و حكيت لماما على موضوع المقابلة اللي هتكون في مقاطعة تانية، وقالت لي:
“طيب و هتسيبي ابنك ازاي؟”
قلت لها:” ما انتِ معاه يا ماما.. و بعدين انا هروح و ارجع في نفس اليوم”
و حاولت اني الاقي حل وسط علشان ما اتعبش ماما..و كان الحل اني اخد الاوتوبيس نص الليل علشان يوصل الساعه 7 ص، و تيجي الشركة تاخدني من مونتريال و نروح على ميعادنا الساعه 9 ص في (تروا ريفيير).
و حكيت لماما على موضوع المقابلة اللي هتكون في مقاطعة تانية، وقالت لي:
“طيب و هتسيبي ابنك ازاي؟”
قلت لها:” ما انتِ معاه يا ماما.. و بعدين انا هروح و ارجع في نفس اليوم”
و حاولت اني الاقي حل وسط علشان ما اتعبش ماما..و كان الحل اني اخد الاوتوبيس نص الليل علشان يوصل الساعه 7 ص، و تيجي الشركة تاخدني من مونتريال و نروح على ميعادنا الساعه 9 ص في (تروا ريفيير).
و سيبت ابني، و كانت اول مرة ابات و انا بعيد عنه، لكن هو نام في حضن ماما و انا نمت في الاوتوبيس…
و وصلت الصبح و غيرت هدومي و لبست تايير شيك جدا كنت جايباه من ميلانو و عليه جزمه سوداء، و سرحت شعري، و لبست طقم اللولولي بتاعي..
وجه الشاب اللي قابلته في المعرض و خدني من مونتريال.. و بدأ يسوق بي متجها إلى (تروا ريفيير)..
و بدأ يحكي لي عن طبيعة شغله و انه تقريبا سمسار معدات ثقيلة، و حديثا فكر في موضوع الملح بعد الأزمة الاخيرة اللي حصلت الشتاء اللي فات..
و عجبه جدا طريقة تفكيري و اني قدرت اوصل لفكرة زي دي و قال لي:
“انا هوديكى 3 شركات هنوريهم العينات و المواصفة اللي معاكي، و انا هحاول اوصل للاتفاق.. يعني احنا هنشتغل كفريق، و العمولة بينا بالنص”
و اتفقنا على كده خصوصا انه اللي جايب العملاء، و عملاء كلهم من مدينته..
و وصلنا (تورا ريفيير).. كانت مدينة هادية جدا مفهاش اي حاجة مميزة على عكس مونتريال الصاخبة ..
و دخلنا الشركة الأولى و عرفتهم بنفسي و كانوا ناس كتير جدا.. و عزموا علينا بالقهوة، و بعدين بدؤا يشوفوا العينات..
و بدأت اتكلم معاه بالانجليزي و هم كمان تجاوبوا معايا جدا، لكن مع الشاب كان كلامهم بالفرنساوي .. الفرنساوي بتاعهم
كان فرنساوي غير اللي اتعلمته تماما و هو المعروف في المقاطعة كلها ك (كيبيكوا)
و سألوني:” احنا بنعتذر لو بنتكلم بالفرنساوي بس تقريبا انتِ فاهمة”
قلت لهم :” انا اتعلمت فرنساوي في مدرسة في تورنتو، لكن بصراحة مختلف عن اللي سمعته ده”
ضحكوا و قالوا لي:” اكيد.. احنا مميزين في كل حاجة”
كانوا لطاف في المطلق، لكن كنت حاسة انهم لهم فعلا طريقتهم في كل حاجة.. تمام زي ما قالوا”
وخلص الإجتماع.. وقالوا الرد هيجي عن طريق الشاب الكيببيكوا اللي معايا..
و طلعنا على الشركة الثانية، و كانت شركة ضخمة، و بعد ما قابلناهم راحوا بينا على الميناء.. ميناء (تروا ريفيير)
و قعدوا يشرحوا لي عملية تفريغ سفن الملح بتتم ازاي لما بتوصل على المينا هنا، و اللي عرفته منهم انهم لهم أماكن تخزين بأسمهم في الميناء دي تقريبا 60% من مساحتها..
كانت جولة مميزة جدا و كانت اول مرة اشوف مركب ضخم للملح الصخري وهو جاي من بلد تانية و عليه الملح عامل زي الجبل الأبيض..
و سألتهم:” الملح ده جاي منين؟”
قالوا لي:” من المغرب و سعره ممتاز، و نأمل ان سعرك يكون أفضل لأن دي الحالة الوحيدة اللي هتخلينا ناخد منكم (وهنا يقصدونا انا والشاب اللي معايا””
بصلي الشاب وقال لهم :” احنا هنديكم افضل الاسعار انا واثق من كده”
كنت بحاول اجمع الكميات، و كانت الكميات كبيرة يعني ما بين الشركة الاولى و الثانية حمولة سفينة كاملة.. يعني 35 طن ملح
و ودعنا الشركة الثانية بعد ما سيبت معاهم العينات، و طيرنا على الشركة الثالثة..
و قابلنا المسؤول وكانت شركة تخصصها معالجة مياه أحواض السباحة و كانت بتدور على أقراص الملح للمعالجة..
و حتى العينات دي كانت معايا و عرضتها عليه .. لكن الكمية المطلوبة كانت قليلة جدا، و بالتالي سعري مكانش منافس بالمرة و رد المسؤول و قال لي:
“لا انا هكمل شغل مع الموردين بتوعي لاني اصلا ما بحتاجش كميات كبيرة، بس لو في المستقبل احتاجت كميات كبيرة هرجعلكم”
و شكرناه و مشينا.. وعمل لي الشاب جولة أخيرة في المدينة، و اتغدينا على السريع و قلت له:
“اشكرك على تعبك و مجهودك، و اتمنى نشتغل قريب مع بعض”
و وصلني عند محطة الاتوبيس، و ركبت الاوتوبيس 7 ساعات تانيين علشان اوصل على البيت الساعة 10 م بعد يوم متعب و حافل جدا..
و استقبلني ابني بفرحة كبيرة، و كنت حاسة ان اليوم ده بمية يوم لاني مش متعودة انه يبات بعيد عني..
و طبعا انا ما نسيتش ابدا مهام الأمومة و اللي كنت بعملها على اكمل وجه، بس طبعا وجود ماما كان شايل عني،و كانت بتساعدني كتير..
و لقيت مقالة في الاسبوع ده عني من واحدة بتكتب عن الأمهات الجدد في تورنتو في بلوج اسمه (تورنتو نيو مام)
اختارتني اني اكون الأم اللي هتسلط عليها الضوء في الشهر ده، و كتبت عني مقالة جميلة، و حطت صورتي انا و ماريو، و كمان بعتتلي هدية جميلة..
و بصراحة اللفتات دي بتفرحني جدا، و خصوصا لما بتجيلي من جهة غير متوقعة او بتكون زي مفاجأة.
و فضلت مكملة عناء توصيل الولد الحضانة اللي بعيد و بتاخد مني ساعة و نص في الطريق الواحد و كنت بقول لنفسي:” إزاي عاملة كده في نفسك و انتِ عندك عربية؟”
و كان لازم اواجه خوفي و الاقي طريقة علشان اتجرأ فيها على السواقة.. يا ترى عملت ايه؟
المزيد
1