و بدأ شهر مارس بمفاجأة كبيرة وهي ان ماما حجزت و جاية خلاص كمان ايام معدودة.. فكرة ان ماما زمانها جاية كانت مفرحاني جدا، و بسطاني و كنت مستنياها على احر من الجمر..
طبعا أنا كنت متوقعة اول شهر مارس اني اروح اشوف ال Basement اللي كنت بس اتفقت عليه عن طريق الفيس بوك، و اللي كان المكان الوحيد اللي ما روحتش عاينته بنفسي، و لا أتقابلت مع صاحبة البيت وجها لوجه..
و بعتتلي رسالة و قالت لي:
و بدأ شهر مارس بمفاجأة كبيرة وهي ان ماما حجزت و جاية خلاص كمان ايام معدودة.. فكرة ان ماما زمانها جاية كانت مفرحاني جدا، و بسطاني و كنت مستنياها على احر من الجمر..
طبعا أنا كنت متوقعة اول شهر مارس اني اروح اشوف ال Basement اللي كنت بس اتفقت عليه عن طريق الفيس بوك، و اللي كان المكان الوحيد اللي ما روحتش عاينته بنفسي، و لا أتقابلت مع صاحبة البيت وجها لوجه..
و بعتتلي رسالة و قالت لي:
“معلش لسه بدري شوية اننا نخلص البدروم.. احنا هنعمل لك العقد يوم 1 أبريل، و ده اخر تاريخ و تقدري تيجي تشوفيه يوم 15 مارس”
طبعا الرسالة دي معناها اني ارجع اكلم قسم الاسكان اللي بتواصل معاه بخصوص البيت اللي قاعدة فيه، و طلبت منهم مد مدة السماح وكانوا زهقوا حقيقي و قالوا لي:
“للأسف احنا أصدرنا أمر بيوم 15 مارس ولمعلوماتك المحكمة حكمت خلاص، و البيت هيرجع للإسكان، و هيتشمع بالشمع الأحمر يوم 15 مارس..”
طبعا انا ما يأستش، و لا استسلمت.. و بعتلهم كل الرسايل اللي بيني و بين صاحبة البيت الجديد، و صورة كمان من العقد الجديد..
و بالاوراق دي وافقوا، بس فهموني ان دي اخر مره هيعدلوا و يمدوا في تاريخ اني اقعد في البيت ده..
طبعا ماما كانت هتيجي في توقيت صعب جدا و ظروف اصعب.. بس اعمل ايه! و بعدين ما هي دي الحقيقة اللي مش هقدر لا أخبيها، و لا اجملها..
و جت معايا صديقتي الفنزويلية علشان تجيب ماما من المطار، بس اتفاجأت انها طلبت حق التوصيلة.. ساعتها مزعلتش منها، لكن ماما قالت لي:” لا الأصحاب أوي ما يعملوش كده”
و دخلت ماما البيت اللي على حد تعبيرها قلبها انقبض اول ما دخلته و قالت لي:” البيت ده غريب و ريحه تقيل.. يا عيني عليكي يا بنتي انتِ عايشة فيه ازاي؟!”
قلت لها:” اعمل ايه يا ماما ده افضل الحلول .. مش بدل ما اقعد في ملجأ”
استغربت ماما جدا الكلام، و بدأت تستكشف البيت اللي كان مخوفها جدا، وسمته”بيت الرعب”
طبعا انا مكنتش قلت لها على موضوع الفيران، بس طبعا كان لازم انبهها خصوصا من مجموعة المطبخ.. أما مجموعة اوضة الغسيل فانا اللي بتعامل معاهم لأني ما اقدرش اخلي ماما تنزل الأوضة المرعبة اللي تحت دي..
و حطيت حاجة ماما في اوضة النوم التانية اللي مكنتش بستخدمها، و رحت علشان اجيب ابني من الحضانة لانها ماكنتش لسه شافته..
و جبته و رجعت و كان فرحان جدا، و هي كمان فرحانة خصوصا انها شافته كبران شوية و بقى عمره 11 شهر ..
و قعدت و قالت لي:” لازم على عمر سنه يمشي كفاية عليه زحف”
ضحكت و قلت لها “خلاص مشيه براحتك اهو عندك اهو”
طبعا الشقاوة كانت بدأت تظهر عليه بشكل كبير و كنا بنعاني معاه من زحفه و البيت اللي كله سلالم.. مكنتش عارفة اركب اي بوابة فيه، و كل البوابات الخاصة بالاطفال اللي جبتها ما عرفتش اثبتها.. فكانت معاناة كبيرة بصراحة..
و فهمت ماما اني بروح مركز للبيزنس علشان شغالة على فكرة مشروع، و هي مكانتش متفاجاة اصلا لان كانت فيه ملاحة من الملاحتين اللي كلمتهم من مصر بعتت لي مع ماما 2 كيلو ملح صخري كعينة، و كان فيه شركة تانية هتبعت بس كانت هتبعت 5 كيلو عن طريق ال DHL و دي كنت مستنياها توصل كمان..
و كالعادة كانت ماما مستغربة من تفكيري، و خططي، و قالت لي:” و علي ايه وجع القلب ده!.. ما تشتغلي اي حاجة و خلاص”
قلت لها:” لا انا مش هشتغل أي حاجة و خلاص.. انا قررت ابدأ البيزنس بتاعي.. سوق العمل هنا مش مناسبني بالمره”
و معجبهاش كلامي اكيد، بس انا دماغي ناشفة جدا خصوصا لما ببقى مقتنعة بفكرة معينة..
كان الجو برد بس افضل من الشهرين اللي فاتوا، و بدأت اخد ماما و البيبي خصوصا في الاجازة و نخرج .. طبعا ماما لاحظت ان المنطقة مختلفة عن اللي فاتت، لكن كان فيها كافيه واحد صغير قريب من سوق السمك و كان برتغالي، و هنا عرفت ماما على المطبخ البرتغالي اللي بقى مطبخ من المطابخ اللي اعتادت عليه في الفترة دي..
لكنها فضلت عندها حنين لمنطقتي القديمة زيي تماما، و قالت لي:
“انا عايزة اروح الطعم الياباني اللي ناحية بيتك القديم، و انا اللي عازماكي”
و بصراحة ماما كانت بتحاول تساعدني، لكن انا مكنتش حابة اخد منها فلوس ابدا و قلت لها:” اعزميني ماشي و الفلوس انا مش محتاجة دلوقتي، لكن لو احتاجت حاجة هقولك”
كانت ماما عارفة النقطة دي عني كويس وهي اني بحاول الاقي حلول عن طريقي قبل ما تكون عن طريق الآخرين.. حتى لو الاخرين دول ماما مثلا..
كانت ماما بتترعب لما تلاقيني الصبح ماشية انا و البيبي و سايبينها من ص8-ع4 كانت بتقولي:” البيت ده انا بخاف اقعد فيه.. خلاص انا لازم اعمل روتين اني اطلع اتمشى يوميا”
و فعلا عملت كده و ده هون عليها قعدتها في البيت لوحدها لفترة كبيرة..
و نبهتها على موضوع الفيران و قلت لها:” ماما البيت ده في فيران فمتخافيش ..هم معظمه في اوضة الغسيل، لكن في كم واحد بييجوا المطبخ”
ماما ضحكت و قالت لي:” ايه العبط ده و انتِ بقى عارفة خط سيرهم.. اكيد بيتهيألك”
و سيبتها تحلم انه بيتهيألي لحد ما رجعت في يوم من بره لقيت ماما ماسكة (مقشة) و واقفة على السلم و كأنها في معركة و سألتها:
“في إيه؟ انتِ بتجري وراء حد؟”
قالت لي:” فارين .. شفتهم في المطبخ.. بس انا وقفت لهم بالمقشة”
و فضلوا الفارين دول محفورين في دماغ ماما، و وزاد رعبها كمان عن الاول
و على حظ ماما، و من كتر خوفها من المكان، و من البيت…. صحينا الصبح على عربيات بوليس كتير جدا في المنطقة، و بصينا من شباك ماما اللي بيطل على العمارة الكبيرة اللي في وشنا لقينا البوليس منزل جثة و بيشيلها في الاسعاف..
و نزلت عرفت الحكاية، و عرفت ان واحدة من سكان العمارة قتلها صاحبها، و الغريب انه قتلها بمسدس بس محدش سمع، و ماتت فورا لانه ضرب على رأسها..
لما حكيت لماما بقت مرعوبة جدا و قالت لي:” انا عايزة امشي من البيت ده.. ده صعب جدا”
قلت لها:” هانت يا ماما.. معلش استحملي شوية انتِ بس بقالك 10 أيام… اومال انا اعمل ايه اللي بقالي 5 شهور و 10 أيام و كنت لوحدي تماما!”
و حاولت اهدي و اطمن ماما على قد ما اقدر، لكن انا من جوايا كنت حاسة ان الست صاحبة البدروم بتلاوعني و شكلها كده هيتعبني..
و جه يوم 15 مارس اللي هيكون فيه حدثين حلوين و حدث مش حلو.. يا ترى ايه هي الاحداث دي؟
المزيد
1