و فعلا راحت ماما القاهرة بالتنسيق مع خالة من خالاتي المقربات و قضوا نص اليوم هناك، و كانت الأوراق كاملة و مستوفية، و أتقبل منها الملف، و قالتلها الموظفة:
“كده تمام جدا.. الإيميل اللي كتباه في الاستمارة هو اللي هيجيلك عليه إشعار لما التأشيرة تخلص.. ابقي راجعي الإيميل دايما و المعاملة ممكن تاخد من شهر لشهرين، و بما انك دفعتي إننا بنبعتلك الباسبور بالبريد، هتلاقي شركة الشحن بتكلمك يوم توصيل الباسبور”
و فعلا راحت ماما القاهرة بالتنسيق مع خالة من خالاتي المقربات و قضوا نص اليوم هناك، و كانت الأوراق كاملة و مستوفية، و أتقبل منها الملف، و قالتلها الموظفة:
“كده تمام جدا.. الإيميل اللي كتباه في الاستمارة هو اللي هيجيلك عليه إشعار لما التأشيرة تخلص.. ابقي راجعي الإيميل دايما و المعاملة ممكن تاخد من شهر لشهرين، و بما انك دفعتي إننا بنبعتلك الباسبور بالبريد، هتلاقي شركة الشحن بتكلمك يوم توصيل الباسبور”
طبعا ده خبر ممتاز، و أنا كنت عملت لماما ايميل من عندي باسمها، وبكده اضمن من ناحيتي إني أتابع أي تطورات خاصة بموضوع التأشيرة الخاصة بها..
أما الحاجة التانية اللي كانت محددة إننا نعملها يوم 30 أكتوبر كانت إننا نروح للدكتورة للمرة الأخيرة و نشوف نوع البيبي.. كانت دي المرة الأولى و الأخيرة إن روميو ييجي معايا، لان قبل كده عمره ما جه معايا، و بعد كده عمره ما هيكون معايا!
و فعلا رحنا و أنا ما كنتش متوترة أبدا لأن ده رزق ربنا باعته.. ولد بنت مش هتفرق، أما روميو فكان متوتر جدا و كان متمسك جدا بحلمه انه يكون ولد و قالي:” أنا عايز ولد، يا رب حلمي يتحقق”
ساعتها رديت عليه منتهى البساطة و الهدوء و قولتله:” ولد، بنت.. مش فارقة. المهم إننا نعرف نربيه .. ده الأهم”
هز راسه كده و سكت، بس مكانش مركز معايا بالمرة..
لحد ما وصلنا و دخلنا اوضة الكشف، و بدأت فنية المعمل اللي كانت جنب أوضة الدكتورة على طول تقولنا:” أنا عرفت الجنين بس هستنى الدكتورة لما تشوفكم”
و هنا أصر روميو انه يسمع منها و قالها:” ارجوكي قوليلي”
قالتله:” ياه انت متوتر جدا شوف مراتك هادية أزاي..”
قالها:” ارجوكي قوليلي نوع الجنين”
و قدام تصميمه و عدم صبره لحد ما تيجي الدكتورة كمان 10 دقايق قالت لنا:
“ طيب أنا شايفة ولد بنسبة 99%”
و هنا اتفاجأت بدموع روميو اللي كانت اكتر حاجة واضحة في المكان، وصوت البكاء اللي كان أعلى من أي حد.. و كأن الطفل ده فعلا كان أكبر أحلامه اللي لحد دلوقتي مش مصدقاها…
و قعد يبوس ايدي و كان طاير من الفرحة و فضل طول الطريق يحلم بالبيبي و يقولي:
“ أنا هتغير علشان ماريو.. ماريو لازم يكون فخور بي، و هعمل كل ما بوسعي علشان اربيه احسن تربيه”
كنت مصدقاه وقتها، لكن أتأكدت إن ماحدش بيتغير علشان حد حتى لو ابنه، والناس بتتغير علشان نفسها الأول لما تبقى عارفة إن في حاجات جواها محتاجة تتصلح بغض النظر عن مين المستفيد، المهم انه يتغير علشان نفسه في الأول و ده الأهم!
و كنوع من المشاركة كنت متفاعلة معاه جدا، و كنت بخطط و احلم زيه تمام و بقيت أقول “ماريو” زي ما بيقول و خلاص بدأت استعد نفسيا إن فيه طفل ولد جاي في الطريق..
لكن روميو ما نسيش إن حلمي كان البنت الأول، و لكن في الأخر دي حاجة مش بأيد حد غير ربنا، و مسك أيدي و قالي:
“يا روزة البيبي الأول جه ولد و التاني هيكون بنت”
قولتله :” إن شاء الله.. محدش عارف الخير فين..”
و كعادة روزة مديرة قسم الترفية في الأسرة الصغيرة، كان لازم تحتفل و تعبر عن سعادتها بمغامرة جديدة حبت إنها تشارك روميو بها.. كانت المغامرة اسمها “أساطير الرعب” و كانت ليلة عيد الهلاويين و كان مكانها قلعة (كازا لوما) اللي كانت تبعد 7 محطات بالترام من بيتنا..
و دخلت و حجزت و كانت التذكرة في حدود 100 دولار للفرد، بس طبعا ما استخسرتش و عزمت روميو و رحنا على قلعة الرعب..
كانت تجربة فريدة من نوعها و هي انه تم تحويل المكان الضخم ده بالليل لقلعة من الرعب و كلها شخصيات لابسة ملابس مرعبة…. كمان ناس تجري وراك، و شاشات عملاقة بتعرض مشاهد مرعبة مع موسيقى تصويرية خيالية..
فكرة المكان كانت شبه بيت الرعب، لكن الإمكانيات كانت عالية جدا، و القلعة كانت كبيرة و ضخمة ملهاش أول من أخر، و اقل شيء الواحد ممكن يقضي ساعتين كاملين بس علشان يشوف اهم محطات قلعة الرعب..
كان روميو منبهر و كمان مبسوط من فكرة إني عندي قدرة رهيبة لاكتشاف أماكن فسح كتير و غير متكررة… و حقيقي أنا كنت متميزة جدا في النقطة دي اللي طبعا قلت تماما بعد ما بقى عندي طفل؛ لأن الخروج بالأطفال مجهد جدا، و خصوصا في سنواتهم الأولى.. وجه كمل على النقطة دي كمان وباء الكورونا..
فضل روميو يصور و يبعت رسايل لأهله في إيطاليا بالعلم انهم نايمين، بس كان عايز يسجلهم إحساسه بالمكان.. و من ضمن رسايله كان بيقول لأمه:
“روزة خدتني مكان غريب و جديد ما تخيلتش أبدا إني أشوفه في تورنتو.. حقيقي هي مرشدتي السياحية في المدينة، و خلتني أشوفها من أول و جديد”
و فعلا ده حقيقي و كنت أنا بالنسبة لروميو إضافة له في كل حاجة.. بس أوقات كنت بحس إني الرجل و هو الست… و إني الرجل اللي بيدخل دخل اكبر، و بيشتغل اكتر، و عارف اكتر.. و كمان هو اللي بيفسح و بيخرج و بيداوي و بيكسي..
يمكن لحد الوقت ده مكانش عندي مشكلة أبدا في كل ده، و كنت على أمل اكبر من روميو إن اللي جاي احسن، و انه هيعوضني زي ما دايما بيقول خصوصا انه يشتغل قد ما أنا بشتغل، لأن النقطة دي كانت فارقة معايا جدا..
و أتبسطنا على الأخر.. و قبل ما نطلع من المكان شاورتله على الحديقة الخلفية للقلعة و قولتله:
“عارف يا روميو الحديقة دي لما شوفتها الصبح كانت ولا حديقة الأحلام و كان حلم من احلامي إني اعمل فرحي فيها”
و تملكته الرومانسية وسط الأجواء المرعبة و قالي:” وأنا عند وعدي و هعوضك بالالماظ، وهعملك فرح تاني حتى لو ابننا هو اللي هيكون ماسك لنا الشمع .. اعتبريها ساعتها حفلة عيد جوازنا.. و هعملهالك هنا زي ما بتحلمي بالظبط، و هجيبلك مامتك و كل اللي بيتحبيهم، وهجيبلك أحلى خاتم في تورنتو”..
و لأن قدرتي على الأحلام خرافية، ففضلت طول الليل طول ما أحنا راجعين ابص على القمر اللي كان بدر في تمامه و كتبت الحلم ده كلمة كلمة، و حرف حرف على وش القمر، و قولت لروميو على اللي بحلم به، و سألته ساعتها:
“جاهز توقع على الكلام ده على وش القمر؟”
ضحك و قالي:” أكيد أوقع و اختم كمان بختم من جوه قلبي”
و وقع وختم على حلمي اللي كان على وش القمر.. لكن التوقيع كان مزيف، و الختم مكانش من القلب.. و القمر فضل دايما فاكر، و كل ما يطلع قدامي يفكرني بالوعود اللي أتوعدت بها، و عمرها ما أتحققت..
و خلص شهر أكتوبر بكل لحظاته الصعبة، و الحلوة، و أخرها رومانسية مفرطة بين روميو و جولييت..
و هيبدأ شهر نوفمبر اللي هيكون نهاية الخريف وبداية الشتاء و هو أكتر وقت بحبه في السنة.. يا ترى إيه اللي هيحصل في نوفمبر، و إيه الجديد اللي مستنينا؟
المزيد
1