وبدأ شهر ديسمبر بأن المدرس التركي مشي و جاتلنا مدرسة جديدة بداله .. و طبعا جاية بأسلوب جديدة، و مدرسة في التدريس مختلفة تماما عنه..
و قبل ما المدرس يمشي بيوم كنت عرضت عليه و باقي الجروب فكرة أننا نشترك في (بازار للكريسماس) عامله مطعم قريب من بيتي القديم، و كنت عرفت منه انه هو و مراته بيعملوا ديكورات (هاند ميد – صناعة يدوية)، و كمان مناسب للبنت اللي معانا اللي بتعمل اكسسوارات، و بالنسبة لي مكان ابيع في الملايات و اعمل تجربة كده..
و فعلا كنت متزعمة الموضوع ده، و اتفقت اني هشترك في ترابيزة مع البنت الفنزويلية، و المدرس و مراته ياخدوا ترابيزة لوحدهم في المعرض و اللي هيكون يوم 15 ديسمبر..
و مشي المدرس، لكن فضل رقمه معايا و قبل ما يمشي قال لي:
وبدأ شهر ديسمبر بأن المدرس التركي مشي و جاتلنا مدرسة جديدة بداله .. و طبعا جاية بأسلوب جديدة، و مدرسة في التدريس مختلفة تماما عنه..
و قبل ما المدرس يمشي بيوم كنت عرضت عليه و باقي الجروب فكرة أننا نشترك في (بازار للكريسماس) عامله مطعم قريب من بيتي القديم، و كنت عرفت منه انه هو و مراته بيعملوا ديكورات (هاند ميد – صناعة يدوية)، و كمان مناسب للبنت اللي معانا اللي بتعمل اكسسوارات، و بالنسبة لي مكان ابيع في الملايات و اعمل تجربة كده..
و فعلا كنت متزعمة الموضوع ده، و اتفقت اني هشترك في ترابيزة مع البنت الفنزويلية، و المدرس و مراته ياخدوا ترابيزة لوحدهم في المعرض و اللي هيكون يوم 15 ديسمبر..
و مشي المدرس، لكن فضل رقمه معايا و قبل ما يمشي قال لي:
“انتِ شاطرة جدا و انا متوقع ان هيكون بينا شغل” و فعلا ده هيحصل ..
كمان قال لي:” لو احتاجتي اي حاجة قوليلي.. انا عارف ناس كتير و اقدر اساعدك لو احتاجتى حاجة”
وقتها مجاش فى دماغى ممكن يساعدني في ايه، بس فعلا هطلب منه انه يوصلني بحد، لكن كانت كارثة بجميع المقاييس..
طبعا شهر ديسمبر بيكون الثلج فيه كتير وخلاص مفيش مفر من الشتاء.. و بدأت احس بمعاناة شديدة من فكرة اني اطلع اغسل في المغسلة اللي في الشارع مع بيبي و في عز الثلج.. و هنا قررت قرار.. قررت اني اشتري غسالة..
و دخلت على (كي جي جي) ولقيت غسالة حلوة جدا ب 150 دولار بس طبعا المشكلة التوصيل.. و دورت على حد يوصلها لي و لقيت واحد على (كي جي جي) برضة و قال لي : التوصيل ب 70 دولار، لكن المشكلة الكبرى لما جه و لقى سلالم كتير و بدروم مارضيش يدخلها لي ابدا، لكن انا ساعدته و جه كمان ابن جارتي التركية علشان يساعدني لما لاقاني بحاول اعتل الغسالة مع الرجل .. و شكرته على ذوقه و جدعنته..
و دخلت الغسالة أخيرا في السرداب المرعب.. و كده فاضل الاقي حد يركبها لي لان وصلاتها و تركيبها عايز حد متخصص..
وقتها مش عارفة ليه افتكرت المدرس التركي وسألته:” انا جبت غسالة وبدور على حد يركبها لي .. تعرف حد؟”
قال لي:” اه.. في شاب سوري كنت اتعرفت عليه في المركز من فترة قريبة جدا و كان شغله كله تصليح و تركيب غسالات”
قلت له:” حلو جدا.. عز الطلب.. خلاص اديني رقمه و ابقى كلمه برضه و وصيه علي”
و فعلا كلمت الشاب السوري و اللي كان واضح انه لسه جاي طازة على كندا من طريقة كلامه، و اللي بدأ اصلا و قال لي:
“اهلا بكِ مدام انا عارف انك من طرف المدرس التركي.. خلاص شوفي اليوم اللي عايزاني اجيلك فيه البيت علشان اركب لك الغسالة”
و مع جدولي كان لازم الوقت بعد ما اكون خلصت البرنامج و جبت ابني من الحضانة.. حاولت اخد منه ميعاد على الساعة 4 ع، لكن رد وقال لي:
“انا عندي بس ميعاد فاضي الاسبوع ده.. يناسبك بكرة الساعه 7م؟”
كنت حاسة الوقت متأخر خصوصا اننا في عز الشتاء، بس قلت مش مشكلة هعمل ايه يعني..
وجه الشاب و كان يوم بارد جدا من بدايات شهر ديسمبر و كان معاه شنطة كبيرة فيها الأدوات بتاعته، و فتحت له الباب وانا شايله ابنى وقلت له:
“اتفضل”
و مشيت انا في الاول بعدين مشي هو ورايا، و حطيت البيبي في المرجيحة بتاعته قبل ما انزل على سلالم السرداب..
و نزل ورايا الشاب على السرداب و قعد يبص على الغسالة و قال لي:” تمام.. نص ساعة و هكون خلصت الشغل”
و عرضت عليه لو حابب يشرب حاجة قال لى:” اه يا ريت شاي”
و فعلا طلعت عملت له شاي و نزلت له في السرداب..
و قبل ما اطلع و اسيبه سألني:” اومال فين جوزك؟”
و بصيت عليه و حسيت احساس غريب جدا.. قلبي اتقبض منه و حسيت ان وراه شر و ان حتى سؤاله ده مش بريء، و رديت عليه وقلت له:
“جوزى فى شغله و بيجي بالليل”
و طلعت و سيبته و كنت متخوفه منه جدا.. لحد ما نادى علي، و وقفت على السلم من فوق، و قلت له:
“ايوة في حاجة؟”
قال لي:” اه كنت عايز اسألك على قطعة كده لو عندك”
قلت له:” انا معنديش اي قطع أنت اللي بتصلح مش انا..”
كنت حساه عايز يستدرجني للبدروم و كأني مكشوف عني الحجاب.. و طبعا البدروم ده لو القتيل اتقتل فيه محدش هيحس به..
و خلص شغله و سألته على حسابه و اديته الفلوس.. و قبل ما يمشي قال لي:
“انتِ بصراحة عجباني جدا.. ولقيته بيقرب منى جدا… و هنا نزل على ثباتي الانفعالي، و برود الاعصاب اللي مصحوب بحسن التصرف..
حاولت اني ما انفعلش و لا مثلا اصرخ و تخيلت لو عملت كده انه هيكتم نفسي و ممكن يتاويني في السرداب و يخبطني بأي حاجة على راسي، لكن عملت حاجة تانية خالص..
بعدت عنه كم خطوة و رسمت ابتسامة على وشي و قلت له:” خليني بس اروح المطبخ اجيب حاجة نشربها”
ولأن المطبخ كان لازق في باب البيت فاتجهت ناحية الباب و فتحته و وقفت من بره، و خبطت على جارتي، و وقفت جنبي و قعدت انادي عليه من بره و قلت له:
“اطلع من بيتي حالا يا متحرش لانك لو مطلعتش انا هجيبلك البوليس، و معندكش تصور انت ممكن يحصل فيك ايه خصوصا ان معايا شهود”
و لم حاجته و جري و قعد يتوسلي اني فعلا ما اطلبش البوليس …لانه كده هيكون جنى على كل حياته في كندا كلها و هو لسه بيبدأ فيها اصلا..
و سيبته يمشي و ما كلمتش البوليس، لكن كلمت المدرس التركي و حكيتله الموقف كله من طأطأ لسلامو عليكو علشان ما يرشحهوش تاني ويلاقي نفسه هو كمان في مشاكل كبيرة بسببه.. لأنه شخص غير سوي، و ما ينفعش يدخل بيوت الناس..
طبعا كان موقف صعب جدا، لكن اتعلمت منه ان علاقتنا مع جيرانا الكويسة ممكن تكون هي اكتر حاجة تنجدنا خصوصا في المواقف الصعبة لأن فعلا الجار هو أقرب شخص لينا.. و الحاجة الثانية و هي الثبات الانفعالي لأن التوتر و الخوف والربكة ما تخليش الواحد يفكر، و كل ما كان الموقف أصعب بيكون محتاج مننا ثبات انفعالي عالي جدا..
و اخيرا بعد العلقة دي و بعد القصة دي بقى عندي غسالة و هغسل في البيت، وده الجانب المشرق الوحيد من الحدوتة دي..
و بدأت افكر في اللي جاي لأن اللي فات مات.. و هو درس و عبرة..
و خلاص كلها اسبوع و هروح مع بقية زملائي من المركز و نشارك في بازار الكريسماس..
يا ترى البازار ده كان عامل إزاي؟ و مين أكتر حد باع فينا إحنا الثلاثة؟
المزيد
1