و حاولت أعتمد على نفسي و احط في نفسي فكرة اني مش محتاجة مساعدة، و فعلا نزلت بالعربية لأول مرة لوحدي..
كنت مرعوبة و ماشية و خلاص و عملت أخطاء فادحة كتير، بس كان من أخطرها إني مشيت عكس السير..
و هنا قررت إني الاقي حل عملي، و دردشت مع ماما و سألتها عن رأيها، وقالت لي:
“إيه رأيك تدوري على واحده ست كده تكون متمكنة بلاش رجل؟”
و حاولت أعتمد على نفسي و احط في نفسي فكرة اني مش محتاجة مساعدة، و فعلا نزلت بالعربية لأول مرة لوحدي..
كنت مرعوبة و ماشية و خلاص و عملت أخطاء فادحة كتير، بس كان من أخطرها إني مشيت عكس السير..
و هنا قررت إني الاقي حل عملي، و دردشت مع ماما و سألتها عن رأيها، وقالت لي:
“إيه رأيك تدوري على واحده ست كده تكون متمكنة بلاش رجل؟”
و بالرغم اني عمري ما صنفت البني ادمين رجل و ست، بس حسيت ان المره دي عايزة ست اللي تعملني لانها اكتر واحدة هتكون فاهمة خوفي..
و فعلا عملت إعلان على جروب (السينجل مام) اللي على الفيس بوك، و لقيت واحدة ردت بسرعة، و قالت لي:
“انا هعلمك و مش عايزة فلوس كفاية بس انك تديني أكل لعيالي”
و بصراحة عرضها مغري، و طبعا هي متخيلة ظروفي كسينجل مام زيها ..
و قابلتها و انبهرت بشخصيتها .. كانت شابة عمرها لا يتجاوز ال 32 من جزر الكاريبي و المفاجأة انها اتجوزت 4 مرات، ونتج عن الجوازات دي 6 عيال..
و بالرغم انها سينجل مام ل 6 أطفال إلا أنها كانت مرحة جدا و شخصيتها قوية و جريئة لأبعد مدى.
معرفش إزاي من أول ما ركبت جنبها كنت حاسة اني مطمنة، و كل مرة كنت بسوق كنت بعمل اللي بتقوله، بس كنت باخد من شخصيتها الجرأة اللي اكتر مني خصوصا في السواقة، و الثقة الكبيرة على الطريق..
و سألتني:” ايه اكتر مكان نفسك تتعلمي تروحيه و تاخدي على الطريق بتاعه؟”
قلت لها:” حضانة ابني”
قالت لي:” يلا بينا.. ده اللي هنتدرب عليه اليومين الجايين”
و فعلا رحت و بمنتهى السلاسة رجعت معاها، و علمتني الركنة اللي بتبقى موزاية في وسط الشارع بمنتهى الحرفنة..
و بعد 5 حصص بالظبط قالت لي:” خلاص انتِ مش محتاجاني انتِ تقدري تكوني لوحدك”
كنت مترددة، لكن كنت واثقة فيها..
و عزمتها مع ماما و البيبي على فطار في اكتر محل بحبه في المنطقة وهو (سان ريمو)
عجبها جدا و قالت لي:” انتِ نظامك ايطالي خالص.. كرواسون و قهوة لا انا عايزة افطر بيتزا”
كانت لطيفة، و مرحة، و حقيقي روحها جميلة، و اهم حاجة ست جدعة اوي..
و سابتني مدرستي الجدعة اواجه السواقة لوحدي، و كنت خلاص حطيت في دماغي اني قدها و قدود..
كان الاختبار الحقيقي اني اخد ماما و البيبى لأول مرة و اسوق بهم، و فعلا عملت كده، و هنا علقت ماما، و قالت لي:
“برافو.. ده انتِ شاطرة اهو و سواقة بريمو .. أومال كنتِ خايفة ليه؟”
قلت لها:” لاني مكنتش مطمنة للطريق و ثقتي كانت منعدمة، لكن الست دي ساعدتني و وقفت جنبي حقيقي”
و بكدة انا اتخرجت رسمي من مدرسة السواقة العملية، و اخيرا اقدر اعلن اني بسوق وعندي عربية في كندا، و اني حققت الحلم ده اللي اتأخر كتير..
كنا في نهاية شهر يونيه، و مع بداية يوليو أو بالتحديد 1 يوليو قررت اني احتفل بعيد كندا مع ماما و البيبي..
و لبست تي شيرت عليه الوان، و عملت ضفيرة، و بصت لي ماما و قالت لي:
“شكلك زي ما تكوني طفلة صغيرة.. انتِ عمرك ما بتكبري”
ضحكت و قلت لها:” و قلبي يا ماما فضل زي ما هو عمره ما كبر.. فعلا قلب طفلة”
و قعدت اتمشيت انا و ماما و البيبى، و خدتنا رجلينا لمكان جيت له من سنتين لما كنت لسه متجوزة روميو و كنت متطوعة مع بلدية تورنتو في فعاليات (يوم كندا- كندا داي) ..
ماتخيلتش ان المكان ده بعد سنتين بقيت عايشة فيه، و ان حياتي كلها اتغيرت وانقلبت تماما.. بس للأحسن و للأفضل بالتأكيد.
و لأني بقيت متمسكة بذكرياتي و نشأ بيني وبينها علاقة غرام، بقيت بفتكرها خصوصا لما بعدي في نفس الاماكن اللي مريت عليها قبل كده، لكن الحلو اني بقيت بحس بمتعة مختلفة، و تقريبا اختفى الاحساس بالمعاناة أو المرارة..
كان شهر يوليو هو آخر شهر معايا في تعاقد الشنط و الملابس من مدغشقر، لكن كنت حاسة ان المشروع ده خلاص مش هيكمل لصعوبة تسويق المنتجات و ردود الافعال الغير مشجعة من كل المحلات اللي بعتلها و عددها زاد على ال 250 محل ما بين أكتر من 5 مقاطعات مش في أونتاريو بس..
كان المحل الوحيد اللي عرض انه يشتغل معاهم محل في داون تاون تورنتو، و عرض انه يشتغل معاهم بنظام ال consignment يعني يدفع لهم فلوسهم بعد ما يبيع الحاجة، و طبعا المصنع ما وافقش بالكلام ده..
و بالرغم من كده قررت اني اكمل في الموضة بس لأخر يوليو، لكن من أول أغسطس لازم افكر في مجال تاني
أما بالنسبة لموضوع الملح فردوا علي حماعة كيبيك كلهم بالرفض لأن المنافسين جابوا لهم أسعار أفضل مني بكتير، و كان الملح ده كلله من المغرب .. كمان سعر الشحن و طريقة التعامل كانت مختلفة، و الأهم في كل ده انهم بقالهم سنين شغالين معاهم.. يعني على كلامهم محل ثقة..
و بكده عرفتني الشركات دي ان سوق كيبيك معايا مش هيظبط و خليني اركز في سوق تانى افضل . و بالفعل كان لسه فاضلي سوق أونتاريو..
و في أونتاريو كان فيه الشركة اللي قابلتها في المعرض و كلمت المسؤول علشان اقابله في الشركة، لكن رد علي بأسلوب ناشف جدا و قال لي:
“مفيش داعي للمقابلة اسعارك عالية، و بعدين انتِ بتقولي انك وسيط ..انا عايز حد موزع، يعني عنده الملح متخزن هنا مش يبعت يجيب على اسمي و ياخد عمولته.. انا مش عايز اتعامل معاكي، و مفيش داعي تقابليني”
كان رده حدا جدا، و كان اسوأ بكتير من جماعة كيبيك اللي حتى لما رفضوا كانت طريقتهم مهذبة جدا عنه، لكن الشخص ده كان عديم الذوق ..
و قبل ما أقول خلاص كفاية علي كده من الملح، عملت أخر محاولة معاه قبل ما اقلب صفحته..
يا ترى إيه كانت آخر محاولة عملتها مع الملح؟
المزيد
1