أعرب زعماء المعارضة يوم الأحد عن قلقهم العميق بشأن استيلاء طالبان السريع على كابول ، وانتقدوا حكومة ترودو لما وصفوه بالفشل في حماية المواطنين المعرضين للخطر ، والمسؤولين الذين تقطعت بهم السبل في العاصمة الأفغانية
أعرب زعماء المعارضة يوم الأحد عن قلقهم العميق بشأن استيلاء طالبان السريع على كابول ، وانتقدوا حكومة ترودو لما وصفوه بالفشل في حماية المواطنين المعرضين للخطر ، والمسؤولين الذين تقطعت بهم السبل في العاصمة الأفغانية
وفي هذا الصدد جاء هياجهم في الوقت الذي بدأ فيه رئيس الوزراء جاستن ترودو رسميًا الانتخابات الفيدرالية ، مما يمثل إحدى أولى قضايا الخلاف بين قادة الحزب ، الذين تعهدوا بضمان بقاء موقف كندا في أفغانستان جزءًا من النقاش العام
وقال زعيم الحزب الوطني الديمقراطي جاغميت سينغ :” هذه أزمة خطيرة ، هؤلاء هم الأشخاص المعرضون للخطر ، وكثير منهم من الذين خدموا مع القوات الكندية ، وقدموا المساعدة والدعم ، وخدمات الترجمة ، لن أدعو إلى انتخابات ،سأقوم بنشر كل الموارد الممكنة لإخراج أولئك المعرضين للخطر من أفغانستان”
وأضاف سينغ :” سأطرح هذه المسألة وأعلم جاستن ترودو ، وأعلم الحكومة ، أن هناك الكثير مما يمكننا فعله الآن”
ومن جانب أخر وجه ترودو الدعوة للانتخابات بعد ساعات فقط من تعليق أوتاوا العمليات في سفارتها في كابول ، وقال وزراء الخارجية والهجرة والدفاع الفيدراليون في بيان مشترك إن الموظفين كانوا في طريق عودتهم بأمان إلى كندا””:
حيث بعد الاستيلاء على كل أفغانستان تقريبًا في غضون أسابيع فقط ، اقتحمت ميليشيا طالبان كابول في نهاية الأسبوع ، واستولت على القصر الرئاسي بعد فرار الجيش الأفغاني ، وقالت الجزيرة نقلا عن حارس شخصي للرئيس أشرف غني :” إن الرئيس وزوجته وكبار مساعديه سافروا جوا إلى أوزبكستان المجاورة”
بينما تم نشر القوات الخاصة الكندية لمساعدة مسؤولي السفارة في كابول ، فإن الجهود المنفصلة لدعم المترجمين الأفغان وغيرهم من السكان المحليين الذين ساعدوا القوات الكندية قد أعاقت بسبب الروتين البيروقراطي ، وفقًا لتقارير إعلامية ، مما أثار انتقادات بأنه كان ينبغي لأوتاوا أن تتصرف بشكل أسرع لحماية قواتها
ومن جانب أخر قال زعيم حزب المحافظين إيرين أوتول للصحفيين يوم الأحد “سوف ندافع عن الكرامة وحقوق الإنسان كحكومة ، لأن السيد ترودو لم يفعل ذلك ، واليوم أنا أفكر حقًا في عائلاتنا العسكرية ، هذا وقت صعب للغاية بالنسبة لهم”
كما يمثل الاستيلاء على العاصمة الأفغانية نهاية مؤلمة لحملة عسكرية استمرت قرابة 20 عامًا قتل خلالها 158 جنديًا كنديًا ومسؤولًا عسكريًا ، وأنفقت أوتاوا ما يقرب من 18 مليار دولار بين عامي 2001 و 2014 على مهمتها في أفغانستان ، وفقًا لبعض التقديرات
وعلي هذا علق ترودو إنه “قلق للغاية” بشأن التدهور السريع في كابول ، حيث قال : “نشعر بالحزن إزاء الوضع الذي يجد الشعب الأفغاني نفسه فيه اليوم ، وهذا أمر خاص بالنظر إلى تضحيات الكنديين الذين آمنوا وما زالوا يؤمنون بمستقبل أفغانستان ، سنواصل العمل مع الحلفاء والمجتمع الدولي لضمان ألا تذهب هذه الجهود ”
وبعد أن بدأ الوضع في البلاد في التدهور الحاد في أواخر الأسبوع الماضي ، أعلن وزير الهجرة ماركو مينديسينو يوم الجمعة عن خطط لإعادة توطين ما يصل إلى 20 ألف لاجئ أفغاني ، لكن العديد من الحلفاء الكنديين لا يزالون بدون استراتيجية خروج ويخشون على حياتهم
حتى أن بعض أعضاء البرلمان الليبراليين انزعجوا من استجابة الحكومة للإطاحة في كابول ، قائلين :” إنه كان ينبغي للحلفاء الغربيين أن يكونوا أكثر استعدادًا للتداعيات المتوقعة منذ أن وضعت الولايات المتحدة خططًا تفصيلية لإزالة وجودها العسكري هناك”
كما قال النائب الليبرالي أندرو ليزلي على تويتر: “كان هذا متوقعًا ومتوقعًا ، وستكون النتائج مأساوية لا يمكن تصديقها ، خاصة بالنسبة لأولئك الأفغان الذين عملوا في كندا ولجميع النساء والفتيات”
أما عن طالبان ، فقد أعنلت في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها لن تدخل كابول أثناء تشكيل حكومة انتقالية ، لكنها سرعان ما تراجعت عن هذا الموقف “لمنع الفوضى والنهب” ، وفقًا لبيان صادر عن الحركة ، كما وصفت تقارير إعلامية الاختناقات المرورية والاضطراب المزدحم في مطار كابول الدولي ، حيث سارع الآلاف من المواطنين الأفغان والمسؤولين الأجانب للفرار من المدينة
وأفاد سكان عن إطلاق نار متقطع في منطقة مطار حامد كرزاي الدولي يوم الأحد ، حيث ساعدت القوات الأمريكية على مغادرة الأفراد الأمريكيين
كما أنه هناك تقارير عن إطلاق نار في المطار ، وقالت السفارة الأمريكية في تحذير أمني :”لذلك نحن نطلب من المواطنين الأمريكيين الاحتماء في مكانهم”
وسعت إدارة بايدن إلى التقليل من المخاوف بشأن استيلاء طالبان على السلطة في الأشهر الأخيرة ، حيث بحث قادة الولايات المتحدة عن طريقة لإنهاء حملة عسكرية لم تكن تحظى بشعبية كبيرة بين الجمهور الأمريكي
والجدير بالذكر أنه في 8 يوليو الماضي ، رداً على أسئلة حول قرار الولايات المتحدة بسحب القوات ، قال الرئيس جو بايدن :” إن احتمال سيطرة طالبان على كل شيء وامتلاك البلاد بأكملها أمر مستبعد للغاية” ، وأضاف :” إن الولايات المتحدة لن تبتعد عن أفغانستان وشعبها”
المصدر : ناشونال بوست
المزيد
1