في خطوة انتخابية غير مسبوقة، انطلقت اليوم عملية التصويت المسبق في الانتخابات الفرعية الفيدرالية لدائرة باتل ريفر – كروفوت في مقاطعة ألبرتا، وسط ظروف توصف بالتاريخية والاستثنائية، لكنها أيضًا تثير القلق بشأن نزاهة العملية الديمقراطية. فهذه الانتخابات، التي تُجرى لأول مرة ببطاقات اقتراع فارغة على الناخب أن يكتب فيها اسم مرشحه يدويًا، جاءت محاطة بجدل واسع بسبب العدد الضخم وغير المسبوق للمرشحين، والذي وصل إلى 214 مرشحًا.
بواليفير: إغراق القوائم الانتخابية تهديد مباشر لحق الكنديين في التصويت
في خطوة انتخابية غير مسبوقة، انطلقت اليوم عملية التصويت المسبق في الانتخابات الفرعية الفيدرالية لدائرة باتل ريفر – كروفوت في مقاطعة ألبرتا، وسط ظروف توصف بالتاريخية والاستثنائية، لكنها أيضًا تثير القلق بشأن نزاهة العملية الديمقراطية. فهذه الانتخابات، التي تُجرى لأول مرة ببطاقات اقتراع فارغة على الناخب أن يكتب فيها اسم مرشحه يدويًا، جاءت محاطة بجدل واسع بسبب العدد الضخم وغير المسبوق للمرشحين، والذي وصل إلى 214 مرشحًا.
هذا الرقم القياسي لم يكن مصادفة، إذ أن جزءًا كبيرًا منه جاء نتيجة حملة منظمة من مجموعة احتجاجية تهدف – وفق ما يراه كثيرون – إلى إغراق العملية الانتخابية وتعقيدها، وليس إلى تقديم بدائل سياسية حقيقية للناخبين. وهنا برزت مخاوف من أن الهدف الفعلي هو إرباك الناخبين، خصوصًا كبار السن وذوي الإعاقة البصرية، وإضعاف فرص المشاركة الفاعلة.
الدعوة لهذه الانتخابات الفرعية جاءت في يونيو/حزيران بقرار من رئيس الوزراء مارك كارني، عقب استقالة النائب المحافظ داميان كوريك من مقعده الذي فاز به بسهولة في الانتخابات العامة الأخيرة، لفتح المجال أمام زعيم حزب المحافظين بيير بواليفير للترشح. بواليفير، الذي فقد مقعده في كارلتون بأوتاوا بعد سنوات طويلة من تمثيله، يخوض هذه المعركة الانتخابية مدعومًا بتاريخ حافل بالدفاع عن مصالح الكنديين ومبادئ الشفافية والمساءلة.
القائمة النهائية للمرشحين تضم أيضًا دارسي سبادي عن الحزب الليبرالي، وكاثرين سوامبي عن الحزب الديمقراطي الجديد، والمستقلة بوني كريتشلي، لكن الأنظار تتجه نحو بواليفير باعتباره الأوفر حظًا والأكثر حضورًا على الساحة الوطنية.
هيئة الانتخابات الكندية أوضحت أن النظام الجديد للتصويت في هذه الانتخابات يعني أن الناخبين لن يجدوا أسماء المرشحين على البطاقة، بل عليهم كتابة الاسم يدويًا. ورغم أن الأصوات ستُحتسب حتى إذا كان هناك خطأ بسيط في الكتابة، فإن الهيئة شددت على أنه إذا كتب الناخب اسم الحزب فقط دون اسم المرشح فلن يُحتسب صوته. وقد أُعدّت قوائم كبيرة بأسماء جميع المرشحين داخل مراكز الاقتراع، إلى جانب توفير أدوات مساعدة مثل العدسات المكبرة والأقلام الكبيرة، في محاولة للتخفيف من صعوبة العملية.
لكن هذه الإجراءات لم تُنهِ القلق المشروع الذي عبّر عنه بواليفير، حيث قال في مؤتمر صحفي بكالجاري:
“ليس لدي أي مشكلة مع ترشح أي شخص، حتى لو لم يكن معروفًا أو لا يملك موارد مالية كبيرة، لكن ما يقوم به بعض هؤلاء لا علاقة له بالمنافسة الديمقراطية النزيهة. إنهم يريدون إغراق صناديق الاقتراع وإرباك المشهد الانتخابي، وهذا يضر بحق الناخبين في التصويت بسهولة ووضوح.”
بواليفير شدد على أن كبار السن، وذوي الإعاقة البصرية، وغيرهم من الكنديين الذين يواجهون صعوبات في ملء بطاقات الاقتراع، سيكونون أكثر عرضة للتأثر بهذه الفوضى المقصودة، داعيًا إلى إصلاحات تضمن وضوح العملية الانتخابية وحمايتها من محاولات التشويش.
وبينما يرى البعض في هذا التحدي فرصة لتسليط الضوء على قصور النظام الانتخابي الحالي، فإن كثيرين في ألبرتا وخارجها يعتبرون أن فوز بواليفير سيكون رسالة واضحة بأن الناخبين لا ينخدعون بمحاولات التشويش، وأنهم يقفون مع من يدافع عن نزاهة الانتخابات وحق كل كندي في أن يدلي بصوته بسهولة وشفافية.
ماري جندي
المزيد
1