أول و أهم حاجة فكرت فيها وقتها اني اكلم قسم الاسكان اللي بيت الأشباح تابع له و اطلب منه مد لحد يوم 15 أبريل.. بس هنا رد علي مدير القسم و قال لي:
“مش هينفع خالص في أمر عندنا.. عموما خليني لحد بكرة اشوف ايه اللي هيحصل، و هرد عليكي”
و رد علي وقال لي:” اقصى حاجة عملنا مد لأمر المحكمة 10 أيام… يعني يوم 11 أبريل لازم تطلعي، لانك لو ما عملتيش كده هنضطر نطلعكم في الشارع، و الحاجة بتاعتك هنقفل عليها لأن في أمر بتشميع المكان.. ده قرار الشمع الأحمر”
أول و أهم حاجة فكرت فيها وقتها اني اكلم قسم الاسكان اللي بيت الأشباح تابع له و اطلب منه مد لحد يوم 15 أبريل.. بس هنا رد علي مدير القسم و قال لي:
“مش هينفع خالص في أمر عندنا.. عموما خليني لحد بكرة اشوف ايه اللي هيحصل، و هرد عليكي”
و رد علي وقال لي:” اقصى حاجة عملنا مد لأمر المحكمة 10 أيام… يعني يوم 11 أبريل لازم تطلعي، لانك لو ما عملتيش كده هنضطر نطلعكم في الشارع، و الحاجة بتاعتك هنقفل عليها لأن في أمر بتشميع المكان.. ده قرار الشمع الأحمر”
طبعا واضح ان المرة دي خلاص غير كل مرة، و قرار الشمع الأحمر مش ممكن يرجعوا فيه..
رجعت للست صاحبة الاستوديو، و حاولت افهمها ان صاحب البيت خلاص مضى عقد من يوم 11 أبريل.. يعني يوم 10 لازم انقل، ردت و قالت لي:” استني اسأل بابا لأن باب الأستوديو لسه ما خلصش، و مش معقول تقعدي في بيت من غير باب!”
و ردت علي وقالت لي:” للأسف دي مسؤولية كبيرة جدا، و مش هنعرف نعمل اي حاجة.. انا بقترح تروحي مثلا تقعدي في فندق الأسبوعين دول، بعدين تطلعي على البيت”
طبعا كلام مش منطقي.. و اي فندق هياخدني انا و ماما و البيبى و القطة؟ .. طيب و العفش اوديه فين؟!
وبدأت دماغي تتكركب أكتر ما هي متكركبة، و اتشوشت جدا، و ما بقتش عارفة اتصرف ازاي!
و افتكر اني في يوم من الأيام دي و انا راجعة البيت لقيت محفظة في الشارع اللي قبل الشارع اللي فيه بيت الأشباح.. و رحت خدت المحفظة من على الأرض و روحت بها على البيت.. كانت مليانة دولارت امريكاني، و كندي، و كروت بنك .. بس كمان لقيت فيها رخصة سواقة، و كان واضح جدا عليها اسم و صورة صاحبها..
و دخلت على الفيس بوك و لقيت الشخص، بس لقيت محل اقامته في امريكا مش كندا.. بعت له رسالة لكن ما وصلتش.. و هنا حاولت ادور على حد يعرفه في كندا من اصدقائه اللي بيكونوا ظاهرين على الفيس بوك..
و فعلا وصلت لواحدة باين من اسمها انها من عيلته.. و فعلا كانت الست هي أخته، وكانت ساكنة قريب من المنطقة اللي لقيت فيها المحفظة..
و اديتهم عنوان البيت و جم اخدوا المحفظة.. و شكرني صاحب المحفظة جدا و طلع لي 100 دولار أمريكي كمكافأة، بس انا رفضت اخدها لان دي امانة، و مش لازم اخد مقابل للأمانة ابدا، و حاجة زي كده عارفة انها هتفتح لي طريق مسدود انا مش عارفه اخرج منه.. زي مثلا موضوع السكن..
و بدأ شهر أبريل وكان كل يوم بيعدي فيه كنت بحس روحي بتتسحب مني، و انا مش عارفة هروح فين؟!..
لكن مع تزامن بداية شهر أبريل افتكرت أهم حدث حصل لي من سنة في نفس اليوم: و هو عيد ميلاد أني الوحيد- ماريو
وركزت انا و ماما على حاجتين:
1- حاولت ماما توفي وعدها انها تمشي ماريو اول مايتم سنه، و فعلا عملت كده
2- فكرت اني انا و ماما ننظم حفلة لعيد ميلاده، و اختارنا يوم 6 أبريل على اساس انه كان اول ويك اند ييجي بعد عيد ميلاد ماريو
و قبل حفلة العيد ميلاد اخدت قرار مهم جدا.. يوم 2 ابريل 2019 سجلت البيزنس بتاعي تحت اسم B2B Consultancy واختارت شكل المؤسسة انها تكون مؤسسة فردية على أساس أنها أسهل و أبسط طريقة الواحد يبدأ بها بيزنس في كندا.. خصوصا لو خدمات، و اتكلفت بس 60 دولار ثمن الرخصة.. كنت بعتبر البيزنس ده ابني الثاني و الدليل اني سجلته يوم 2 أبريل علشان كل سنه احتفل بميلاد ابني ماريو، و ميلاد البيزنس الخاص بي في نفس التاريخ..
و في نفس اليوم – 2 ابريل- احتفلت الست صاحبة الحضانة بعيد ميلاد ابني و لما رحت اخده اليوم ده ادتني ظرف فيه فلوس علشان اجيب له الهدية اللي تعجبني..
و جه يوم 6 ابريل، و عملنا لماريو حفلة عيد ميلاد جميلة.. كان فيها تورتة حلوة من المخبز البرتغالي، و فطاير، و ماما اتكفلت بكل مصاريفها.. و عزمت صديقتي الفنزويلية، و جوزها، و طليقها، و كلبهم، و الست صاحبة الكافية اللي من (بيرو)، و اخوها، و البوي فريند.. و جت كمان جارتي التركية، و ابنها الطيب .. يومها صديقتي الفنزويلية عملت ديكورات جميلة للحفلة، و حمت البيبي، و لبسناه بدلة اخير شياكة، و احتفلنا كلنا ..كنت مبسوطة و انا شايفاهم مبسوطين، و ماما اولهم، لكن انا كنت في حتة تانية خالص.. كنت بفكر في موضوع البيت، و ايه اللي هيحصل فيه؟
و كان من فترة حكيت للست صاحبة الحضانة و سألتها لو تعرف مكان يأجر لي، لكن ماكنتش تعرف.. بس كان قلبها واجعها جدا علي و كانت دايما تسألني عملتي ايه في موضوع السكن، و كل ما اقولها على اللي حاصل كانت عينيها تدمع..
لحد ما جه يوم 8 أبريل.. كان يوم أثنين و كان خلاص فاضل يومين على اني اطلع من بيت الأشباح، بس أطلع على أي مكان؟ مكنتش عارفة..
يومها الصبح صحيت و انا بستعد اني اودي الولد الحضانة، و من حسن حظي ان البرنامج كان اجازة اليوم ده علشان نشتغل على البيزنس بلان بتاعتنا..
و صحيت ماما و جت تكلمني و قالت لي:
“يا بنتي عملتي ايه في موضوع البيت؟ هنروح فين؟ في مجال ان الإسكان يمد قعدتنا هنا؟ طيب الست صاحبة الاستوديو وافقت تخليكي تنقلي بدري عن الميعاد؟”
وبدأت تسأل اسئلة كتير جدا من غير أول ولا آخر.. اما انا فكان ما ليش نفس اني ارد بصراحة.. كنت ماسكه دموعي بالعافية.. كنت بالظبط عاملة زى اغنية أصالة في أغنية (عيش-سكر-وطن) اللي كانت عاملة نفسها مش سامعة الكلام علشان تهرب من وجع النقاش..
و غيرت الموضوع و سألتها:” عايزة حاجة اجيبهالك و انا جاية؟”
و كانت المفارقة انها جاوبتني و قالت لي:” اه كيس سكر”
و طلعت من البيت وانا لسة ماسكه دموعي و رحت الحضانة.. و سألتني الست صاحبة البيت عن الوضع و قلت لها :” اه لازم اطلع يوم 10 أبريل.. يعني بعد بكرة”
و بدأت تدمع الست و سألتني:” طيب هتروحي فين؟”
قلت لها:” ما اعرفش.. انا مش عارفة هروح فين”
و بدأت ادمع انا كمان، و كنت حاسة احساس صعب جدا.. كنت حاسة اني لوحدي تماما، و اني تعبت حقيقي من الحرب دي، و في اللحظة دي قعدت العن الغربة، و تعبها، و مواقفها الكتير المتعبة اللي بتاخد من الواحد اكتر ما بتديله..
بس قبل ما امشي من عند الحضانة عديت على محل بقالة جنبها و اشتريت لماما كيس السكر…
و لقيت نفسي بعد ما سيبت البيبي بتصل بقسم البدلية الخاص بخدمات الطوارئ، و كلمت الموظفة و حكتلها الموقف وقالت لي:
“الحاجة الوحيدة اللي هنقدر نساعدك بها هي أننا نوفر لك ملجأ، و على فكرة دي مهمة مش سهلة لأن اصلا معظم الملاجىء كامل العدد بس احنا هنتصرف.. أما القطة فدوري على حد من اصحابك يستضيفها لحد ما تتضح لنا الرؤية خصوصا مع الست صاحبة الاستوديو اللي انا نفسي بقيت حاسة ان في حاجه غلط من وراء الاستوديو ده”..
و بصراحة كلمة ملجأ دي لوحدها كانت بتدخلني في حالة سيئة جدا لما بسمعها، و كنت بحس ان الحال اتدحدر بي جدا، و كل ده لي لأن دخلي 1600 دولار في تورنتو، و ده معناه اني ما أقدرش اجر اي مكان.. اما لو كنت عايزة اجر اوضة كان الأمر أسهل، لكن هأجر اوضة ازاي و انا عيلة!!
و سمعت كلامها للأخر، و كانت اخر كلمة في وداني بترن هي كلمة شيتلر(ملجأ)…
و بعد المكالمة دي قفلت، و دخلت مكان كنت دايما بعدي عليه في الرايحة و الجاية بس عمري ما دخلته، لكن المرة دي قررت اني ادخله..
كان المكان هو (مقابر ماونت بليزنت) .. كانت مقابر كبيرة جدا، و فيها جناين بمساحات شاسعة… معرفش ليه قررت اروح امشي فيها.. يمكن حسيت اني عايزة افصل عن العالم اللي عايشة فيه و اروح مع العالم الآخر …
و دخلت المقابر، و افتكرت كلامي مع ماما و هي بتسألني و انا مش عارفة ارد عليها..
و هنا بدات دموعي انها تنزل، و افضفض شوية مع نفسي.. و الكلام اللي جوايا توصفه بدقة كلمات اغنية اصالة في ردي على ماما و انا بقول لها:
حبيبي أنا عاملة مش سمعاك عشان خايفة لا يوم اتهد
مانا من كتر أوجاعي بخاف أوصف مشاعري لحد
بخاف على بكرة من بكرة، وأخاف دايماً أنا م الجاي
وقلبي مات على فكرة لكنه مُصِّر يظهر حي
في ناس الغربة كسراها وناس الغربة كارهاها
وناس مضطرة فـ بتبعد وشايلة بلدها جواها
و فضلت ماشية في المقابر و انا ببكي .. فضلت ماشية كتير، و كان الضباب أكتر
لحد ما قعدت جنب مقبرة كان عليها صورة شخص يشبه لبابا
كانت صورته فيها ضحكة و فيها تفاؤل
في جو كله كآبه، و خوف، و ضباب، و موت
و هنا بس قعدت على كرسي جنب المقبرة دي علشان يدور بيني و بين صاحب الصورة دي حوار
يا ترى اتكلمنا في إيه؟
المزيد
1