كان تقريبا يوم من ابرد الايام اللي عدت علي في فبراير، و زاد عليه أن الشوارع بقت مزحلقة جدا و ده بسبب البلاك أيس..
طبعا البلاك ايس عبارة عن طبقة من الجليد و مش من الثلج الأبيض الناعم اللي مفيش مشكلة ان الواحد يمشي عليه… اما البلاك ايس و اللي لما بيحصل بتعلن عنه الحكومة و بتحذر منه لأنه بيسبب كوارث..
و وصلت عند اول الشارع اللي المفروض بمشيه في العادي في 7 دقايق.. علشان ابدأ مغامرة اني اتزلج على الجليد، لحد ما اوصل للحضانة..
كان تقريبا يوم من ابرد الايام اللي عدت علي في فبراير، و زاد عليه أن الشوارع بقت مزحلقة جدا و ده بسبب البلاك أيس..
طبعا البلاك ايس عبارة عن طبقة من الجليد و مش من الثلج الأبيض الناعم اللي مفيش مشكلة ان الواحد يمشي عليه… اما البلاك ايس و اللي لما بيحصل بتعلن عنه الحكومة و بتحذر منه لأنه بيسبب كوارث..
و وصلت عند اول الشارع اللي المفروض بمشيه في العادي في 7 دقايق.. علشان ابدأ مغامرة اني اتزلج على الجليد، لحد ما اوصل للحضانة..
و على اول الشارع قابلت واحدة ست كنت لمحتها قبل كده عند الحضانة، و كانت هي كمان بتودي بنتها هناك.. و هنا بصتلي و بدأت معاها الكلام و قلت لها:
“الأرض مزحلقة على الأخر.. بصراحة انا بكره البلاك ايس ده”
قالت لي:” و انا كمان بس هنعمل ايه!!”
و بدأنا نمشي زي البطاريق شوية، و نتزحلق شوية، و نقع شوية، و بهدلة ما بعدها بهدلة..
و في نص الطريق لقيت نفسي وقفت، و وقفت الست، و سألتني:”وقفتي ليه؟”
قلت لها:” اصل انا قررت قرار”
قالت لي:” قرار ايه؟”
قلت لها:” انا هجيب عربية..مش هيعدي علي شتاء تاني في كندا من غير عربية.. انا هعمل ما بوسعي اني اجيب عربية اول ما انقل لسكن دائم”
و سألتني الست:” انتِ معندكيش سكن دائم؟”
قلت لها:” ده موضوع يطول شرحه، لكن خلاصته ان بمجرد ما آمن مكان سكني هجيب عربية فورا”
و ردت و قالت لي:” بس العربية مصروف كبير.. انتِ عارفة انا و جوزى بقالنا سنتين بنحاول نظبط موضوع العربية ده، بس مش عارفين ابدا.. انتِ فاهمة مصاريفها كتير من تمنها أو قسطها، غير تأمينها، غير البنزين، و الصيانة”
رديت عليها:” اه عارفة، بس لو حسبتها كده عمري ما هجيبها.. انا هاخد الخطوة و زي ما تيجي تيجي.. انا تعبت من بهدلة المواصلات العامة خصوصا مع البيبي، و اديكي شايفة الجو خلانا عاملين زي البطاريق”
و كملنا مشي زي البطاريق علشان ما نقعش على ضهرنا، و طول ما انا ماشية كنت بضحك، و الست كانت مستغرباني جدا.. و تقريبا افتكرتني مجنونة..
و خدت البيبي و كملت زحلقة بس المرة دى بال (سترولر)، وقلت يلا مش مشكلة هي آخر شتواية في البهدلة دي.. وفعلا قد كان!
و عدوا يومين البلاك ايس، و نزل الثلج الأبيض بغزارة، و الشوارع اتسدت، و حقيقي الموسم ده كان صعب و متعب جدا..
و افتكر ان في يوم و انا بحاول اعدي بعربية الاطفال في شوارع مكانتش عربيات البلدية جت علشان تشيل منها الثلج كان الثلج عامل زي الجبال، و علشان اعدي به كان لازم اشيل السترولر زي ما اكون بشيل قفص .. وقتها ما خدتش بالي ايه اللي حصل لأيدي، لكن لما سيبت السترولر لقيت ايدي اتشققت، و الدم كان نازل منها، و كان شكلها مرعب جدا..
طبعا الذكريات دي محفورة في ذهني، وكانت الاحداث دي دافع قوي اني انهي معاناة الشتاء مع طفل صغير لوحدنا، و بالمنطق الحل الوحيد والمنطقي هو ان يكون عندي عربية..
و رجعت افكر في موضوع السكن اللي المفروض باقي عليه اقل من 3 اسابيع، و اطلع من بيت الحكومة، و واضح ان محدش عايز يسكني بالمرة..
حاولت اشحن طاقتي الذاتية اللي بدأت تقل، لكن افتكرت الوعد اللي وعدته لنفسي.. بيت بعدين عربية.. و دلوقتي وقت البيت
و افتكرت حاجة كنت بعملها دايما لما تضيق علي الدنيا و هي اني اتصدق باللي اقدر عليه و تكون نيتي ان ربنا يسهل اموري..
و طلعت جزء من الفلوس اللي كنت شايلاها للعربية، و دعيت ربنا انه يسهل علي امر السكن .. لأن حقيقي كنت بدأت أحس باليأس، و مكنتش عايزة الأحساس ده يسيطر على خالص..
و الغربية أن في نفس الأسبوع حصلت حاجات جديدة خاصة بالسكن..
الأولى كانت إنه ردت علي واحدة عندها (بيزمنت) و قالت لي:” انا عندي بيزمنت بس هيكون جاهز يوم 15 مارس ايه رأيك؟”
و حكتلها شوية عن ظروفي و قلت لها ان البلدية هتكون الضامن في حالتي.. و مبدئيا وافقت..
و الحاجة التانية إن الاسكان الحكومي رد علي و قالوا لي: في وحدة ومتوفرة من أول مارس
فرحت و سألتهم:” فين؟”
قالوا لي:” جين و استيل”
و عملت بحث على المنطقة و لقيت نسبة الجريمة فيها عالية، فرجعت و قلت لهم:” لا انا مش عايزة السكن ده”
ردت الموظفة و قالت لي:”ماشي بس اعملي حسابك كده ضاعت منك فرصة و فاضلك فرصتين لو رفضتيهم ملفك يتقفل”
قلت لها:” مش مشكلة.. انا حاسة ان اللي جاي احسن”
و فعلا اللي جه كان احسن بكتير….
و هنا كلمت إدارة الإسكان الخاصة بالبيت اللي كنت فيه و طلبت منهم مدة إضافية لحد يوم 15 مارس.. و وافقوا بعد ما عرفتهم اني طالعة على مكان واني ما بمدش كده و خلاص..
كنت حاسة ان دي مكافأة كبيرة من ربنا على صبري و تحملي، و كمان اني مدركة أن الإنسان محتاج يتصدق.. حتى لو هو مش عايش في العز، لأن مهما كان في ناس كتير برضه ظروفها هتكون اوحش..
وبلغت الموظفة الخاصة بإسكان الطوارىء بالإنجاز الكبير و قلت لها:” احنا ممكن نروح نشوف البيزمنت يوم 1 مارس على كلام الست صاحبة البيت”
قالت لي:”تمام و إحنا هنضمنك و هنحضرلك شيك بأول و آخر شهر”
و طبعا في كل ده ما نسيتش حلمي و هو اني اعمل البيزنس الخاص بي.. وكان تركيزي على موضوع الملح الصخري و اللي تصادف ان شاب مصري من مونتريال سألني عن فكرة المشروع و حب يستضيفني في الجروب بتاعه على الفيس بوك… و فعلا طلعت معاه في اللقاء و كنت سعيدة جدا و هو بيشير إلى على اني قصة نجاح، بالرغم اني لسه في أول الطريق.. طلعت و شاركت معلومات كتير مع الناس كعادتي .. معلومات من واقع تجربتي في البحث، والإعداد للفكرة لأن مكانش لسه عندي اي خبرة عملية أو تنفيذية، لكن كان بدأ يكون عندي مصادر ممتازة للمعلومات و التجهيز لفكرة المشروع..
و مرت أيام شهر فبراير، و هيبدأ شهر مارس اللي هيبدأ بمفاجأة كبيرة جدا.. يا ترى مين صاحب المفاجاة المرة دي؟
المزيد
1