مع اقتراب نهاية الصيف، لا تزال موجة الترويج لأدوية إنقاص الوزن عبر الإنترنت تثير القلق، خاصة في ظل غياب الرقابة الصارمة، وانتشار المنتجات المقلدة في السوق.
مع اقتراب نهاية الصيف، لا تزال موجة الترويج لأدوية إنقاص الوزن عبر الإنترنت تثير القلق، خاصة في ظل غياب الرقابة الصارمة، وانتشار المنتجات المقلدة في السوق.
إعلانات “الوعد السهل” تنتشر على تيك توك وإنستغرام
إذا تصفحتَ إنستغرام أو تيك توك مؤخرًا، فربما صادفت إعلانات مغرية تعدك بالحصول على حقن أوزمبيك أو ويغوفي لإنقاص الوزن، مباشرة إلى باب منزلك، دون وصفة طبية.
منصات مثل Ro، Willow، Eden، Hims/Hers تُغرق صفحات المستخدمين بإعلانات تبدو وكأنها تفتح “طريقًا سريعًا إلى النحافة”، لكنها تخفي وراءها مخاطر حقيقية.
تحذيرات رسمية: المنتجات المقلدة تنتشر
في مايو الماضي، المدعي العام لولاية بنسلفانيا، ديف صنداي، حذّر من “المنتجات المقلدة التي تغمر السوق”، داعيًا إلى شراء الأدوية فقط من صيدليات مرخصة.
كما طالب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) باتخاذ إجراءات تنفيذية عاجلة لحماية المستهلكين.
وفي فبراير، انضم صنداي إلى 37 نائبًا عامًا في رسالة جماعية تحث الـFDA على التدخل السريع ضد شركات تبيع GLP-1 مغشوشة ومستوردة من موردين خارجيين مجهولين.
“حقن بحثية” بلا بيانات… تُباع تحت غطاء التخصيص
ما تغفله هذه الإعلانات البراقة هو أن معظم المنتجات المعروضة عبر الإنترنت ليست أدوية جنيسة معتمدة من FDA، بل مكونات مركّبة تُخلط من مساحيق سائبة بلا مراجعة، ولا تمر باختبارات التكافؤ الحيوي.
الرابطة الوطنية لمجالس الصيدلة تُحصي أكثر من 40,000 صيدلية إلكترونية تعمل بشكل غير قانوني أو بطرق غير موصى بها.
التكلفة الحقيقية: تهديد للابتكار وتدمير لحوافز البحث العلمي
الضرر لا يتوقف عند حدود المستهلكين.
عندما تُنتج شركات أدوية مقلدة وتُباع دون رقيب، فإنها تُضعف الحافز لدى الشركات الرائدة التي تستثمر مليارات الدولارات في الأبحاث.
وفقًا لتحليل Deloitte، يبلغ متوسط تكلفة تطوير علاج دوائي جديد نحو 2.2 مليار دولار. في غياب حماية الملكية الفكرية، قد يتردد المستثمرون في تمويل “الجيل التالي” من العلاجات.
ازدواجية خطيرة: سوق بمستويين من الرقابة
نشهد اليوم صعود “سوق رمادية” تتطور لحظة بلحظة، مدعومة بثغرات تنظيمية وخلط متعمد بين التخصيص الطبي والتصنيع التجاري.
جهة تلتزم بمعايير صارمة وتنال الموافقات
وأخرى تستغل الفوضى وتروج لنفسها عبر الإعلانات الرقمية
هذه الازدواجية تُهدد النظام الصحي برمّته، وتُعرض المرضى والمستهلكين لمخاطر غير محسوبة.
الرسالة الأخيرة: لا تنخدع بالحل السريع
الابتكار الطبي الحقيقي يتطلب وقتًا، مخاطرة، واستثمارًا طويل الأمد.
دعونا لا نسمح بأن تُفسده حلول سريعة، رخيصة، ومضللة… فقط لأنها ظهرت في إعلان أنيق على شاشة هاتفك.
المصدر اوكسيجن كندا نيوز
المحرر داليا يوسف
المزيد
1