساكنة فيه، و علشان اروح لها كان لازم اخد المترو و أتوبيسين كعادة المواصلات المهلكة في تورنتو اللي مش متوصله كويس بأي مكان غير الداون تاون..
و رحت لوحدي و اتفاجأت إن قدامي 45 دقيقة إني أجري و انقي مع واحدة هي اللي بتكون معايا من جوه (فيرنتشر بنك)، و ده وقت قياسي و صعب إن الواحد حقيقي يركز و يختار صح كل اللي عايزة..
و برغم مساعدة ماما الكبيرة و إنها كتبت معايا ورقة فيها كل حاجة البيت ناقصها، بس برضه ما قدرتش اركز من ضيق الوقت..
و بدأنا بأول قسم و كان قسم المراتب.. كان في منها المستعمل و الجديد.. الجديد كانت تكلفته 100 دولار للواحدة، أما المستعمل داخل ضمن الحسبة كلها و بالتالي ما فيش تكلفة إضافية لو اختارته.. و اختارت مرتبة مستعملة كبيرة و كان شكلها نضيف جدا و متغلفة و كأنها جديدة..كانت تصلح لسريرنا الكبير اللي هو سرير روميو في الأساس..
بعد كده دخلنا على القسم التاني و هو الأثاث و كان متحدد لي بما إني أسرة صغيرة إني آخد ترابيزة سفرة بأربع كراسي مش سته، و كنبة واحدة و كرسي فوتيه واحد.. و اخترت ترابيزة بأربع كراسي بدل اللي عندنا، بس مكانتش حالتها حلوة أوي لكن أفضل من اللي عندنا نسبيا، و الكنبة كانت حلوة و بتتفتح سرير كمان، و استبدلت كرسي الفوتية بكرسي هزاز..
بعدين دخلت قسم الالكترونيات و اختارت مكواة و شغالة معايا زي الفل لحد دلوقتي. بعدين سألتهم على السجاجيد والستاير قالولي:
“لا مفيش ستاير، بس من حقك سجادة واحدة” و فعلا خدت سجادة جميلة و قيمة جدا..
بعدين دخلنا على قسم الأدوات المنزلية و اخترت طقم صيني شيك و حلة و شوية ديكورات للمطبخ..
و أخيرا قسم البراويز و اخترت اربع براويز حلوين جدا للبيت كله..
و خلصت العملية برمتها و بالضبط كانوا 45 دقيقة لا دقيقة فوقهم و لا دقيقة تحتهم..
و طلعت و دفعت ال 200 دولار حق توصيل و تركيب الحاجة و قالوا لي:
“إحنا هنوصل الحاجة بكرة، بس لازم يكون في رجل في البيت يساعدنا خصوصا انك قلتي انك عندك سلم داخلي”
بصراحه أتعاملت إني معنديش رجل لأني عارفة انه مش هيساعدهم و قلت لهم:
“انا جوزي مسافر.. ممكن ادفع فلوس زيادة بس ابعتوا شخص زيادة”
ردت المسؤولة و قالت لي:” لا خلاص مفيش مشكلة”
و عملت حسابي إني أدفع أي حاجة زيادة للناس اللي هتركب لأنهم هيبذلوا مجهود اكتر من اللي المفروض بيعملوه في العادي..
و روحت و حكيت لماما و قالت لي:” حلو الكلام ده و كويس إن الحاجة هتيجي و أنا هنا علشان ارتبها لك.. أنا عارفة انتِ مش شاطرة أوي في التنسيق ” و فعلا ماما عندها حق، بس بدأت أتعلم التنسيق اللي مكانش من هواياتي قبل كده.. و دي حاجة جميلة، و مفيدة جدا..
و حكيت لروميو اللي قال لي:” أنا ما بشيلش حاجة تقيلة ظهري بيوجعني”
قلت له:” مفهوم.. اطمن انا عارفة الكلام ده .. أنا بس بقولك انهم جايين بكرة”
و عمل حسابه إن وقت ما هم يكونوا موجودين يكون هو بره علشان ما يوجعش دماغه و قال لي:” كفاية عليكي ماما”

و فعلا ماما كانت واقفة معايا و عينيها على كل حاجة، و كل حاجة اتركبت و اتفرشت صح و البيت بقى شكله حلو جدا و خصوصا السجادة وهي مفروشة.. و كانت أول مرة أشوف سجادة مفروشة في بيتنا..
و مشيوا الناس، و رجع روميو و لقى البيت كله مفروش و مط شفايفه و قال لي:
“ العفش باين قديم خصوصا ترابيزة السفرة.. أنا كنت فاكر حاجات احسن من كده”
حاولت ما اتنرفزش أبدا خصوصا إني كنت عارفة مسبقا انه مش هيعجبه، و ما اتفاجأتش بصراحة و عملت نفسى مش سامعه و غيرت الموضوع فورا..
و لما لاقاني ما بردش عليه خد علبة سجايره و الآي باد و نزل الجنينة و جت لي ماما و سألتني:
“أكيد ما عجبهوش حاجة صح؟”
قلت لها :” ما تركزيش معاه.. هو كده أقرع ونزهي”
و قعدنا نضحك شوية، و نرتب البيت، و نحاول نقضي الوقت و إحنا مبسوطين.. ده خلاص كلها ايام و ماما هتسيبني وتمشي..

و تزامن مع الوقت ده إن قطتي كانت لازم تتطعم، و لما بصيت على الفلوس اللي معايا لقيتها قليلة جدا و متكفيش تطعيمها اللي كان بيكلفني حوالي 150 دولار.. وهنا بحثت، و توصلت لمكان بيطعم القطط و الكلاب بفلوس رمزية لا تتعدى ال 25 دولار..
كان المكان في دوان تاون و كان لازم احجز معاهم بدري، و من حسن حظي لقيت ميعاد فورا.. و خليت ماما تقعد بالبيبي، و نزلت انا وقطتي في يوم التطعيم..
و وصلنا المكان اللي اسمه(Toronto Humane Society)
و دخلت مع القطة و كشفوا عليها، و بعدين طعموها و كل اللي دفعته كان 25 دولار بدل من 150 دولار طبعا وفرت كتير.. و خدتها بعد كده و هي في شنطتها و أتمشيت بها في شوارع الداون تاون، و خدتلها صور و أنا حضناها علشان تكون معايا من ضمن ذكرياتي.. أومال دي قطتي الجميلة رفيقة غربتي، وهجرتي..
و لما رجعت و بعدها بيوم على طول لقيت رسالة من صديقة من أيام دبي كانت جاية تورنتو زيارة قصيرة..سألتني على مكاني علشان تيجي تزورني، و المفارقة إنها مكانتش عارفة إني ولدت، و لا إني كنت حامل من الأساس..
ولما جت على الكافية القريب من بيتي لقيتني جيالها و أنا معايا بيبي صغير عمره شهر و 3 أسابيع، و اتفاجأت و سألتني:
“إيه ده؟ ده البيبي بتاعك؟”
قلت لها:” آه أنا ولدت من شهر و 3 أسابيع”
و بعد ما قعدنا شوية في الكافية و حكيتلي شوية عن خططها المستقبلية اللي كلها بعيدة عن دبي، فكرتني بأخر مرحلة لي و أنا في دبي لما كنت بعيش مرحلة الأحلام البعيدة..
و بدأ البيبي يعيط و قررنا نروح البيت و منها تتعرف على ماما و على روميو كمان..
و سلمت عليهم و قعدت شوية..كانت محرجة جدا إنها ما جابتش هدية للبيبي، بس فتحت شنطتها و طلعت فلوس و قالت لي:
“أنا محرجة جدا إني ماجبتش حاجة للبيبي، لكن الفلوس دي علشانه”
و لأنها كانت مغربية و بصراحة هم أهل كرم و ذوق جدا واخدت الفلوس و شكرتها جدا على ذوقها.. كنت سعيدة إني قابلتها ،و حكينا كتير، و حكاوينا كان نفسنا نكملها.. بس لا كان وقتها يسمح، و لا كانت ظروفي تسمح، و وعدنا بعض إننا نكملها يوما ما..
و مشيت صديقتي، و بدأت تطلب مني ماما إنها تنزل علشان نشتري هدايا للحبايب و القرايب في مصر خصوصا إنها خلاص فاضلها أقل من أسبوع و ترجع على مصر..
و مع كلام ماما كنت بتوه، و بشرد تماما، و قلبي يقع في رجليه، و أنا بحاول بس أتخيل حياتي من غيرها مع روميو و مع البيبي..
وفعلا نزلنا و اشترينا حاجات كتير.. و بدأت ماما تحضر شنطها، و خلاص فاضلها 3 أيام قبل السفر و طبعا كان لازم اعمل لها عشاء الوداع.. يا ترى العشا ده هيكون فين؟ و هيتزامن مع إيه؟

10