و لحظة ما عديت بالبيبي عند الجوازات سألوني لو طلعت له شهادة ميلاد مصري بس إجابتي كانت انه لسه و هنا قالوا لي:
“طيب ده كده هيدخل كأجنبي و هيدفع 20 دولار أمريكي تمن فيزة دخوله”
بصراحة الفلوس مش مبلغ كبير، لكن مبدأ إن ابني يدخل بلد أمه كأجنبي غاظتني جدا و قلت لهم:
“ده مش أجنبي دي مصري لأن أمه مصريه”
و لحظة ما عديت بالبيبي عند الجوازات سألوني لو طلعت له شهادة ميلاد مصري بس إجابتي كانت انه لسه و هنا قالوا لي:
“طيب ده كده هيدخل كأجنبي و هيدفع 20 دولار أمريكي تمن فيزة دخوله”
بصراحة الفلوس مش مبلغ كبير، لكن مبدأ إن ابني يدخل بلد أمه كأجنبي غاظتني جدا و قلت لهم:
“ده مش أجنبي دي مصري لأن أمه مصريه”
وسألوني عن اسمه و كنت سعيدة لما جاوبت و في نهاية اسمه لقبي مع لقب باباه، لكن الكلام ده مكانش له أي تأثير على الجوازات و قالوا لي:
“لو هنطبق القانون بحذافيره هنعامله معاملة الأجنبي لحد ما تطلع له شهادة ميلاد مصرية، لكن هنعديها المره دي و ندخله كمصري وحمدالله على سلامتكم”
و كانت دي اكتر كلمة بحب اسمها من أول ما بنزل مصر و هي.. حمد الله على السلامة..
و نزلنا ناخد شنطنا و حسيت بشوية هرج و مرج بسبب إن بعض الناس اللي جاية من كندا لما نزلوا و هم واقفين كانوا بيشخطوا و ينطروا في الناس كأن الناس شغالة عندهم، و استغربتهم جدا لأنهم أكيد في كندا ما بيعملوش كده ..
حسيت أن كل مصري معاه الباسبور الكندي بيتعامل كأنه أعلى من المصري اللي من غير باسبور كندي، وأنا طبعا كنت من الناس اللي لسه معندهاش الباسبور المقدس..
و بعد ما خدت الشنط فكرت إني اروح اشتري خط من جوه المطار سمعت انهم كانوا عاملين عرض كويس جدا للي جاي فترة قصيرة.. و رحت عند مكتب الاتصالات اللي جوه المطار، و لما جه علي الدور طلب مني الموظف الباسبور و أديته باسبوري المصري لقيته قلب وشه و قال لي:
“السيستم واقع للمصريين .. إحنا بندي الخطوط دي للأجانب بس”
قلت له:” بس الأخ اللي قبلي كان من الصعيد”
أتنهد الموظف و قال لي:” يا مدام معاه باسبور كندي”
ابتسمت و قلت له:” طيب ابني معاه ينفع”
قال لي:” لا طبعا.. ده بيبي هطلع خط تليفون بأسم بيبي.. لو حضرتك معندكيش باسبور اجنبي يبقى مش هتاخدي من عندنا الخط ده لأنك مصرية ابقي اشتري من بره”
رديت كده بسخرية و قلت له:” ماشي يا عم و أنا أطول، و بعدين الباسبور الأجنبي يعني هيدخلني الجنة. عموما شكرا”
و طبعا دي حاجة أنا عارفاها من زمان إن الباسبور الأجنبي له قيمته في مصر و دي حاجة بتضايقني جدا و خصوصا لما حد بيستغلها.. و يمكن فيلم عسل أسود جسدها بشكل ساخر بس واقعي كمان..
و طلعت من المطار لقيت عربية مستنياني كان اخويا بعتهالي علشان توصلني على إسكندرية من مطار القاهرة..
و أول ما طلعنا على الطريق و بدأت أشوف الشوارع و اسمع الناس و أبص على السماء حسيت إن روحي رجعت لي، و فضلت افتكر كل ذكرياتي من أول يمكن ما وعيت على الدنيا لحد ما هاجرت و رحت على كندا، و حسيت قد إيه مصر وحشاني..
و وصلنا إسكندرية و استقبلني اخويا و أسرته و ماما استقبال حافل و خدوا مني البيبي، وانا دخلت نمت بعد ساعات كتير من التعب و خصوصا ان البيبي ما نمش طول ال 12 ساعة بتوع الطيارة و لكن نام شوية في العربية و إحنا جايين من القاهرة..
و بعد ما صحيت بدأت اكتب جدولي للأجازة لأنها مليانة حاجات تتعمل و كل اللي أنا نازلاهم هم 21 يوم و بالتالي لازم استغلها صح..
و كان أول المهام هو تجديد رخصة الإرشاد السياحي اللي لازم اجددها كل 5 سنين حتى لو كنت عايشة في المريخ و ده حوار كبير، لكن المرة دي هيكون حوار أكبر لأنهم غيروا القانون.. و لازم افتح ملف تأميني حتى لو أنا واقفة النشاط..
و فعلا بدأت من تاني يوم إني ارسم خطوات فتح الملف التأميني اللي هي الأصعب، و كانت بدايتها إني أحدد ميعاد الكشف طبي (كومسيون طبي) في مستشفى النقراشي العام..
و بعد ما فطرت من عند (تريانون) اللي فاتح قريب مننا في منطقة (سان استفانو) رحت ركبت المشروع(الميكروباص بلهجة أهل إسكندرية) و اتجهت على مستشفى النقراشي..
و لما وصلت المستشفى و اللي مكانها رأس التين لقيت طابور مالوش أول من أخر بس فهمت إني ماليش دعوة به، لكن للأسف شكل الطابور كان مرعب و كانت الناس شكلها واقف فيه من مدة كبيرة..
و طلعت على سلالم المستشفى جري علشان أوصل لمكان الكشف الطبي و لقيت أتنين ستات قالوا لي:
“ايوة يا شابة عايزة إيه؟”
حسيت إني دخلت عند ريا و سكينة، و قبل ما يجي عبد العال و حسب الله ابتسمت كده و قلت لهم:
“عايزة اخد ميعاد للكشف الطبي علشان عايزة افتح ملف تأميني”
أدوني استمارة و قالوا لي:” أدينا الفلوس بالظبط إحنا ما عندناش فكة”
و لحسن الحظ كنت ماشية بكمية فكة رهيبة و اديتهم المبلغ بالظبط لحسن يخنقوني..
بعد كده طلبت منهم إني اعرف الخطوة اللي جاية و اللي خاصة بتحديد الميعاد نفسه لقيتهم عملوا حاجة غريبة جدا.. طلبوا مني إني اطلع من المكتب وبعدين قفلوا الباب.. أنا عذرتهم ساعتها و قلت يمكن عندهم زار و لا حاجة.. عموما خلينا نطلع من الوكر ده و نروح على مكان تاني..
و لقيت ست وشها باين عليه الطيبة و كانت عند الخزينة و سألتها و قالت لي:
“تحديد الميعاد بالتليفون على رقم انا هديهولك”
و دي كانت أول خطوة بس طبعا بمجرد ما احدد الميعاد هرجعلهم تاني، لكن مش هتعامل خالص مع ريا و سكينة..
كانت الخطوة التانية إني اختم الاستمارة من نقابتي في سموحة و احدد ميعاد الكشف الطبي..
و اتجهت على سموحة و خلصت كمان الموضوع ده.. كمان اتصلت بالكشف الطبي و اتحددلي أول ميعاد كمان 4 ايام و بكده أنجزت كتير أول يوم.. كمان افتكرت إن بطاقة الرقم القومي بتاعتي كانت منتهية و دي حوار لأني كان مطلوب مني تغيير الحالة الاجتماعية كتابة اسم الزوج اللي أنا اصلا عايزة اسيبه.. بالإضافة إلى إن البطاقة المجددة من الأوراق المطلوبة لتجديد الترخيص.. و من حسن حظي كان معايا الاستمارة اللي ماما حضرتها لي قبل ما انزل و بس ختمتها من النقابة علشان يكون المشوار الواحد بضرب فيه عصفورين بحجر..
و خلصت كل المشواير المتعبة دي وقبل ما ارجع على البيت نزلت على الكورنيش و خدتها تمشية من سيدي جابر لسان ستيفانو..
و في النص بينهم كان شاطئ ستانلي اللي بتربطني به ذكريات كتير جدا من أيام وأنا طفلة صغيرة.. كان الشاطىء اللي بتودينا له ماما واحنا صغيريين و كل ذكريات طفولتي تقريبا في المكان ده..
و لقيت رجلي بتاخدني على السلالم و دخلت و وقفت على الرملة .. قعدت أملي عيني من المياة اللي لونها جميل جدا ومختلف تماما عن لون مياة البحيرة اللي في تورنتو، و الموج المنعش القوي، و ريحة البحر اللي ملهاش زي..
كنت حاسة إني واقفة عند مدينة أحلامي الجديدة اللي عمري ما تخيلت إن مع الوقت هتكون هي مدينة الأحلام.. بعد ما لفيت، و سافرت، و شفت الدنيا حسيت إن إسكندرية هي مدينة أحلامي، و كان احساس عمري ما حسيته قبل كده..
و ودعت شاطئ استانلي، و ريحة البحر كانت ملت قلبي و عقلي و عينيه مش شايفة حاجة غير منظر كورنيش إسكندرية..
و طبعا كان لسه فاضل لي مشاوير كتير علشان موضوع تجديد رخصة الإرشاد و اللي هيكون موازي لطلبات التأمينات.. يا ترى المحطة التانية هتكون فين؟
المزيد
1