طبعا كنت بحاول بشتى الطريق آني ارفع من روحي المعنوية في الفترة دي بس كنت حاسه بإحباط.. إحباط من تقديمي المتكررعلى شغل، و محاولاتي إني أترقى من مجال خدمة العملاء اللي ببساطة حسسني إني ببدء من الصفر تمام زي ما رحت و ابتديت من الصفر أيام دبي..
و الغريب إن روميو ما ساندنيش أبدا المرة دي، و كان له رد فعل مختلف عن كل مرة و قالي:
طبعا كنت بحاول بشتى الطريق آني ارفع من روحي المعنوية في الفترة دي بس كنت حاسه بإحباط.. إحباط من تقديمي المتكررعلى شغل، و محاولاتي إني أترقى من مجال خدمة العملاء اللي ببساطة حسسني إني ببدء من الصفر تمام زي ما رحت و ابتديت من الصفر أيام دبي..
و الغريب إن روميو ما ساندنيش أبدا المرة دي، و كان له رد فعل مختلف عن كل مرة و قالي:
“مشكلتك انك عايشة على أمل انك تترقي بسرعة أو تشتغلي في مجال أو مكان قريب للي اشتغلتيه في أخر سنتين لكي في دبي، و ده مش هيحصل بالسرعة اللي انتي متخيلاها. كمان ظروفك أتغيرت، و بقيتي حامل.. و أديكي شوفتي محدش هيشغل واحدة فاضلها شهور و تاخد أجازة أمومة سنة..
بصراحة كلامه كان صح، بس أنا مكنتش عايزة اسمعه، و كنت محتاجة اسمع كلمة تشجيع، بس ما لقتش و كمل و قالي..
“فوقي شوية و بطلي الأحلام اللي انتي عايشة فيها دي و خليكي على أرض الواقع.. حياتك أتغيرت و أتغيرت للأبد.. انت ما بقتيش البنت اللي عايشة لوحدها و بتسافر بالطول و العرض..كمان انت منتظرة طفل، و حياة تتبني من الصفر مع واحد ظروفه أصعب منك بمراحل..”
كلامه كان واجعني جدا و لقيت نفسي مش مستحملاه و قولتله:
“أنا محتاجة اقعد مع نفسي شوية لأني تعبانة جدا و مشوشة”
و فعلا رحت أوضتي الصغيرة و اختليت بنفسي في محاولة مني أني اكون مع نفسي و لو على الأقل يومين من غير ما حد يأثر علي بكلامه..
قعدت أستعرض شريط دبي و شريط كندا و شوفت التعب في الأثنين و شوفت خيبات الأمل الكتير، بس كمان شوفت في دبي إني حققت حاجات كتير، لكن كانت في أخر الرحلة مش في أولها أبدا..
بدأت أقول لنفسي:” ليه الإحباط؟! خلي عندك أمل و أفتكري إن مفيش وضع دائم حتى لو مش مرتاحة فيه..
و قتها قريت مقالة عجبتني جدا عن قانون الطبيعة و الجهود المهدورة .. عجبتني جدا الفلسفة اللي فيها و اللي بتبين أن الفشل الحقيقي هو أن الإنسان يبطل سعي و بكلماتي أنا يبطل يحلم كمان..
ببساطة شديدة الأسود بتنجح في نسبة قليلة من مطارداتها إنها تفوز بالفريسة، و أمطار كتير بتنزل في المحيطات و البحار.. و لا عمرنا سمعنا عن أن الأسد بطل يصطاد لأنه فاهم إن نسبة هروب الفريسة منه هي 3 أضعاف نجاحه في أصطيادها، و لا بطلت الأمطار تنزل على المحيطات.. و هو ده قانون الطبيعة و اللي بيساعد على التوازن اللي مهم جدا علشان الحياة تكمل…
حاولت أتخيل نفسي في الموقف ده، و إني ما ابكيش على الجهود المهدورة، بل بالعكس أتعلم من كل موقف و يكون درس بشكل أو بأخر..
و طلعت سريعا من الحالة النفسية دي و كانت بداية شهر سبتمبر 2017، و لقيت نفسي ببعت لمهرجان السينما إني موافقة اكون من المتطوعين معاهم خصوصا انهم كانوا بعتولي استمارة التقديم..
و اخترت الحد الأدنى من الساعات و مكان واحد فقط و ده طبعا لأني حامل، و كفاية إني بقضي 12 ساعة في الشغل يوميا ما بين وقته و ما بين مواصلاته..
و أترد علي بالقبول و كلها 10 أيام و هنزل أتطوع، و كمان تكون فرصة إني أخد روميو و ادخله أفلام مجانية من التذاكر اللي باخدها كمتطوعة..
أما على مستوى البيت، فكان الشاب الأسباني ملتزم جدا في كل حاجة و كان تاني شهر له و دفع قبل حتى ما يبدأ الشهر بيومين، و حسيت انه ملتزم و مش هيضايقنا أبدا في موضوع الإيجار، و فعلا قد كان..
و على مستوى الشغل حاولت ألهي نفسي بأي فكرة و إني ابص على نص الكوباية المليانة و هي إن الشغل ده بالرغم من انه مضايقني جدا نفسيا إلا إن لو أنا خدت أجازتي في أوائل مارس باعتبار أني متحدد لي ميعاد ولادة تقريبي يوم 21 مارس 2018، فكده يكون العد التنازلي بدأ و فاضل 7 شهور اقضيهم بالطول و لا بالعرض..
كانت اكتر واحدة بتهون علي الفترة دي هي الكرواتية، و كانت دايما تحكيلي إنها نفسها تقعد و تركز على امتحان رخصة التمريض بتاعتها لان ده مجالها، و نفسها تكمل فيه أما شغل خدمة العملاء ده و خصوصا في الشركة دي فهلكها نفسيا..
كانت كمان مهتمة بي جدا و دايما تسألني عن صحتي و كنت في أول 3 شهور(فيرست تراي ماستر) معنديش أي مضاعفات، و كنت مش حاسة أصلا بأي أعراض للحمل زي اللي كنت بشوفها في التليفزيون أو بسمع عنها..
أما الحمل نفسه فكنت بدأت اروح للدكتورة المتخصصة و اللي في التوقيت ده عملتلي أول (الترا ساوند) علشان تسمع دقات قلب البيبي..
الغريب إنها قالتلي:” أنا مش سامعة أي دقات .. خليكي بعد أسبوعين تانيين و نبقى نسمع دقات القلب”
وقتها رجعت البيت وأنا قلقانة و جالي أحساس إني أصلا مش حامل و قولت لروميو:
“هو أنا ممكن مكنش حامل أصلا؟!”
قالي:” لا طبعا و ده قلق طبيعي، و عموما أستني كمان أسبوعين و ارجعي تاني للدكتورة زي ما قالتلك”
وقتها جاتلي كوابيس كتير كلها إن البيبي ده مش حقيقي و إني مش حامل و لا حاجة..
و معرفتش أفضفض مع حد خالص و سكت.. لحد ما قابلت موظفة في الشغل معايا كانت كندية فرنسية نقلت من مونتريال على تورنتو بعد الجامعة و كانت موظفة في قسم التحصيلات..
كانت لطيفة جدا، و لما عرفت إنها حامل و تقريبا ميعاد ولادتها هيكون بعد ميعادي بأسبوع بقينا أصحاب و بقت هي مرجعي في كل حاجة، خصوصا إنها عندها ولد و ده تاني بيبي..
و أتكلمت معاها في جزئية دقات قلب البيبي الغير مسموعة و طمنتني جدا و طبطبت علي و قالتلي:
“أنا عارفة الفترة دي بتكون كلها قلق و توتر.. أنا هكون جنبك دايما لو احتاجتي أي حاجة”
و كانت فعلا قد كلامها، و فضلت دايما واقفة جنبي نفسيا و ده اللي كنت محتاجها أكتر من أي حاجة تانية!
أما ماما ففكرة إن مواعيد شغلي بقت ساعتها كتير بقى صعب إني اكلمها زي أيام دبي، و بقت افضل طريقة هي رسايل صوتية قصيرة عبر الواتس اب .. بس بصراحة كنت بدأت احس إنها بعيد أوي و إن وجودي في كندا فعلا زود المسافات..
أما عيلة روميو فكانوا دايما على ميعادهم معانا كل يوم أحد و كانوا دايما يبينوا حبهم لي من وراء الشاشة، لكن لما قابلت حماتي في الحقيقة مكانتش دي حقيقية مشاعرها أبدا للأسف..
كانوا فرحانين جدا و كان كل كلامهم انهم متوقعين إن البيبي ولد تمام زي ما روميو بيحلم..
و بشكل لا أرداي لقيت نفسي و أنا بتمشى في يوم مع روميو داخلة محل ملاس أطفال و اشتريت طقم للبيبي و هنا ثار روميو جدا و قالي:
“إيه لازمتها تشتري هدوم لواحد لسه ما اتولدش؟!”
استغربته جدا و قولتله:” أزاي يعني و إيه المشكلة.. كل الناس بتبدأ تشتري حاجات للبيبي و هو لسه ما اتولدش”
و بالرغم إن الفلوس ما كنتش من جيبه إلا انه قعد يزعق و يعلي صوته، و أنا معرفتش ارد أبدا على طريقته دي و مشيت في الشارع في محاولة مني إني امشي لوحدي..
و طبعا حصلني و وقفني و كان نفسه يكمل خناق اللي مكنتش فاهمه سببه..
و فضلت ماشية في الشارع و أنا بعيط و مستغربة هو بيزعقلي ليه !! بدل ما هو اللي يجيب حاجة للبيبي؟ و إيه اللي أنا عملته غلط؟..
لحد ما مسكني من ايدي جامد و قولتله:” أرجوك سيني دلوقتي ما تخلنيش أعملك مشكلة في الشارع”
و فعلا ساب أيدي، و لكن وأنا راجعة قابلتني جارتي اللي في البيت اللي جنبي، و اللي كانت هي كمان حامل بس خلاص فاضلها شهر و تولد..
و خدتني من ايدي و عزمتني عندها و قالتلي:
“خدي نفسك و احكيلي”
و بعد ما فضفت معاها و مشيت و رجعت البيت لقيت روميو مستنيني و هو بيعتذر و بيقولي:
“أنا آسف مش عارف أنا أتصرفت كده ليه! بس أعصابي مشدودة، و بعدين أنا مش عايز كمان تبدأي انت اللي تجيبي كل حاجة للبيبي، أنا نفسي احس إني قادر أسعدك و اجيبله و اجيبلك كل حاجة”
و صفيتله بسرعة جدا، لكن نبهته إن طريقة الصوت العالي دي هتكون عواقبها وخيمة لو كررها معايا..
وتعبيرا على حبه و اهتمامه بي قرر انه يعمل لي حاجة هتفرحني جدا.. يا ترى عملي إيه؟
المزيد
1